الوصول إلى هذه النقطة كان أمرا محتّما على مانشستر سيتي، وفقدان النقاط وتوقّف سلسلة الانتصارات المتتالية كان مسألة وقت، لكن الغريب أن يحدث ذلك أمام فريق يحتل أحد المراكز الخمس الأخيرة على سلم ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
وأثبت كريستال بالاس تطوّره تحت قيادة مدربه العجوز روي هودجسون، وكاد يخرج من مباراته أمام سيتي فائزا، لولا ضياع ركلة الجزاء التي نفذها لوكا ميليفوييفيتش في الوقت بدل الضائع، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي ضمن الجولة الحادية والعشرين.
وخرج مدرب مانشستر سيتي جوارديولا بخسائر عديدة من هذا اللقاء رغم عدم تعرضه للهزيمة، فبالإضافة إلى توقّف سلسلة انتصاراته، غادر اثنان من لاعبيه المهمين من المباراة مصابين، وهما المهاجم البرازيلي جابرييل جيسوس الذي بكى بحرقة بعد تعرّضه للإصابة، والبلجيكي كيفن دي بروين الذي سالت من ركبته الدماء في اللحظات الأخيرة.
واعتمد جوارديولا على طريقة اللعب 4-3-3، حيث تواجد إلياكويم مانجالا إلى جانب نيكولاس أوتاميندي في عمق الدفاع، مقابل وقوف كايل ووكر ودانيلو على الطرفين، وأدى فيرناندينيو دور لاعب الارتكاز وراء ثنائي صناعة اللعب دي بروين وإلكاي جوندوجان، فيما تكوّن الخط الأمامي من الثلاثي جيسوس وبرناردو سيلفا وليروي ساني، مقابل جلوس الأرجنتيني سيرجيو أجويرو والإنجليزي رحيم سترلينج على مقاعد الاحتياط.
أبرز مشاكل سيتي في هذه المباراة تمثلت في افتقاد التركيز في الثلث الأخير من الملعب، وهو أمر ظهر بوضوح جراء ضعف اللمسة الأخيرة أمام المرمى، خصوصا عند أجويرو الذي دخل بعد انقضاء نصف الشوط الأول بدلا من جيسوس.
كما أن التفاهم والانسجام الذي ميّز لاعبي مانشستر سيتي منذ بداية الموسم، اختفى تقريبا عند صناعة الألعاب، فلم تصل تمريرات عديدة على الجناحين، وظهر على اللاعبين التوتر خصوصا الجناح الأيسر ساني الذي بدا بعيدا عن مستواه الحقيقي، مقابل عدم حصول برناردو سيلفا على فرصة لإثبات قدراته في الجناح الأيمن.
ولم يتحسّن وضع مانشستر سيتي رغم دخول رحيم سترلينج ويايا توريه، ذلك لأن كريستال بالاس نجح في تطبيق خطة يمنع من خلالها الفريق الضيف من إحكام سيطرته على منطقة المناورة.
ورغم أن هيئة تشكيلة كريستال بالاس توحي بأن الفريق يلعب بطريقة 4-3-3، إلا أن أسلوب اللعب الحقيقي كان 4-4-2، مع وجود ويلفريد زاها إلى جانب كريستيان بنتيكي في خط الهجوم، مقابل عدم قيام الجناح أندروس تاونسند بانطلاقات عديدة على الرواق الأيمن.
المفاجأة في تشكيلة المدرب هودجسون، تمثلت في وقوف الهولندي جيرو ريديفالد إلى جانب ميليفوييفيتش في عمق الوسط، مقابل تنقل الفرنسي المخضرم يوهان كاباي بين اليسار والمنتصف من أجل المساعدة في صناعة الألعاب ومنح زاها فرصة التقدم داخل منطقة الجزاء، وهو الأمر الذي أدى إلى فشل سيتي في فرض أسلوب لعبه بمنتصف الملعب.
لكن كريستال بالاس عانى بدوره من مشاكل متعلّقة في الهجوم، حيث كان مهاجمه بنتيكي أسوأ لاعبي الفريق، وربما أصبح جليا حاجة الفريق لمهاجم إضافي فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، إذا أراد الابتعاد عن شبح الهبوط إلى الدرجة الأولى.