خطف الدولي الجزائري رياض محرز، جناح الأهلي، الأنظار خلال ديربي جدة ضد الاتحاد، الذي قاد فيه فريقه للفوز، بهدف دون رد، في قمة الجولة الثامنة من دوري روشن للمحترفين.
محرز تمكن من تسجيل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 55 من الشوط الثاني، بعد انطلاقة قوية من الإيفواري فرانك كيسي ثم أرسل عرضية لزميله الجزائري الذي نجح في تجاوز قلبي دفاع الاتحاد ثم وضع الكرة بالشباك.
هدف محرز أثار إعجاب الجماهير ووسائل الإعلام وخبراء كرة القدم، بالإضافة للجماهير التي أعادت نشر الهدف بشكل واسع عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعي.
انتقاد حاد
لكن محمد نور، أسطورة اتحاد جدة، كان له رأي آخر في تألق محرز أمام الاتحاد، حيث قال إن “الهدف الذي سجله النجم الجزائري جاء بالصدفة”.
وأضاف: “الكرة كانت جاهزة أمامه، فهو لم يقم بأي تصرف كما يقول الجميع، لأنها عادت إليه نتيجة خطأ من قلبي الدفاع”.
وتابع حديثه: “دانيلو بيريرا سقط أرضًا، ثم الكرة ارتطمت به وعادت لمحرز، فهو لم يلمسها، ووجدها أمامه بسهولة ثم وضع الهدف”.
واختتم: “محرز لاعب موهوب بالفطرة، ولكن الهدف جاء بالصدفة، لأن الكرة مرت له بكل سهولة، فهو لم يفعل شيئا”.
صدفة أم مقصودة؟
تداول نشطاء منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي فيديو لهدف محرز في الإعادة بالصورة البطيئة، وتبين أن اللاعب لمس الكرة بعد عرضية كيسي، وهو ما تسبب في سقوط بيريرا.
ثم جاءت الكرة أمامه بعد تلك اللمسة الساحرة، وأودعها في الشباك، ليقود فريقه إلى انتصار ثمين.
حتى الإعلامي خالد الشنيف، لاعب أهلي جدة السابق، قال لنور أثناء الظهور التلفزيوني، إن “محرز لمس الكرة”، ولكنه أصر على رأيه.
ويعود رأي نور الصادم إلى حزنه المؤكد لخسارة الديربي أمام الأهلي، كونه أحد أهم أساطير الاتحاد السابقين.
لدغة أولى
كان النجم الجزائري رياض محرز رجل المباراة دون منازع، إذ أحرز هدف الفوز الوحيد ليقود فريقه لانتصار ثمين.
وبحسب موقع “سوفا سكور” المتخصص في الإحصاءات، حصل محرز على أعلى تقييم في اللقاء، بواقع 8.5 درجات من 10.
وأحرز محارب الصحراء هدفه الأول في الدوري السعودي، هذا الموسم، والرابع في جميع المسابقات، إلى جانب 6 تمريرات حاسمة.
كما يُعد هذا الهدف هو الأول لمحرز في ديربي جدة، منذ انتقاله إلى الأهلي في صيف 2023 قادمًا من مانشستر سيتي.
إضافة كبرى
مع مرور الوقت، أصبح رياض محرز أكثر من مجرد صفقة كبيرة للأهلي، فهو اليوم عنصر محوري يرفع من قيمة الدوري السعودي. قدراته الفنية العالية، ومهاراته في اختراق الدفاعات، ورؤيته الثاقبة للملعب، جعلته لاعبًا قادرًا على صناعة الفارق في أي مباراة، وتحويل أصعب اللحظات إلى فرص ذهبية لفريقه.
لكن تأثير محرز لا يقتصر على الأداء داخل المستطيل الأخضر فقط؛ حضوره يمنح الفريق جرعة معنوية هائلة، ويحفّز زملاءه على تقديم أفضل مستوياتهم، كما يجعل المنافسين يرفعون درجة تركيزهم أمام الأهلي.
بهذه الطريقة، أصبح كل لقاء له بمثابة درس في الاحترافية والتنافسية العالية، ما يزيد من الإثارة والمتعة الجماهيرية في الدوري.
إضافة إلى ذلك، فإن وجود محرز يخلق تغطية إعلامية واسعة محليًا وعالميًا، ويجعل الدوري السعودي منصة متابعة للكثير من عشاق الكرة حول العالم.
الجماهير، سواء داخل الملاعب أو عبر الشاشات، تجد في أدائه لمسات فنية تجذب الانتباه وتضيف قيمة لمشاهدة كل مباراة.
باختصار، محرز لم يأتِ كصفقة لنهاية المسيرة، بل كقيمة مضافة للدوري السعودي بأكمله، يجمع بين التألق الفني، التأثير الجماهيري، والقوة الإعلامية، ليؤكد أن الدوري أصبح منصة عالمية حقيقية للنجوم المميزين.
الأهلي يوسع الفارق
وسع الأهلي تفوقه التاريخي في مواجهاته مع الاتحاد، على مستوى بطولة دوري المحترفين، بعد أن حقق الانتصار رقم 14، مقابل 10 للعميد، فيما انتهت 9 مباريات بالتعادل.
وفي آخر خمس مواجهات بين قطبي جدة، فاز الأهلي ثلاث مرات، مقابل انتصار واحد للاتحاد، وتعادل في مباراة واحدة.
وبهذا الفوز، حافظ الأهلي على سجله الخالي من الهزائم في الموسم الحالي، ووجّه إنذارًا لبقية المنافسين، بأنه عازم على العودة بقوة إلى دائرة الصراع على المراكز الأولى.
يُذكر أن الراقي توج في الموسم المنصرم بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، للمرة الأولى في تاريخه، تحت قيادة مدربه الألماني الشاب، ماتياس يايسله.
