تلقى ريال مدريد، ضربة جديدة، قبل فترة التوقف الدولي، بعد تأكد إصابة النجم الأوروجوياني فيدي فالفيردي، في العضلة نصف الغشائية بالساق اليمنى.
وهذه الإصابة ستبعد فالفيردي عن الملاعب لمدة 10 أيام تقريبًا، لتضع الجهاز الفني بقيادة تشابي ألونسو أمام أزمة عضلية جديدة داخل الفريق الملكي، بينما يترقب النادي نتائج الفحوصات النهائية الخاصة بالحارس البلجيكي تيبو كورتوا، لتحديد مدى خطورة إصابته.
ووفقا لصحيفة “آس”، فقد خرج فالفيردي وكورتوا من مباراة رايو فاليكانو الأخيرة، وهما يعانيان من مشكلات عضلية في الساق اليمنى، حيث شعر فالفيردي بانزعاج في العضلة المقربة، بينما عانى كورتوا من آلام في الفخذ.
وأكد النادي الملكي بعد اللقاء، أن الحالتين مجرد إجهاد عضلي بسيط، إلا أن الفحوصات اللاحقة التي أجراها الطاقم الطبي، أظهرت إصابة فالفيردي في العضلة نصف الغشائية، مما سيضطره للغياب عن المشاركة الدولية المقبلة مع منتخب أوروجواي، فيما تبقى حالة كورتوا قيد التقييم بانتظار التقرير النهائي.
ويبدو أن فالفيردي يعاني من تراكم الإرهاق البدني بعد سلسلة من المشاركات المكثفة، رغم أن الإصابة الحالية ليست في نفس موضع المشكلة السابقة، التي أشار إليها المدرب ألونسو خلال المؤتمر الصحفي.
وأشارت الصحيفة إلى أن جسد فالفيردي بات على الحافة، بعد أن خاض 15 مباراة من أصل 16 ممكنة هذا الموسم، بمجموع 1261 دقيقة من أصل 1440، مع حفاظه على نفس الوتيرة العالية من الجهد والضغط في كل مواجهة.
كما لعب فالفيردي في مركز الظهير الأيمن خلال 7 مباريات (بنسبة 46.7%)، مما زاد من العبء البدني عليه. ولذلك، فإن بقاء اللاعب في فالديبيباس خلال فترة التوقف الدولي بدلاً من المشاركة في وديتي أوروجواي أمام المكسيك والولايات المتحدة، سيكون بمثابة أفضل علاج لاستعادته لياقته الكاملة.
أما بالنسبة لكورتوا، فإن ريال مدريد يتعامل مع وضعه بحذر شديد، تماماً كما يفعل مع النجم الفرنسي كيليان مبابي، إذ يمثل الحارس البلجيكي، ركيزة لا تقل أهمية عن أبرز مهاجمي الفريق.
وكان كورتوا أحد أعمدة الملكي في المباريات الأخيرة، لا سيما خلال مواجهة ليفربول التي قدم فيها عرضاً مذهلاً بتصدياته الحاسمة، مانعاً خسارة كانت لتكون أكبر بكثير.
كما يعد كورتوا من أبرز الحراس في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، إذ يتصدر قائمة الأكثر تصدياً برصيد 22 تصدياً إلى جانب رولي حارس مارسيليا، كما يحتل المركز الرابع في قائمة أكثر الحراس الذين تجنبوا أهدافاً متوقعة (2.2 هدف)، وهو ما يجعل ألونسو يأمل في تعافيه السريع وعودته لحماية المرمى الملكي قريباً.
اللاعبون الدوليون
سيبقى فالفيردي في مدريد، خلال فترة التوقف الدولي، ليخوض نوعًا من المعسكر المصغر تحت إشراف ألونسو، في خطوة تهدف إلى استعادة اللياقة والتحضير للمرحلة المقبلة.
وفي الوقت ذاته، سيلتحق عدد من لاعبي الفريق، بمنتخباتهم الوطنية، بينما ينتظر كورتوا الضوء الأخضر من الجهاز الطبي.
وتشمل قائمة المغادرين، دين هويسين (إسبانيا)، جونزالو جارسيا (المنتخب تحت 21 عاماً)، فينيسيوس جونيور، رودريجو جويس، إيدير ميليتاو (البرازيل)، كيليان مبابي وإدواردو كامافينجا (فرنسا)، جود بيلينجهام (إنجلترا)، ديفيد ألابا (النمسا)، أردا جولر (تركيا)، وإبراهيم دياز (المغرب).
أما بقية اللاعبين، فسيواصلون العمل في فالديبيباس، من أجل تصحيح الأخطاء الأخيرة التي ظهرت في الأداء الجماعي.
الانضباط والتوازن في فترة التحضير
يمتد برنامج ريال مدريد التحضيري، خلال فترة التوقف، قرابة الأسبوعين، من أول حصة تدريبية بدون الدوليين وحتى مواجهة إلتشي يوم الأحد 23 نوفمبر/تشرين ثان الجاري.
ويسعى ألونسو إلى استغلال هذه الفترة لاستعادة الانسجام بين اللاعبين ورفع الروح المعنوية داخل غرفة الملابس، خاصة بعد التعادل أمام رايو فاليكانو.
وقال المدرب عقب المباراة “علينا أن نكون مطالبين بالأداء… لكن أيضًا متزنين”، وهي العبارة التي ستكون شعار المرحلة المقبلة داخل النادي، إذ يعمل الفريق على الموازنة بين الصرامة والانضباط من جهة، والهدوء والتوازن من جهة أخرى، لضمان عودة ريال مدريد إلى مستواه المعتاد بثقة وهدوء دون قلق أو توتر.
وأضاف ألونسو “نحن دائمًا مستعدون لخوض المباريات الصعبة، سواء هذا العام أو في السنوات السابقة، ودائمًا ما تُكلفنا هذه المواجهات جهدا كبيرًا. كانت مباراة مليئة بالتحولات والسرعة العالية، ولم يكن من السهل التقدم في النتيجة”.
وعن تأثير الفوز بالكلاسيكو الأخير على أداء الريال، علق ألونسو “من الصعب فرض أسلوبنا في كل مرة، ولا أعتبر ما حدث نتيجة لتقلبات عاطفية. الدوري الإسباني يُلعب مباراة بمباراة، واليوم ببساطة لم نتمكن من الفوز”.
وعن أكثر ما يشغله في هذه المرحلة، قال المدرب الإسباني “ما يقلقني هو الاستمرار في النمو والتحسن من خلال نقد بناء وواقعي. نعرف موقعنا وما نطمح إليه. نحن في شهر نوفمبر والمشوار طويل، لذا علينا التحلي بالمسؤولية والتوازن”.
وحول الانتقادات المتعلقة بنقص الحدة، أوضح “لم نفز بكل الالتحامات، لكننا لم نخسرها جميعًا أيضًا. رايو فاليكانو فريق يلعب على الانتقال السريع، والمباراة كانت متكافئة جدًا. المشكلة أننا لم نتمكن من صنع الفارق هجوميًا، لكن هذا لا يعني أننا افتقدنا إلى الحماس”.
وتابع بشأن تراجع المساندة الهجومية في الشوط الثاني “المباراة فقدنا السيطرة عليها في النصف الثاني، وحدثت الكثير من التحولات، ولم نخلق فرصًا كافية، لذلك بدا اللقاء مفتوحًا بشكل مبالغ فيه”.
وفي ختام حديثه، شدد ألونسو على أن الضغط داخل ريال مدريد أمر طبيعي، بقوله “نعرف أين نحن، وفي اللحظات الجيدة والسيئة يجب أن نحافظ على التوازن. الضغط هنا دائم، لكننا نعيش معه ونتحضر له دائمًا”.



