في 17 ديسمبر 2024، تربع فينيسيوس جونيور، نجم ريال مدريد ومنتخب البرازيل على عرش الكرة العالمية بحصوله على جائزة “ذا بيست” لأفضل لاعب في العالم خلال حفل الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الذي أقيم بالعاصمة القطرية الدوحة.
وعوض فينيسيوس بهذه الجائزة الجرح الأليم بخسارته الجائزة الأكبر، الكرة الذهبية، المقدمة من مجلة فرانس فوتبول، والتي ذهبت لنجم خط وسط مانشستر سيتي ومنتخب إسبانيا رودري.
وأثار فوز رودري بالكرة الذهبية ضجة كبيرة، ودفع نادي ريال مدريد ورئيسه فلورنتينو بيريز لمقاطعة حفل المجلة الفرنسية لتوزيع جوائز الأفضل في العالم، الذي أقيم على أحد المسارح العريقة في العاصمة باريس، أواخر أكتوبر 2024.
ولكن بعد فوزه بجائزة الأفضل في العالم بحفل “فيفا”، سقط فينيسيوس من قمة الهرم بشكل مروع، ليخرج تماما من السباق على نفس الجائزة في سباق العام الجاري 2025، لأسباب عديدة يستعرضها كووورة في هذا التقرير.
موسم صفري
تراجع مفعول وخطورة النجم البرازيلي، لتتأثر معه القوة الجماعية للفريق الذي خسر جميع البطولات تحت قيادة مديره الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
خرج الريال خال الوفاض بخسارته الثلاثية المحلية، الدوري وكأس ملك إسبانيا وكأس السوبر الإسباني في منافسة مباشرة أمام غريمه التقليدي برشلونة، الذي توج بالألقاب الثلاثة.
وفي دوري أبطال أوروبا، لم يكن الحال أفضل، حيث انتهى مشوار العملاق المدريدي في الدفاع عن لقبه الذي حققه في 2024 بالخسارة ذهابا وإيابا أمام آرسنال في دور الثمانية.
دفع أنشيلوتي الفاتورة، وتمت إقالته، ليتولى المهمة تشابي ألونسو، الذي بدأ المشوار سريعا في كأس العالم للأندية، وأنهاه بخسارة ثقيلة أمام باريس سان جيرمان في قبل النهائي.
ومع فشل فينيسيوس في الصعود على منصات التتويج، تقلصت حظوظه في التواجد ضمن المرشحين لجائزة الأفضل في 2025.
عقلية مهزوزة
تعامل فينيسيوس جونيور مع خسارته الكرة الذهبية بعقلية مهزوزة للغاية، حيث تورط في مشاكسات عديدة مع المنافسين وجماهيرهم.
وكان النجم البرازيلي الدولي دائم الاعتراض على قرارات التحكيم، ليتورط في عقوبات انضباطية عديدة.
ففي 58 مباراة بالموسم الماضي، حصل فينيسيوس على 16 إنذارا وبطاقة حمراء، وهو معدل ضخم للاعب محسوب على الجهة الهجومية.
وبسبب تراكم الإنذارات، حرم فينيسيوس الفريق المدريدي من جهوده بإيقافه في 4 مباريات بالموسم الماضي.
ولم يكتف البرازيلي الدولي بالاشتباك مع المنافسين فقط بل ورط نفسه في أزمة كبيرة مع مدربه ألونسو بالاعتراض بشكل فج على قرار استبداله في مباراة الكلاسيكو.
ومع كل هذه الأزمات على مدار عام، خسر فينيسيوس جونيور، الكثير من صورته الذهنية باعتباره الأفضل في العالم.
اختفاء في الكلاسيكو
تبقى مباريات الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة معيارا مهما في تحديد مسار الموسم لكلا الفريقين.
كما تعد القمة الإسبانية فرصة ثمينة أيضا لكل لاعب يطمح في ترك بصمة نحو الترشح للجوائز الفردية.
خسر الريال مباريات الكلاسيكو الأربعة أمام برشلونة في الموسم الماضي، ولكن كيليان مبابي سجل 5 أهداف من أصل 7 أهداف لفريقه في شباك البارسا.
في المقابل، لم يهز النجم البرازيلي الشباك، بل اكتفى بثلاث تمريرات حاسمة، لذا فقد كانت بصمة مبابي الأقوى.
وفي أول كلاسيكو هذا الموسم، فاز ريال مدريد على برشلونة 2-1، وسجل مبابي أحد هدفي الريال.
ظل مبابي
لم تكن الإنجازات الجماعية الفاصل الوحيد في خروج فينيسيوس جونيور من سباق المرشحين للفوز بجائزة “ذا بيست”، ولكن الأداء الفردي كان عاملا مؤثرا.
والدليل على ذلك ترشح زميله في نفس الفريق كيليان مبابي، ضمن قائمة تضم 11 لاعبا.
توهج مبابي بتسجيله 44 هدفا في 59 مباراة خلال موسمه الأول بالقميص المدريدي، وواصل النجم الفرنسي تألقه بتسجيل 26 هدفا في 22 مباراة هذا الموسم.
أما فينيسيوس فقد سجل 22 هدفا في 58 مباراة لريال مدريد الموسم الماضي، وتراجع أكثر هذا الموسم بتسجيله 5 أهداف في 23 مباراة مع الميرينجي.
ومع مرور أقل من عام واحد، تحول فينيسيوس من الأفضل في العالم إلى ظل لزميله مبابي.



