أبدى المهاجم السابق لريال مدريد الإسباني، الأسطورة التشيلية إيفان زامورانو، رأيه بشكل حاد تجاه اللاعب الشاب لامين يامال، نجم برشلونة.
وبدأ زامورانو، البالغ من العمر 58 عامًا، مسيرته الكروية في إسبانيا مع نادي إشبيلية، قبل أن ينضم إلى ريال مدريد، ويقضي معه 4 مواسم في تسعينيات القرن الماضي.
وحل زامورانو، هذا الأسبوع، ضيفا على برنامج “إل كافيليتو” الذي يقدمه الصحفي جوسيب بيدرول. وتناول نجم تشيلي السابق الضجة التي أحاطت بلامين يامال، عندما اتهم الريال بـ”السرقة والشكوى” قبل مباراة الكلاسيكو الأخيرة، التي حسمها الميرينجي لصالحه (2-1) ضمن منافسات الليجا.
وقال مهاجم إنتر ميلان السابق: “لن أتعاقد مع يامال. إنه لاعب مميز، لكنه ليس جوهر ما يعنيه أن تكون لاعبًا في ريال مدريد.. سأتعامل مع بيدري، فهو ظاهرة، ويقدم الأداء دون أن يتحدث كثيرًا.. إنه متواضع، ويتحدث بالقدر الكافي، وهذا هو الجوهر الحقيقي”.
وأضاف: “لامين يامال لا يمتلك روح ريال مدريد ولا جوهره.. بالنسبة لبرشلونة، الأمور جيدة، أما هنا فالأمر مختلف، هذه قصة مختلفة، ونادٍ مختلف تمامًا.. ريال مدريد هو فريق من طراز رفيع وثقافة كبيرة، واللاعبون يجب أن يمثلوا ذلك”.
وتابع زامورانو: “لم أسمع أبدًا من ميسي قوله إننا نسرق، وهو كان الأفضل في العالم.. طفل يبلغ من العمر 17 عامًا، يحصل على هذه الأضواء بسبب ما يقوله… أعتقد أن المطلوب هو إثبات نفسه على أرض الملعب، والباقي يأتي لاحقًا”.
وأتم: “برشلونة يجب أن يحاول توجيه لامين يامال بشكل صحيح، حينها فقط سيكون لاعبًا عظيمًا.. اللاعبون الذين يتركون إرثًا حقيقيًا هم من نوعية مختلفة تمامًا”.
أسطورة تشيلية
يعد إيفان زامورانو أحد أبرز لاعبي كرة القدم في تشيلي والعالم اللاتيني خلال التسعينيات، وأحد القلائل الذين تمكنوا من الجمع بين القوة البدنية والمهارة الفنية في آنٍ واحد.
وُلد زامورانو في 18 يناير 1967 في سانتياجو بتشيلي، وبدأ مسيرته الكروية في أحياء العاصمة التشيلية، قبل أن يبرز موهبته في الفرق المحلية.
انطلقت مسيرته الاحترافية مع نادي أوندينسيس في تشيلي، حيث أظهر سرعة استيعابه للعبة، وقدرة غير عادية على تسجيل الأهداف.
سرعان ما جذبت موهبته الأنظار، فانتقل إلى أوروبا، حيث أثبت نفسه كمهاجم متكامل. فمع ريال مدريد، حقق زامورانو أبرز إنجازاته في القارة العجوز، وأمضى 4 مواسم بين عامي 1992 و1996، وترك بصمة واضحة بفضل مهاراته التهديفية، وقدرته على اللعب بالرأس والتسديد من مختلف المسافات.
تألق المهاجم التشيلي في الدوري الإسباني، وساهم في حصول فريقه على لقب الليجا مرتين، إضافة إلى الفوز بكأس الملك. تميز زامورانو بسرعته وصلابته في المواجهات الثنائية، فضلًا عن ذكائه التكتيكي في تحركاته داخل منطقة الجزاء، ما جعله من أكثر اللاعبين إرهاقًا لدفاعات الفرق المنافسة.
إلى الكالتشيو
بعد تجربته الناجحة في ريال مدريد، انتقل زامورانو إلى إيطاليا للعب مع نادي إنتر ميلان عام 1996، حيث استمر في تعزيز سمعته كمهاجم من الطراز الرفيع.
وفي إنتر، أصبح زامورانو عنصرًا أساسيًا في خط الهجوم، وشارك في قيادة الفريق لتحقيق عدد من البطولات المحلية، بما في ذلك الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا.
كما عُرف بالتعاون الكبير مع زملائه في الهجوم، خاصة في تشكيل شراكات مميزة مع لاعبين كبار، مما جعل من إنتر ميلان قوة هجومية صعبة في الدوري الإيطالي.
على الصعيد الدولي، كانت مسيرة زامورانو مع منتخب تشيلي مليئة بالإنجازات الفردية والجماعية، حيث شارك في بطولات كوبا أمريكا وترك بصمته كهداف مميز. كما ساهم في تصفيات كأس العالم، وكان دائمًا أحد أعمدة الهجوم القادر على قلب الموازين لصالح منتخب بلاده، كما برز في كأس العالم 1998.
شخصية قوية
عُرف زامورانو بشخصيته القوية داخل وخارج الملعب، حيث كان قائدًا ملهمًا للفريق، يتميز بحضوره المؤثر في غرفة الملابس وفي المؤتمرات الصحفية. هذه الشخصية جعلته يحظى باحترام كبير من اللاعبين والجماهير على حد سواء.
كما استمر تأثيره بعد اعتزاله كلاعب محترف، حيث تحول إلى رمز كروي في تشيلي، وأحد أبرز السفراء للكرة اللاتينية في أوروبا.
بعد اعتزاله كرة القدم، انخرط زامورانو في العمل الإعلامي والرياضي، وشارك في برامج تحليلية تتناول مباريات كرة القدم الإسبانية والدولية، كما ظل قريبًا من نادي ريال مدريد وجماهيره، مقدمًا تحليلاته وآرائه الفنية حول اللاعبين والفرق الحديثة.
إيفان زامورانو لم يكن مجرد مهاجم سجل أهدافًا، بل كان نموذجًا للمهاجم العصري الذي يجمع بين القوة البدنية والفكر التكتيكي، وهو لاعب ترك إرثًا كبيرًا في تاريخ كرة القدم الأوروبية واللاتينية على حد سواء، ويظل اسمه محفورًا في ذاكرة عشاق اللعبة حول العالم.



