شهد عام 2025 تتويج ليفربول بطلاً للدوري الإنجليزي الممتاز، كما حقق باريس سان جيرمان المجد الأوروبي، غير أن الأشهر الاثني عشر المقبلة تبدو مهيأة لتكون مسرحًا لصراع جديد ملحمي على الألقاب، إلى جانب إقامة كأس العالم في أمريكا الشمالية.
ومع تبقي أقل من 24 ساعة على نهاية عام 2025، شهدنا العديد من اللحظات الأيقونية خلال الأشهر الماضية، في وقت بدأت فيه ملامح قصص مثيرة بالتشكل استعدادًا للعام المقبل.
ارتفع ليفربول ثم تراجع تحت قيادة آرني سلوت، ويبدو أنه قد تخلى بالفعل عن فرصة الاحتفاظ بلقب الدوري الإنجليزي. ومرة أخرى، يتجه المشهد ليكون صراعًا بين أرسنال ومانشستر سيتي، مع بروز أستون فيلا كمنافس مزعج قد يعكر الحسابات.
وأخيرًا، نجح باريس سان جيرمان في اعتلاء القمة التي لاحقها لأكثر من عقد، بعد فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا. فقد كان الفريق شرسًا في سعيه نحو المجد القاري، وسجل رقمًا قياسيًا بفوزه الكاسح 5-0 في ميونيخ على حساب إنتر ميلان.
موسم الأندية وكأس العالم
سيُستكمل موسم الأندية، ثم يعقبه كأس العالم في أمريكا الشمالية، وسط تصاعد وتيرة الترقب. وقد أُجريت قرعة المجموعات، فيما استمتع المنتخب الإنجليزي بعام 2025 مثالي في المباريات الرسمية، حيث يواصل الظهور بشكل أكثر تماسكًا تحت قيادة المدرب توماس توخيل.
ومن المرجح أن يكون للفائز بكأس العالم تأثير كبير على جائزة الكرة الذهبية، التي فاز بها هذا العام عثمان ديمبيلي، متفوقًا بفارق ضئيل على لامين يامال. غير أن تتويج إسبانيا باللقب هذا الصيف قد يعزز حظوظ يامال. كما يطمح إيرلينغ هالاند للفوز بالحذاء الذهبي مجددًا، وسيشارك في أول كأس عالم له مع منتخب النرويج، ما قد يمنحه فرصة لترك بصمته.
التشكيك في عقلية أرسنال
لا بد أن أرسنال بات يشعر بالملل من التشكيك المستمر في عقليته وقدرته على حسم الألقاب. فقد كان الفريق من بين الأكثر إقناعًا خلال الأعوام الثلاثة أو الأربعة الماضية، لكنه لم ينجح بعد في ترجمة ذلك إلى بطولات.
أكبر الانتقادات الموجهة إليه تتعلق بإخفاقاته في سباق اللقب، حيث ينافس على الصدارة للموسم الرابع على التوالي. وفي مناسبتين سابقتين، كان أرسنال في موقع السيطرة مع اقتراب نهاية الموسم، لكنه خسر الصراع أمام بيب غوارديولا ومانشستر سيتي.
في الموسم الماضي لم يقترب كثيرًا من ليفربول للضغط عليه، أما هذا الموسم فقد بدا أفضل فريق في البلاد، رغم بقاء سيتي قريبًا، ما يخلق شعورًا متكررًا بـ«ديجا فو». ويبقى التحدي أمام ميكيل أرتيتا وفريقه هو إثبات قدرتهم على تجاوز خط النهاية.
هل يستطيع أستون فيلا الصمود؟
قاد مورغان روجرز صعود أستون فيلا في جدول الترتيب. فبعد خمس مباريات دون فوز في بداية الموسم، بدا وكأن أوناي إيمري بحاجة لإعادة تقييم طموحاته. لكن الأمور تغيرت جذريًا، إذ أشعل الفوز على أرسنال بهدف إيمي بوينديا في الدقيقة 94 أجواء فيلا بارك، وقلّص الفارق مع المتصدرين.
كما تغلب فيلا على تشيلسي في لندن، مسجلًا فوزه الثاني عشر في آخر 13 مباراة. وقد شهدنا سيناريو مشابهًا قبل عامين عندما كان الفريق ضمن دائرة المنافسة. ومع ازدحام المشاركات بين الدوري والدوري الأوروبي مساء الخميس، لا يبدو أن ذلك يؤثر عليهم حاليًا. ورغم قلة من يتوقع استمرارهم حتى أبريل ومايو، فإن استمرار روجرز في أفضل مواسمه قد يغير كل التوقعات.
توخيل بين النظام والأسماء
يبدو أن توماس توخيل عازم على إعطاء الأولوية لأسلوب اللعب والوظيفة الجماعية بدلًا من الأسماء الرنانة، وهو ما لم يكن سائدًا في فترات سابقة. وقد أصبح مورغان روجرز من أبرز المرشحين لديه قبل كأس العالم.
وبينما قد يتنافس جود بيلينغهام، كول بالمر، فيل فودين وإيبيريتشي إيزي على مكان أو مكانين فقط في التشكيلة الأساسية، برز لاعبو أندية أقل شهرة مثل آدم وارتون وإليوت أندرسون كمفضلين لدى المدرب الألماني. ويبدو أن توخيل، الذي قد يقود إنجلترا في بطولة كبرى واحدة فقط، مصمم على تنفيذ رؤيته الخاصة.
الظهور الأخير لميسي ورونالدو
ستكون كأس العالم في أمريكا الشمالية على الأرجح الأخيرة لاثنين من أعظم لاعبي اللعبة: ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، اللذين شاركا لأول مرة في مونديال 2006. وبعد عشرين عامًا، ما زالا حاضرين.
يسعى ميسي للفوز بكأس عالم ثانية مع الأرجنتين، التي تُعد من أبرز المرشحين، حيث يعيش الفريق سلسلة انتصارات لافتة ويظهر اللاعبون رغبة إضافية في القتال من أجله، تعزيزًا لإرثه التاريخي.
أما رونالدو، فقد يسعى للرد على منتقديه، خاصة بعد استبعاده الشهير في إحدى مباريات الأدوار الإقصائية بمونديال قطر. ومع وصوله مرة واحدة فقط إلى نصف النهائي في مسيرته المونديالية، فإنه سيطمح لتغيير هذا السجل. ومهما كانت النتائج، فإن صيف هذا العام سيشهد وداع أسطورتين كبيرتين.
كوفنتري ينتظر بعد 25 عامًا
يتقدم كوفنتري سيتي بفارق عشر نقاط عن صاحب المركز الثالث في دوري الدرجة الأولى (تشامبيونشيب)، وهو يطمح للعودة إلى الدوري الممتاز تحت قيادة فرانك لامبارد.
فبعد هبوطه من البريميرليغ عام 2001، وتراجعه حتى دوري الدرجة الثانية في 2018، عاد النادي للصعود تدريجيًا. وبالنظر إلى حجمه، لم يكن من المفترض أن يصل إلى الدرجة الرابعة أساسًا. والآن، يبدو في موقع مثالي.
ورغم أنه من المبكر الجزم بالصعود، فإن كوفنتري يظهر جاهزية كبيرة، بعدما تجاوز خيبة الأمل في ملحق الموسم الماضي، في وقت يثبت فيه لامبارد كفاءته التدريبية. وقد سجل الفريق أرقامًا قياسية تهديفية، وقد يشكل إضافة مميزة للدوري الممتاز.



