أعاد تشابي ألونسو، المدير الفني لريال مدريد، الهيبة للعملاق الإسباني بفوز ثمين في أول كلاسيكو له من مقعد المدير الفني، بالتغلب على برشلونة بنتيجة 2 -1 على ملعب سانتياجو برنابيو، مساء الأحد، في قمة منافسات الجولة العاشرة من الليجا.
كان بإمكان ريال مدريد أن يخرج بانتصار عريض، وأثبت ألونسو تفوقا كبيرا على نظيره الألماني هانز فليك، المدير الفني لبرشلونة، الذي تواجد في المدرجات لتنفيذ عقوبة إيقافه مباراة واحدة، ليتولى المسؤولية مساعده ماركوس سورج.
اكتفى ريال مدريد بهدفين، وتم إلغاء 3 أهداف أخرى بسبب مصيدة التسلل التي يبني عليها فليك فلسفته مع البارسا منذ الموسم الماضي، وقادته لتحقيق 4 انتصارات مثيرة وعريضة على العملاق المدريدي تسببت في خروجه بموسم صفري وإقالة مديره الفني الإيطالي المخضرم، كارلو أنشيلوتي، الذي حقق إنجازات كبيرة مع الملكي أبرزها الفوز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات في أعوام 2014 و2022 و2024.
بدأ ريال مدريد اللقاء بتشكيل يضم تيبو كورتوا أمامه رباعي الدفاع فيدريكو فالفيردي ودين هويسين وإيدير ميليتاو وألفارو كاريراس، أمامهم الثنائي الفرنسي إدواردو كامافينجا وأوريلين تشواميني مع التركي أردا جولر في خط الوسط ثم الثلاثي فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي وجود بيلينجهام.
أما فليك بدأ الكلاسيكو في برنابيو بتوليفة تضم فويتشيك تشيزني في حراسة المرمى أمامه الرباعي جوليس كوندي وباو كوبارسي وإيريك جارسيا وأليخاندرو بالدي في خط الدفاع ثم ثلاثي الوسط بيدري وفرينكي دي يونج وفيرمين لوبيز خلف الثلاثي الهجومي ماركوس راشفورد وفيران توريس ولامين يامال.
انتصر ألونسو بأكثر من سلاح تميز به فليك في الموسم الماضي، وهو الشراسة في الضغط العالي وتنظيم الصفوف عند التمركز دفاعيا وإجبار برشلونة على لعب الكرات الطويلة من الخلف للأمام وحرمانه من بناء اللعب من الخلف أو التدرج بالكرة.
تفوق لاعبو ريال مدريد بدنيا وذهنيا في رغبة واضحة منهم لرد الاعتبار من أربع هزائم متتالية والرد على استفزازات لامين يامال الذي اختفى وراء التصريحات المثيرة للجدل التي صرح بها قبل الكلاسيكو بأيام قليلة.
تفوق وسط ريال مدريد في كل الصراعات الثنائية على برشلونة، وأبطل ألونسو مفعول جبهات برشلونة سواء يامال وكوندي يمينا أو راشفورد وبالدي يسارا، ونجح في عزل ثنائي الوسط بيدري ودي يونج عن تقديم المبادرة الهجومية، بينما كان فيران توريس أقل شراسة.
وأجاد ألونسو أيضا التكتل الدفاعي بكثافة عددية كبيرة أمام مرمى ريال مدريد، وسد كل الطرق المؤدية أمام اختراقات من لاعبي برشلونة، ولم يتعرض البلجيكي تيبو كورتوا لاختبارات عديدة، بينما سجل برشلونة من خطأ فردي وحيد لأردا جولر في البطء عند الخروج بالهجمة.
في المقابل، بدا فليك عاجزا في ظل معاناة بدنية واضحة لنجومه في أرض الملعب، والتفوق الفني لريال مدريد، وعدم خوض نجوم برشلونة المباراة بجاهزية بدنية تامة حيث عانى يامال بدنيا وأيضا ذهنيا في ظل صافرات الاستهجان التي كانت تلاحقه كلما لمس الكرة.
لم يجد المدير الفني لبرشلونة الخيارات الكافية على مقاعد البدلاء لتحسن من أداء الفريق سواء فنيا أو بدنيا، في ظل كثرة الغيابات وإصابة عدد من الركائز الأساسية، وبدا واضحا تأثر الفريق بغياب الثنائي الهجومي رافينيا وروبرت ليفاندوفسكي وكذلك لاعب الوسط أردا جولر.
بيلينجهام يتفوق.. وألونسو يسهل مهمة برشلونة
في المعسكر المدريدي تفوق بيلينجهام على كافة الأصعدة دفاعا وهجوما مستغلا الحالة الفنية والبدنية المتراجعة، بينما ازدادت الأمور سوءا على برشلونة بتراجع مستوى نجم الوسط بيدري، الذي بدا واضحا معاناته بدنيا وأنهى اللقاء مطرودا ببطاقة صفراء ثانية.
أما تشابي ألونسو، ما يؤخذ عليه هو الحذر الدفاعي المبالغ فيه أمام برشلونة وتفويت الفرصة على تعزيز تقدمه بنتيجة أكبر، ولم يحسن استغلال البدلاء إبراهيم دياز ورودريجو جوس، بل ربما كان الأفضل الإبقاء على فينيسيوس أطول فترة ممكنة لاستغلال سرعته ومهاراته في المرتدات وسط اندفاع برشلونة سعيا للتعادل.
ولكن ألونسو حرم ريال مدريد من فينسيوس ما يقرب من نصف ساعة، وسهل المهمة نسبيا على برشلونة في الخروج بالكرة من الخلف بعدما بقى كيليان مبابي بمفرده كسلاح هجومي سريع في هجوم الريال، ولكن الفريق الكتالوني عانى كثيرا في الاختراق، ولم يخلق فرصا كافية للتعادل.
