الفدائي هو الاسم الذي يطلق على المنتخبات الوطنية الفلسطينية وخصوصا فريق كرة القدم الذي سجل مشاركة تاريخية ستبقى في الذاكرة الرياضية خلال بطولة كأس العرب التي تختتم منافساتها اليوم الخميس في قطر بمواجهة افروآسيوية بنكهة ملكية وأجواء مونديالية من الطراز الرفيع.
سطّر الفدائي واحدة من أفضل مشاركاته الكروية وتصدر المجموعة الأولى بجدارة واستحقاق متقدما على منتخبات سوريا الذي حل وصيفا، والمضيف القطري وشقيقه التونسي، لتنتهي مغامرته الجميلة عند ربع النهائي بعد ملحمة كروية رائعة امتدت لأكثر من 120 دقيقة وخذلته اللحظات الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني من مباراة مثيرة وحافلة بالأحداث والفواصل الفنية الراقية والسيمفونيات الكروية الساحرة التي عزفها لاعبو الفدائي أمام الأخضر السعودي صاحب الخبرة الطويلة والإمكانيات المادية والفنية الهائلة، ليودع بطولة كان نجمها الأول وحصانها الأسود وفارسها النبيل الذي خطف الأضواء والإعجاب والتشجيع من قبل الجماهير العربية مجتمعة باستثناء جماهير الدول التي لعبت خصوما له، وهي التي لم تألم ولم تغضب ولم تنكسر أو تشعر بالحسرة لانتصار الفدائي الفلسطيني ولو على حساب بلدانهم الأصلية.
كان للتألق اللافت لنجوم الفدائي وللمؤازرة الجماهيرية العربية الكبيرة سواء تلك الحاضرة في قطر أو الملايين خلف الشاشات رمزية ودلالات ومعان إنسانية نبيلة تجاوزت كونها منافسة رياضية أو مجرد مباريات كرة قدم بل كانت أعمق وأكبر وارتبطت في وجدان الجماهير بأرض فلسطين وبفكرة التحرر وبحق ذلك الشعب العظيم في الحياة والحرية والاستقلال والعيش الكريم كغيره من شعوب المعمورة.
تابعت مباراة الفدائي الأخيرة أمام الأخضر في ربع نهائي مونديال العرب عبر قناة «ام بي سي أكشن» السعودية ومن أطرف ما لاحظته أن معلق المباراة تحاشى ذكر لقب المنتخب الفلسطيني وأخترع له لقبا جديدا «نسور كنعان» ولا أدري ما الذي أزعجه من مسمى الفدائي وهل كان ذلك اجتهادا شخصيا من المعلق أم سياسة ممهنجة لمآرب أخرى؟ أم انه كان خروجا عفويا عن العرف الرياضي؟؟.



