خيانة الملك تجلب اللعنة .. هل يُكرر صلاح سيناريو رونالدو؟ – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

خيانة الملك تجلب اللعنة .. هل يُكرر صلاح سيناريو رونالدو؟

في حكايات الملوك، لم تكن اللعنة يومًا مجرد أسطورة، فهي كانت العقاب الذي يهبط، حين يقرر القصر، أن يستغني عن تاجٍ أثقلته الأمجاد، فحين يُطعن الملك في عرشه، تهتز المملكة، وتتشقق جدرانها، كأن القدر يدوّن حسابًا قديمًا ينتظر لحظة السداد.

اليوم، يبدو أن كرة القدم تعيد نسخ الأسطورة نفسها في مناسبة جديدة، فهناك ملك يتعرض للخيانة في المكان الذي صنع فيه الأمجاد وحطم الأرقام القياسية، وهو النجم المصري محمد صلاح، جناح ليفربول.

الملك المصري كما أطلقت عليه جماهير “الريدز”، يعيش حاليًا واحدة من أصعب اللحظات في مسيرته الاحترافية، بعدما أصبح مهددًا بالرحيل عن النادي في يناير/كانون ثان المقبل أو عقب نهاية الموسم، بسبب تصريحاته النارية التي خرج بها قبل 48 ساعة.

رحيل مرتقب

يبدو أن صلاح يقف على أعتاب مصير مجهول، فالعاصفة التي فجّرها بتصريحاته الأخيرة ضد المدرب والإدارة، وضعت مستقبله داخل النادي أمام علامة استفهام ضخمة.

وتشير كل المعطيات إلى أن رحيله بات احتمالًا كبيرًا للغاية، خاصة بعد العودة من كأس أمم أفريقيا المقبلة، حيث سيجد نفسه تحت نيران انتقادات لاذعة من الصحافة والإعلام الإنجليزي، في هجوم هو الأعنف منذ وصوله إلى البريميرليج.

وستزداد حدة الانتقادات، حال أخفق مع منتخب مصر بتقديم أداء متراجع أو السقوط بشكل عام مع “الفراعنة”في البطولة.

ولم يتوقف الأمر عند الإعلام، إذ وجّه النجم السابق مايكل أوين، رسالة حادة لصلاح، محذرًا إياه بشكل مباشر بقوله: “بعد عودتك من أمم أفريقيا… انتظر ما سيحدث معك”.

رسالة أوين، وردود الفعل الأخيرة، والشرخ المتزايد بين صلاح والجهاز الفني، كلها مؤشرات تدل على أن العلاقة وصلت إلى نقطة يصعب إصلاحها، وأن أيام الملك داخل القلعة الحمراء قد تكون بالفعل في طريقها للنهاية.

خيانة ملكية

يعتبر تهميش الهولندي آرني سلوت، مدرب ليفربول، إلى النجم المصري، تزامنًا مع الانتقادات الحادة التي عانى منها اللاعب في الفترة الأخيرة، بمثابة “خيانة الملك”.

صلاح هو أحد أعظم اللاعبين في تاريخ ليفربول والدوري الإنجليزي بدون أدنى شك منذ وصوله في صيف 2017، فقد استطاع تحقيق أرقام وبطولات لا تُنسى، مما دفع الجماهير لتنصيبه ملكًا للنادي.

الابتعاد عن التهديف، هبوط المستوى، وغيرها، هي أمور واردة الحدوث لأي نجم، ولا يعني ذلك تهميشه أو إبعاده عن المباريات، خاصة وإن كان يتمتع بإمكانيات بدنية، تجعله قادرًا على مواصلة العطاء، وهو الوضع الذي عاشه صلاح مؤخرًا.

ويتشابه الوضع مع الموقف الذي عاشه الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو خلال النصف الأول من موسم 2022-2023، رفقة مانشستر يونايتد تحت قيادة الهولندي الآخر إريك تين هاج، عندما قرر تهميشه وإبعاده بشكل دائم عن المباريات، وكأنه يقول إن المشكلة في “الدون” وليس أنا.

ولعل ما فعله المدرب الهولندي، فجر غضب رونالدو في مقابلة شهيرة، أدت بعدها إلى فسخ عقده ورحيله إلى النصر السعودي في خطوة مفاجئة للجميع، بعد رحلة أسطورية في أوروبا.

البعض تنبأ أن الأمور ستصبح أفضل مع “الشياطين الحمر” بعد رحيل رونالدو، ولكن القلعة انقلبت على رأس تين هاج، وكأنها لعنة “الملك” التي حلت على النادي، حيث رحل المدرب الهولندي في أكتوبر/تشرين أول 2024، بعدما قدم مع الفريق، واحدة من أسوأ النتائج على الإطلاق.

في المقابل، قد يضحي الليفر بصلاح من أجل حماية المدرب، والسير وراء انتقادات الصحافة والخبراء الإنجليز، ولكن وقتها قد يسقط النادي ضحية أمام خيانة الملك التي تجلب اللعنة مثلما حدث مع اليونايتد.

سيناريو رونالدو

حال قرر النجم المصري، طي صفحة ليفربول نهائيًا، فإن الدوري السعودي يبدو الأقرب لاستقباله، تحديدًا عبر بوابة الهلال، الذي أبدى رغبة قوية في التعاقد معه خلال فترات الانتقالات الماضية.

ومع الظروف الحالية، قد تتحول هذه الرغبة إلى خطوة فعلية، ليبدأ صلاح، فصلاً جديدًا في مسيرته على خطى رونالدو، ولكن هذه المرة بالقميص الأزرق في دوري روشن السعودي.

تقارير إنجليزية عدة أكدت أن “الهلال أبدى رغبته في ضم الفرعون المصري، وذلك بناء على رغبة المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، الذي يتطلع لتدعيم صفوفه ببعض الصفقات، وخاصة مركز الجناح الأيمن الذي يشغله صلاح”.

ورغم أن البعض كان يتوقع استمرار محمد صلاح حتى نهاية عقده في الملاعب الأوروبية، إلا أنه قد يكرر سيناريو “الدون” بالانتقال لكتيبة نجوم دوري روشن، ويصبح منافسًا له في ديربي الرياض الذي يجمع الهلال والنصر.

استفادة فنية

على المستوى الفني، سيكون صلاح بمثابة القطعة المفقودة التي يبحث عنها الهلال منذ فترة طويلة، فأسلوب لعب الفريق تحت قيادة إنزاجي، يقوم على التحولات السريعة، واختراق الأطراف، والقدرة على استغلال المساحات في العمق، وهي بالضبط السمات التي يتقنها صلاح بشكل استثنائي.

ويملك صلاح، السرعة، والقدرة على صناعة الفارق من لا شيء، بالإضافة لخبراته الهائلة في التعامل مع المباريات الكبيرة والضغوط العالية.

وجوده على الجناح الأيمن سيمنح الهلال، قوة هجومية مزدوجة، ويزيد من خيارات الفريق في عملية بناء الهجمات، إلى جانب رفع الكفاءة التهديفية وصناعة الفرص.

كما سيستفيد الهلال من شخصية صلاح القيادية داخل الملعب وخارجه، إذ يُعرف اللاعب بقدراته على توجيه زملائه ورفع الروح التنافسية لدى المجموعة.

ومع تشكيلة الهلال الحالية التي تضم أسماء مميزة، فإن إضافة صلاح ستجعل الفريق أكثر توازنًا، وأكثر خطورة، وأقرب للهيمنة على البطولات المحلية والقارية.

عوائد ضخمة

انضمام صلاح إلى الدوري السعودي، لن يكون صفقة فنية فقط، بل حدثًا اقتصاديًا وإعلاميًا من العيار الثقيل، فالدوري الذي شهد طفرة هائلة بوصول أسماء عالمية في المواسم الأخيرة، سيحصل على دفعة إضافية إذا ارتدى النجم المصري، القميص الأزرق، باعتباره واحدًا من أكثر النجوم تأثيرًا وشعبية في العالم.

ولا شك أن وجوده سيجذب استثمارات أكبر، ويزيد من قيمة حقوق البث، ويرفع الاهتمام العالمي بالدوري السعودي بشكل لافت، كما سيعزز انتشار العلامة التجارية للأندية السعودية في أسواق جديدة.

إلى جانب ذلك، من المتوقع ارتفاع مبيعات التذاكر والقمصان بنسب قياسية، إذ يمتلك محمد صلاح، قاعدة جماهيرية ضخمة تتابعه أينما ذهب.

التصنيفات: اخبار عالمية,عاجل