عام 2015 هرب أعضاء فريق سباق الدراجات السوري من ويلات الحرب في بلدهم، بينهم نذير الجاسر الذي باع دراجته ليستطيع دفع تكاليف رحلة الهروب بعد ترك ميدالياته وكؤوسه وراءه، والآن يشارك في بطولة العالم للدراجات في بريطانيا.
نذير الجاسر تنهد قائلا:” في الحقيقة هذه منافسة غير متكافئة، أعتقد أنني الهاوي الوحيد الذي يعمل وقتا كاملا ويسوق الدراجة جانبا”.
وقبل خوض منافسة السنة ينتابه بعض الشك، هل بإمكانه كمتدرب وسائق من الهواة مواجهة نخبة من المحترفين؟ بالطبع هو لن يقدر على ذلك، وفي سباق العد الزمني لبطولة العالم في بلدة “هاروغيت” الانجليزية يقف نذير في مواجهة أسماء لامعة في فضاء هذه الرياضة مثل المدافع عن اللقب روهان دينيس أو الفائز سابقا غرينت توماس أو بطل العالم أربع مرات توني مارتين. 54 كيلومترا فوق أرض وعرة تنتظر المتبارين في معركتهم ضد الساعة. ويحاول نذير عدم الاستسلام أمام المنافسة القوية، وقد سافر الأسبوع الماضي إلى مكان البطولة حيث يستعد بكل مثابرة، وقد تعرف على المسافة عدة مرات بالدراجة وبالسيارة، لأن التعرف عليها مسبقا حاسم في السباق.
إنها بطولة العالم الثالثة التي يشارك فيها نذير بعد 2013 و 2017. وخلال بطولة العالم الأولى وصل في المرتبة الأخيرة، لأنه انطلق في السباق بدراجة سباق عادية لم تكن متلائمة مع قواعد الاتحاد العالمي لسباق الدراجات. “خلال بطولة العالم في النرويج 2017 تركت عشرة متسابقين خلفي. وهنا في بريطانيا أرغب في التقدم بعض الشيء إلى الأمام”، كما قال في حديث مع دويتشه فيله، أنه يمكنه الانطلاق بقميص المنتخب الوطني السوري، فهذا يشبه إلى حد ما النهاية الحسنة لدراما.
نذير الجاسر ترعرع في حلب، وعندما كان عمره عشر سنوات فارق والده الحياة. وفي سن الثانية عشرة غادر المدرسة وشرع في تعلم مهنة الخياطة لكسب بعض المال، إلى أن اجتاحت الحرب مدينته، ياسر هرب إلى دمشق حيث لم يقدر على المكوث طويلا.
صديقه وزميله في الفريق عمر حسنين اعتُقل عام 2014 على ما يبدو بسبب التجارة في السوق السوداء. وفي السجن تعرض حسنين، الذي كان عضوا في المنتخب الأولمبي السوري للدراجات عام 2012، للضرب وسوء المعاملة إلى أن لم يعد قادرا على المشي أو سياقة الدراجة، حسبما يروي زملاؤه في الفريق، وعلى إثرها قرر جميع أعضاء الفريق الوطني السوري الفرار.
وغادر نذير وطنه كحامل للقب البطولة الوطنية. “قمنا ببيع دراجاتنا لتغطية تكاليف رحلة الهروب التي كانت باهظة التكاليف، كنا بحاجة إلى المال.. فالقارب المطاطي وحده من تركيا إلى الجزيرة اليونانية الأقرب كلف 1,500 دولار، وتألمت بفعل التخلي خلفي عن دراجتي، لكن لم يكن هناك بديل”. وبعد رحلة طويلة عبر البحر المتوسط وعبر العديد من البلدان الأوروبية وصل في نهاية عام 2015 إلى برلين حيث بدأ حياة جديدة.
المقال السابقراكيتيتش يرفض عرضا مغريا من أندية قطرية
المقال التالي صديق رونالدو..موهبة لم تقدّر ونهاية مؤلمة