العودة إلى الجذور تهدد مكانة البريميرليج الأسطورية | الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

العودة إلى الجذور تهدد مكانة البريميرليج الأسطورية

مع مرور السنوات، تحولت كرة القدم إلى تجربة مربحة وصناعة تدر أموالا بالملايين، فهي الرياضة الشعبية الأولى في كافة أنحاء العالم، وتنوعت سبل متابعتها حتى باتت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
لكن في إنجلترا، هناك مخاوف من أن تفقد كرة القدم مزاياها الكلاسيكية التي وضعتها في المكانة التي هي عليها الآن، وهو ما قد يدفع بعض المشجعين لهجرها، ربما لشعورهم بالخيانة، أو لإحساسهم بالاستغلال.
هذا ما يعتقده الكاتب جون نيكولسون في كتابه الجديد: “هل يمكننا استعادة كرة القدم الخاصة بنا؟ كيف يفسد البريمير ليج كرة لقدم وما يمكننا فعله حيال الأمر؟”.
ويدعي الكاتب أن الرياضة الشعبية الأولى في البلاد، تتعرض للفساد من خلال الأموال الضخمة وتقلص أعداد المشجعين التقليديين الحاضرين في المدرجات، نتيجة اختبائهم وراء فواتير المشاهدة التلفزيونية المرتفعة.
دعا نيكولسون خلال الكتاب، إلى وضع حد أعلى لرواتب اللاعبين، وناشد الحكومة بالتدخل لجعل مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، متاحة للمشاهدة مجانا على الشاشتين الشعبيتين العريقتين “بي بي سي” و”أي تي في”.
من السهل للغاية الشعور بالتعاطف مع موقف الكاتب، لأن البريمير ليج يتحول في معظم الأحيان إلى تجارة مترفة، والدليل على ذلك، حصول رئيس رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز ريتشارد سكودماير على منحة من أندية المسابقة قيمتها 5 ملايين جنيه إسترليني، أو قيام الأندية بدفع ما مقداره 260.6 مليون جنيه إسترليني لوكلاء الأعمال، أو تقاضي لاعب مانشستر يونايتد المعار حاليا إلى إنتر ميلان أليكسيس سانشيز، أعلى راتب أسبوعي في المسابقة، دون أن يلعب مباراة واحدة في الأسبوع.
تأتي هذه الأموال من حقوق البث التلفزيوني، وبالتحديد من شبكتي “بي تي سبورت” و”سكاي سبورتس”، علما بأن منصة “أمازون برايم” دخلت على هذا الخط في الآونة الأخيرة.
في عالم مثالي، تعتبر مطالب البث التلفزيوني المجاني، أمرا مشروعا، باعتبار كرة القدم لعبة الطبقة العامة من المجتمع، وطريقتهم الأسبوعية المميزة في الخروج من ضغوط الحياة اليومية، لكن الواقع يمنح تصورا تشاؤميا للعبة في حال حدث ذلك.
تخيل لو لم يكن هناك دخل تلفزيوني للأندية الإنجليزية، ستنتقل الأفضلية فورا لأندية إسبانيا وإيطاليا وألمانيا، وأفضل اللاعبين الأجانب سيهجرون البطولة إلى الخارج، والأمر نفسه قد ينطبق أيضا على لاعبي المنتخب الإنجليزي، نضيف إلى ذلك، أن الفوز بالألقاب القارية سيتحول إلى حلم بعيد المنال.
من خلال أموال البريمير ليج، بات بإمكان فرق مثل وولفرهامبتون وواتفورد، استقطاب أسماء معروفة مثل روبن نيفيس وجيرار ديلوفو، وهذه الأندية قد تصل إلى مستويات من الإنفاق يستحيل مجاراتها في دول أوروبية أخرى، إذا ما علمنا بحجم الاستثمار والمنافسة على حقوق البث التلفزيوني خارج إنجلترا، وهو ما قد يمكن البريمير ليج من الاعتماد مستقبلا على اليورو والين واليوان، بدلا من الجنيه إسترليني.
مطالب نيكولسون منطقية، وربما تعيد كرة القدم إلى صورتها الأصلية المبهجة، لكنها لن تفيد اللعبة على المستوى البعيد، وربما يكون البريمير ليج بصيغته الحالية، مسابقة جشعة تتحكم فيها الأموال والميزانيات الضخمة، لكنها في المقابل تقدم كرة قدم ممتعة وكميات غير محدودة من المتعة الكروية الخالصة.

التصنيفات: الدوري الانجليزي,عاجل