قلب الوسط يغيب والقلق يتصاعد في برشلونة بعد الكلاسيكو – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

قلب الوسط يغيب والقلق يتصاعد في برشلونة بعد الكلاسيكو

أعلن نادي برشلونة الإسباني رسميًا، اليوم الأربعاء، إصابة نجمه بيدري جونزاليس، دون أن يحدد مدة غيابه عن الملاعب، في خبر شكّل صدمة لجماهير الفريق الكتالوني، التي لم تفق بعد من خسارة الكلاسيكو أمام ريال مدريد.

وقال النادي، في بيان رسمي نشره عبر موقعه الإلكتروني: “يعاني لاعب الفريق الأول بيدري جونزاليس من تمزق في العضلة ذات الرأسين للفخذ الأيسر، وسيتم تحديد موعد عودته بناءً على تطور حالته الصحية خلال الأيام المقبلة”.

هذه الإصابة تأتي في وقت حرج بالنسبة للمدرب الألماني هانز فليك، الذي يواصل البحث عن التوازن في خط الوسط بعد سلسلة من الإصابات التي عصفت بتشكيل الفريق منذ بداية الموسم.

غياب مؤكد أمام إلتشي

كان من المقرر أن يغيب بيدري عن مباراة برشلونة المقبلة أمام إلتشي في الجولة الحادية عشرة من الدوري الإسباني، بسبب الطرد الذي ناله في الكلاسيكو الأخير أمام ريال مدريد. إلا أن الإصابة الجديدة تضيف مزيدًا من الغموض حول موعد عودته، لتتضاعف معاناة برشلونة الذي يخوض مرحلة حساسة من الموسم على المستويين المحلي والأوروبي.

وسيتعين على فليك إيجاد حلول بديلة لتعويض غياب اللاعب الذي يمثل أحد المفاتيح الأساسية في منظومة اللعب، خاصة مع تراجع مستوى بعض عناصر الوسط الأخرى في الفترة الأخيرة.

ويستقبل برشلونة نظيره إلتشي يوم السبت المقبل، على ملعب “لويس كومبانيس الأولمبي” في مونتجويك، في مواجهة يأمل فيها الفريق الكتالوني استعادة نغمة الانتصارات بعد السقوط في “البرنابيو”.

كواليس الطرد في الكلاسيكو

شهدت الدقائق الأخيرة من كلاسيكو الأحد الماضي، الذي انتهى بانتصار ريال مدريد بهدفين مقابل هدف، أجواءً متوترة داخل الملعب وعلى مقاعد البدلاء.

فقد اشتعلت المباراة في الوقت بدل الضائع، بعد تدخل قوي من بيدري أدى إلى حصوله على البطاقة الصفراء الثانية، ليُطرد من اللقاء في الدقيقة العاشرة من الوقت الإضافي للشوط الثاني.

ولم تتوقف الأحداث عند هذا الحد، إذ اندلعت مشادات بين لاعبي الفريقين وأفراد الطاقمين الفنيين قرب المنطقة الفنية، مما تسبب في فوضى على الخطوط الجانبية قبل أن يتدخل الحكم والطاقم المساعد لاحتواء الموقف.

وبعد إطلاق صافرة النهاية، تجدد التوتر مجددًا إثر مشادة لفظية بين تيبو كورتوا ولامين يامال، تدخل على إثرها لاعبو الفريقين لفض الاشتباك، قبل أن يتطور الأمر إلى مشاحنات جسدية خفيفة بين بعض العناصر، أبرزهم أنطونيو روديجر ورافينيا، اللذان كانا خارج القائمة في الأساس.

هذه المشاهد العنيفة عكست حجم الضغط النفسي والعصبية التي سادت الأجواء حتى اللحظات الأخيرة، في واحدة من أكثر مباريات الكلاسيكو توترًا في السنوات الأخيرة.

المهندس الشاب الذي يُعيد رسم ملامح خط وسط برشلونة

منذ أن وطأت قدماه أرضية “كامب نو” صيف عام 2020، أثبت بيدري جونزاليس أنه ليس مجرد موهبة واعدة، بل نجم ناضج تكتيكيًا يملك رؤية كروية متقدمة تفوق عمره بكثير.

اللاعب القادم من نادي لاس بالماس حمل معه وعودًا كبيرة، لكنه تجاوز كل التوقعات سريعًا، ليصبح القلب النابض لبرشلونة والمنتخب الإسباني.

في موسمه الأول مع الفريق تحت قيادة المدرب الهولندي رونالد كومان، شارك بيدري في 70 مباراة مع برشلونة والمنتخب، في رقم قياسي بالنسبة للاعب لم يتجاوز وقتها العشرين عامًا.

وفي ذلك الموسم تحديدًا، لمع اسمه في كل البطولات، قبل أن تعترض طريقه لعنة الإصابات التي حرمته من الاستمرارية في المواسم اللاحقة.

لكن بيدري، المعروف بإصراره وهدوئه، عاد بقوة بعد كل غياب، ليعيد بناء نفسه كلاعب محوري في خط الوسط، يجمع بين الانضباط التكتيكي والإبداع الفني، حتى أصبح “عقل برشلونة” الذي يدير الإيقاع ويوجه الهجمات.

أرقام تؤكد عبقرية بيدري

اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا شارك حتى الآن في 215 مباراة بقميص برشلونة، سجل خلالها 28 هدفًا وقدم 23 تمريرة حاسمة، وهي أرقام تُظهر مدى تطوره رغم الإصابات المتكررة.

أما على مستوى الألقاب، فقد جمع بيدري 6 بطولات مع النادي الكتالوني، بواقع: لقبان في الدوري الإسباني، لقبان في كأس ملك إسبانيا، لقبان في كأس السوبر الإسباني.

إلى جانب ذلك، يملك بيدري سجلاً فرديًا مذهلًا خلال الموسم الماضي، بحسب إحصائيات موقع “أوبتا” العالمي، الذي أكد أن اللاعب تصدّر معظم المؤشرات الخاصة بالتمرير ولمسات الكرة في الدوري الإسباني.

فقد كان: الأكثر تمريرًا في الليجا بإجمالي 2672 تمريرة، والأكثر تمريرًا داخل نصف ملعب الخصم بـ 1958 تمريرة، والأول في عدد التمريرات في الثلث الأخير من الملعب بـ 414 تمريرة.

كما أنه الأكثر استقبالا للتمريرات من زملائه (2306 تمريرات)، وهو ما يؤكد دوره المحوري في تدوير الكرة، وصاحب أكبر عدد من اللمسات (3191 لمسة)، منها 2224 لمسة في نصف ملعب المنافس، ما يبرز نشاطه الهجومي المتقدم.

علاوة على أنه الأكثر نجاحًا في المراوغات (826 مراوغة)، في دليل على مهارته العالية في المساحات الضيقة، والأكثر استرجاعًا للكرات بـ 254 مرة، من بينها 109 كرة في نصف ملعب الخصم، ما يعكس إجادته للضغط العالي والمساهمة الدفاعية.

رمز لجيل جديد من “البلوجرانا”

لا يُعتبر بيدري مجرد لاعب وسط موهوب، بل رمزًا لمرحلة جديدة من برشلونة، الفريق الذي يسعى لاستعادة هيبته من خلال مجموعة من المواهب الشابة، أبرزهم لامين يامال وجافي وفيرمين لوبيز. وبين هؤلاء، يبقى بيدري هو الأكثر اكتمالًا من حيث النضج والرؤية والقدرة على قيادة الإيقاع في أصعب اللحظات.

ورغم أن جسده عرّضه للإصابات أكثر من مرة، إلا أن ذهنه ظلّ حاضرًا وقدرته على التأقلم مع أنماط مختلفة من اللعب جعلته عنصرًا لا يمكن الاستغناء عنه، سواء في خطط كومان أو تشافي أو فليك.

الإصابة الأخيرة تمثل ضربة موجعة للمدرب الألماني، لكنها أيضًا اختبار جديد لصبر وإصرار اللاعب الذي اعتاد النهوض في كل مرة يسقط فيها.

ويدرك جمهور برشلونة أن غياب بيدري لا يُقاس فقط بعدد المباريات التي سيفتقدها الفريق، بل بغياب “روح” منظومة اللعب التي تدور حوله.

التصنيفات: الدوري الاسباني,عاجل