الرياضة نت / عادل عبدالله حويس
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ولكن بأسى عميق امتزجت مشاعر الحزن بالاحترام والتقدير لمسيرة رجل لم يكن مجرد اسم في سجل الذاكرة الوطنية والرياضية بل كان مدرسة في الاخلاق وقامة في العطاء ونموذجا في التواضع والكفاءة. رحل الأستاذ حسين محمد الأهجري تاركا فراغا كبيرا في النادي الأهلي واتحاد كرة القدم اليمني والحياة الإدارية وخلفه ارث انساني ومهني تشهد به المحطات التي مر بها والقلوب التي لامستها شخصيته الفريدة.
لم تكن علاقته بالرياضة عابرة أو منصبا مؤقتا بل كانت جزءا اصيلا من هويته. بدأها نجما لامعا في ملعب النادي الأهلي في نهاية الستينيات وسبعينيات القرن الماضي عرف بانضباطه وأخلاقه العالية فجسد نموذج الرياضي المتكامل الذي تسمو روحه كما تسمو مهارته. ثم انتقل من ارض الملعب الى قاعة الإدارة حاملا معه نفس الروح والمسؤولية. فتقلد رئاسة النادي الأهلي وقاد اتحاد كرة القدم اليمني في مرحلة حاسمة واضعا نصب عينيه دائما خدمة الرياضة كرسالة سامية. كان يؤمن بأن الرياضة أخلاق قبل أن تكون منافسة وقيم قبل أن تكون ارقاما فكان قريبا من الجميع منحازا للعدالة وساعيا برؤية وطنية لرفعة شأن الرياضة اليمنية.
وعرف من عملوا معه كما في تجربة ادارية استمرت اربع سنوات بين 1998 و 2002 أنه الاخ الكبير.. والاستاذ الوقور.. والاداري الهادئ الحكيم.
كان ودودا حسن المعشر سهلا في تعامله صعبا في التزامه بالمبادئ. لقد ترك بصمة ادارية لا تنسى في النادي الأهلي حيث عمل بتفان لتعزيز التواجد الأهلاوي محليا وعربيا،د مساهما في تحقيق انجازات شكلت محطات مضيئة في تاريخ النادي العريق.
لم تقتصر عطاءاته على المجال الرياضي ففي ميادين العمل الحكومي اثبت الاستاذ الأهجري كفاءة نادرة ونزاهة مثالية. سواء كان وكيلا لوزارة الشباب والرياضة أو وكيلا لوزارة الخدمة المدنية أو مستشارا ظل الاداري الوطني المخلص الذي يؤدي واجبه بهدوء ومسؤولية بعيدا عن الضجيج والاضواء. عرفه زملاؤه صوتا للعقل المؤسسي ومثالا للجدية والنزاهة حيث تقدم المصلحة العامة في كل قراراته ومواقفه.
رحيل الاستاذ حسين الأهجري هو رحيل قامة جمعت بين الخلق الرفيع والكفاءة العملية بين حب الوطن والتضحية من اجله. لقد ترك سيرة ناصعة بيضاء ترويها المؤسسات التي خدمها والانجازات التي ساهم فيها وذاكرة كل من عرفه قائدا أو زميلا أو صديقا.
ارثه من التواضع والالتزام والانسانية سيبقى شعلة تنير الدرب للأجيال القادمة في النادي الأهلي وفي الاتحاد الرياضي وفي كل موقع يحتاج الى رجال برؤية وأخلاق.
بهذا المصاب الاليم تتدفق مشاعر العزاء الخالص والمواساة الصادقة الى نجليه طارق وطه والى اسرة آل الأهجري الكريمة والى اسرتي النادي الأهلي واتحاد كرة القدم اليمني والى رفاق دربه ومحبيه في كل مكان. نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته ويلهم اهله وذويه ومحبيه جميل الصبر وحسن العزاء. انا لله وانا اليه راجعون.
رحيل رجل القيم والعطاء .. الأستاذ حسين محمد الأهجري.. سيرة لا تنسى
التصنيفات: أخبار محلية,عاجل



