كشف رامون بلانيس، المدير الرياضي لاتحاد جدة، كواليس إقالة الفرنسي لوران بلان من منصبه كمدير فني للفريق، وتعيين البرتغالي سيرجيو كونسيساو بدلًا منه، مؤكدًا أنه لم يكن قرارًا عشوائيًا.
وأعلن نادي الاتحاد في سبتمبر/أيلول الماضي، إقالة بلان من منصبه كمدير فني للفريق، والاستعانة بالمدرب حسن خليفة بشكل مؤقت، قبل أن يتم تعيين كونسيساو في أكتوبر/تشرين أول الماضي.
كواليس إقالة بلان
قال بلانيس في تصريحات تلفزيونية، عن إقالة بلان “على مدار مسيرتي كمدير رياضي، فإن إقالة المدرب هي واحدة من أصعب القرارات التي يمكن اتخاذها”.
وأوضح “تغيير مدرب كنا نعيش معه تفاصيل التدريبات والمباريات يوميًا ولساعات طويلة، هذا يصعب الأمر أكثر، وتصبح مسؤولية كبيرة جدًا، لأننا دائمًا نبحث عن الأفضل للنادي”.
وأضاف “لوران بلان يمتلك شخصية رائعة، وعلى مستوى الإنجازات، فالجميع يعلم ما حققه في الموسم الماضي من نجاحات”.
وقاد بلان، فريق الاتحاد للتتويج بلقبي الدوري السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين في الموسم الماضي، وهي المرة الأولى التي يحقق فيها الفريق، الثنائية المحلية في عهد الاحتراف.
واستدرك “ولكن نحن كإدارة رياضية للنادي، رأينا أننا وصلنا إلى مرحلة من الموسم، لم يكن لدينا فيها خيار، ويتوجب علينا إصلاح وتعديل بعض الأمور”.
واستطرد “من بين تلك الأمور كانت إقالة بلان، وحينما نرى أن هناك تغييرًا سيكون في صالح الفريق، فيجب أن نتعامل مع الأمور بشكل احترافي، وننسى الأمور الشخصية”.
وأكمل: “هذا القرار لم يكن عشوائيًا، ولكنه كان مدروسًا بعد تفكير وتروي، والآن نحن نتحسن شيئًا فشيئًا حسب الخطة الفنية الجديدة، ونتمنى الاستمرار في هذا التحسن حتى نصل لأهدافنا”.
سر تعيين كونسيساو
بخصوص الاستعانة بكونسيساو، قال بلانيس “حينما تبحث عن مدرب جديد، فإنك ستجد العديد من الأسماء المتاحة، لذلك يجب الوضع في الاعتبار، المعايير التي نحتاجها، خاصة في طريقة التدريبات واللعب، وأيضًا كيفية إدارة المجموعة”.
وواصل “كنا نعلم احتياجاتنا في الوقت الراهن، وكنا نعلم تمامًا أننا نحتاج إلى تغيير الأسلوب الفني للفريق بالكامل، لأن كل مدرب له إيجابياته وسلبياته”.
وتابع “كان مطلوبًا منا أن نبحث بشكل واضح ودقيق عن مدرب يلبي احتياجاتنا، ويعالج ما ينقص الفريق بشكل دقيق، من أجل الوصول إلى الهدف المنشود”.
وزاد “كل ما طلبناه ورأيناه في احتياجات الفريق كان موجودًا في شخصية كونسيساو”.
أزمة الاتحاد
كما تحدث المدير الرياضي لنادي الاتحاد، عن الوضع الفني الصعب الذي يعيشه الفريق في الموسم الحالي، سواء في الدوري السعودي أو كأس خادم الحرمين الشريفين أو دوري أبطال آسيا للنخبة.
وأوضح “نعيش الآن في وضع فني صعب، لأنه دائمًا في عرف كرة القدم، من الصعب بعد أن تكون بطلًا، أن تبقى على القمة، هذا تحدٍ كبير، تعيشه جميع الفرق الكبرى مثل ليفربول وبرشلونة وغيرها”.
وأضاف “الفرق التي اعتادت أن تنهي الموسم كبطل للدوري، تحتاج إلى تحضير نفسي وذهني وبدني كبير جدًا لاستمرار النجاح، لكن الأمور لا تسير دومًا كما نريد، وليس في يدنا دائمًا”.
وأردف “نتمنى أن نخرج من الوضع الذي نحن عليه، وأن نحسن من نتائجنا، سواءً في بطولة الدوري السعودي أو البطولات الأخرى”.
ويحتل الاتحاد، المركز السابع في جدول ترتيب الدوري السعودي برصيد 14 نقطة، حصدها من 4 انتصارات وتعادلين و3 هزائم، بفارق 13 نقطة خلف النصر الذي يتصدر جدول الترتيب.
وواصل “في بطولة كأس الملك، نسير في طريق جيد، حيث تخطينا فريق النصر على أرضه، وهو لم يخسر من أي فريق هذا الموسم”.
ونجح الاتحاد في التأهل للدور ربع النهائي من كأس خادم الحرمين الشريفين، عقب الفوز على النصر 2-1، في الدور ثمن النهائي، حيث سيلاقي الشباب، غدًا السبت، على ملعب مدينة الأمير عبد الله الفيصل الرياضية بجدة.
وتابع “أما في بطولة النخبة، وقعنا على بداية متعثرة، ثم بدأنا في حصد النقاط، حتى تعثرنا مرة أخرى، ولكن لا تزال لدينا آمال كبيرة في التأهل”.
ويحتل الاتحاد، المركز الثامن في جدول ترتيب مجموعة الغرب ضمن منافسات دوري أبطال آسيا للنخبة، برصيد 6 نقاط، حصدها من انتصارين و3 هزائم، وهو المركز الأخير المؤهل للدور ثمن النهائي.
كيف يعود الاتحاد؟
بلانيس كشف أيضًا عما يحتاجه الاتحاد من أجل العودة للمسار الصحيح خلال الفترة المقبلة، لا سيما في ظل فترة التوقف التي تستمر لنحو 3 أسابيع مقبلة، بسبب مشاركة المنتخب السعودي في كأس العرب 2025.
وأوضح “فترة التوقف ستساعدنا كثيرًا لتحسين الوضع فنيًا، لأن المدرب كونسيساو سيكون لديه متسع من الوقت للعمل مع المجموعة عن قرب، وبتركيز”.
واستطرد “منذ قدومه وهو يعاني من ضغط مستمر للمباريات، لذا سيكون التوقف القادم في ديسمبر، مهمًا للغاية لتحديد الفترة المتبقية من الموسم، وهي الفترة الأهم، لأنها فترة الحسم، وهدفنا دائمًا هو حصد كل البطولات”.
وزاد “عندما يحضر مدرب جديد لكل نادٍ، فإنه يحتاج إلى الوقت الكافي لنقل أفكاره وتحقيق التناغم بينه وبين اللاعبين”.
واستدرك “لكن عندما يحصل تغيير للمدير الفني في وسط الموسم، يصبح الموضوع أصعب مما لو حدث التغيير قبل بداية الموسم، حيث يكون لديه الوقت لتحديد الطريقة المثلى للعمل مع اللاعبين، سواءً نفسيًا أو فنيًا أو بدنيًا”.
وأكمل “في ظل الظروف الحالية، كان من الضروري التعاقد مع مدرب يتناسب مع أفكارنا، حيث كان احتياجنا واضحًا لمدرب يبعث الحماس والحياة مرة أخرى للفريق، ويغرس المنافسة من جديد”.
وواصل “ليس لدينا أي شك في جودة عناصر المجموعة، والآن هدفنا أن نجعل المجموعة كلها جاهزة للتنافس، لأن الجودة وحدها ليست كافية”.
وأضاف “نخطط لإقامة معسكر في دبي، وهو مقر جيد يتمتع ببنية تحتية ممتازة، وتُعتبر فترة المعسكر فترة مهمة جدًا لإعداد الفريق، نرغب في الاستفادة منه أقصى استفادة ممكنة”.
وأردف “يخطط المدرب لوضع تمارين صباحية ومسائية، من أجل رفع المستوى اللياقي والتكتيكي، وتحسين صورة الفريق بشكل عام، وكذلك رفع مستوى التنافسية بين اللاعبين، بما يساعد الفريق خلال الفترة المتبقية من الموسم”.
الوافدون الجدد
كما تحدث رامون بلانيس عن اللاعبين الجدد الذين تعاقد معهم الاتحاد خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وكلهم لاعبون صغار، دون تغيير أي من العناصر الأجنبية المُقيدة فوق السن.
وأوضح “مع نهاية فترة الانتقالات الصيفية، كان من الضروري للفريق، أن يجدد عناصره باثنين أو ثلاثة لاعبين، وحسب اللائحة لم يكن أمامنا سوى اختيار لاعبين تحت 21 عامًا، ووقع اختيارنا على كارلو سيميتش وروجر فيرنانديز ومامادو دومبيا”.
وأضاف “كانت الفكرة واضحة، واتفقت الإدارة الرياضية على تحسين الفريق بعناصر تحت السن وفقًا للائحة، ومع اشتعال السوق الأوروبية، ومع حرصنا على جلب عناصر ذات جودة عالية، وقع اختيارنا على هؤلاء اللاعبين”.
وأردف “أعتقد أننا نجحنا في ذلك، فروجر فيرنانديز هو لاعب منتخب البرتغال تحت 21 عامًا، وكارلو سيميتش يلعب لمنتخب صربيا الأول”.
واستطرد “كذلك مامادو دومبيا الذي كنا نتابعه منذ الموسم الماضي، وكان واضحًا من متابعتنا له أنه قادر على الانسجام سريعًا مع الفريق، في ظل مزاياه الفنية وخامته الرائعة”.
وواصل: “أما اللاعبون الأجانب الثمانية فوق السن في الفريق، فقد كانوا ناجحين للغاية في الموسم الماضي، ولا تزال عقودهم سارية، وكان من الصعب للغاية الاستغناء عن أحدهم”.
وتابع “جميع اللاعبين الجدد، دوليون في منتخبات بلادهم، ويستطيعون اللعب في أي مكان في أوروبا، ومن ثم فإنهم فقط يحتاجون للوقت من أجل التأقلم، بعد أن جاءوا من أوروبا إلى السعودية”.
وواصل “مامادو دومبيا انسجم بشكل أسرع، ربما بحكم تشابه العادات والتقاليد، وهو ما ساعده على التأقلم السريع، وتقديم مستويات جيدة ترضي الجمهور”.
وأكمل “هناك جوانب أخرى مالية واستثمارية نضعها في الاعتبار عند التعاقد مع اللاعبين، فمثلًا لاعب مثل ماريو ميتاي كان من اللاعبين المميزين مع منتخب بلاده في تصفيات كأس العالم، وهو ما جعل قيمته المالية ترتفع بشكل كبير”.
وأضاف “دومبيا وفيرنانديز وسيميتش سترتفع قيمتهم السوقية أيضًا، وهو ما سيدر دخلًا كبيرًا على النادي”.
ونوه “في عالم كرة القدم، تكون هناك مخاطرة عند استقطاب لاعبين صغار في السن، ولكن المردود يكون كبيرًا جدًا حال نجاحه”.
وختم بلانيس تصريحاته، بتوجيه رسالة للجمهور، قال فيها “”جمهور الاتحاد هو الداعم الأول في الفريق، وبدون شك هم فخر لنا جميعًا”
وأتم “يجب أن نكون متكاتفين معًا مهما كانت الظروف، ونحن نحتاجهم الآن أكثر من أي وقت مضى، لأنهم مصدر الطاقة الأول للفريق”.
