يواجه مانشستر يونايتد أزمة مرتقبة بعد أقل من شهرين، بسبب بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025، التي من المتوقع أن تحرم الفريق من اثنين من أبرز لاعبيه هذا الموسم: برايان مبيومو وأماد ديالو، اللذان أصبحا عنصرين أساسيين في تشكيل المدرب روبن أموريم.
منذ انضمام مبيومو إلى الفريق وظهوره الأول أمام إيفرتون في الجولة التحضيرية الصيفية، أظهر اللاعب الكاميروني أداء مميزا جذب الأنظار بسرعة.
وتطور انسجام مبيومو مع أماد ديالو بشكل واضح، حتى بات الثنائي يشكل محور القوة الهجومية في تشكيلة يونايتد، وكان مشهد احتفالهما برقصة أمام جماهير “ستريتفورد إند” بعد الفوز على برايتون دليلا على التفاهم الكبير بينهما.
تأثير الكان
لكن مشاركة الثنائي في كأس الأمم الأفريقية “الكان” تمثل مشكلة حقيقية للفريق. البطولة ستنطلق في 21 ديسمبر/كانون الأول في المغرب، بينما ستبدأ المنتخبات معسكراتها التحضيرية قبل ذلك بأيام، ما يعني أن مبيومو وديالو سيغيبان عن عدد من المباريات المهمة في فترة مزدحمة من الموسم.
من المؤكد تقريبا أن الكاميروني مبيومو سينضم إلى منتخب بلاده، وكذلك الإيفواري ديالو، ما يضع المدرب أموريم أمام تحد كبير في الحفاظ على التوازن الهجومي للفريق خلال غيابهما.
في النسخة السابقة من البطولة، تمكن يونايتد من تقليل الأضرار بعد أن سمح لحارسه أندريه أونانا بالمغادرة متأخرا، خاصة أن البطولة حينها تزامنت مع فترة توقف شتوية في الدوري. لكن هذه المرة، لن يكون هناك توقف، ما يجعل التأثير أكبر بكثير.
مواعيد حساسة ومباريات صعبة
قد يغيب مبيومو عن 3 مباريات في ديسمبر/كانون الأول إذا قرر منتخب الكاميرون بدء معسكره قبل أسبوع من أول مباراة أمام الجابون يوم 24 الشهر ذاته.
هذه المباريات تشمل مواجهة بورنموث في 13 ديسمبر/كانون الأول، وأستون فيلا في 21، وربما مباريات أخرى ضد نيوكاسل وولفرهامبتون، بانتظار تحديد مواعيدها النهائية من رابطة الدوري.
كما ستقام الجولة الأخيرة من دور المجموعات في البطولة يوم 31 ديسمبر/كانون الأول، مما يجعل من الصعب جدا أن يكون اللاعبان جاهزين للمشاركة في مباراة يونايتد الأولى في العام الجديد أمام ليدز يونايتد.
الركيزة الهجومية
يعتمد أموريم بشكل كبير على الثنائي مبيومو وديالو في خط الهجوم. فقد شارك أماد أساسيا في ثماني من أصل عشر مباريات هذا الموسم، وأصبح الخيار الأول في مركز الجناح الأيمن. بينما يتصدر مبيومو قائمة هدافي الفريق برصيد خمسة أهداف، مؤكدا دوره الحاسم في تحسين الأداء الهجومي.
بدأت سلسلة انتصارات الفريق الأخيرة أمام سندرلاند، بالتزامن مع عودة أماد للتشكيلة بعد غيابه عن مباراة برينتفورد لأسباب عائلية. ومنذ ذلك الحين، نجح الثنائي في تقديم أداء هجومي متكامل، وظهر التناغم بينهما في مباراة ليفربول، حين مرر لاعب منتخب ساحل العاج كرة حاسمة إلى مبيومو ليسجل هدفًا مبكرًا.
وأثنى المدرب أموريم على هذا الانسجام قائلا بعد مباراة برايتون: “الترابط بين أماد ومبيومو ممتاز، من الصعب جدًا على أي دفاع إيقافهما لأنهما يتبادلان المراكز باستمرار وسريعا الحركة ويتفوقان في المواجهات الفردية”.
بدائل محدودة
في حال غياب الثنائي، ستتغير تركيبة الفريق الهجومية بشكل كبير. وسيضطر أموريم إلى إعادة ترتيب أوراقه، حيث سيعتمد على ماسون ماونت كصانع لعب أيمن إلى جانب ماتيوس كونيا في الجهة اليسرى، لكن هذا الخيار محفوف بالمخاطر بسبب الإصابات المتكررة لماونت.
اللاعب الإنجليزي البالغ من العمر 26 عامًا لم يكمل أي مباراة كاملة هذا الموسم، وغاب عن لقاء برايتون بسبب مخاوف بدنية. الجهاز الفني يتعامل معه بحذر بعد موسمين لم يشارك خلالهما سوى في 47 مباراة.
من بين الخيارات الأخرى، يبرز اسم كوبي ماينو، الذي استخدمه أموريم في بعض المباريات كصانع ألعاب متقدم رغم أنه لم يبدأ أي مباراة في الدوري هذا الموسم. كما يمكن الاعتماد على جوشوا زيركزي، لكن المهاجم الهولندي لم يشارك أساسيا منذ أبريل/نيسان، ويبدو أن النادي يفكر في بيعه الصيف المقبل.
أما برونو فيرنانديز، القائد وصانع الألعاب الأساسي، فيواصل أداء دوره في وسط الميدان ولا يُتوقع أن يتم الدفع به بشكل دائم في مركز الجناح.
أزمة الأطراف تتفاقم
قد تتفاقم المشكلة أكثر مع غياب محتمل للظهير المغربي نصير مزراوي إذا شارك مع منتخب بلاده في البطولة. في هذه الحالة، سيضطر أموريم لاستخدام ديوجو دالوت كجناح أيمن، وباتريك دورجو كجناح أيسر، أي أن الخطين الجانبيين سيتكونان من لاعبين في الأصل مدافعين، ما يقلل من فاعلية الفريق الهجومية.
يُذكر أن دالوت، رغم الانتقادات التي يتعرض لها، يحظى بثقة أموريم، الذي يعتمد عليه كثيرا ويستفيد من قدرته على اللعب في أكثر من مركز.
وفي المباريات الأخيرة، لعب دالوت في الجهة اليسرى لمساندة ماونت وكونيا، وقدم أداء متوازنا بين الدفاع والهجوم.
