ميادين

الهياجم.. كان مرجعاً في تاريخ كرة القدم

By عدنان العصار

May 10, 2020

محمد العزيزي

عندما يتحدث معك عن عالم كرة القدم يسحرك حديثه عن هذا العالم وأبطاله ونجومه وتاريخ الكرة وكيف أنشئت وتطورت؟ ومتى بدأت أول بطولة ومن فاز بأول كأس؟ تتفاجأ منه عندما يتحدث عن نجوم كرة القدم ومع أي فريق لعب ومتى اعتزل اللعب وكم ثروته وأجمل أهدافه في مرمى الفريق الخصم؟ .. رغم أن كتاباته الصحفية وتوجهه كان في السياسة وكل حواراته الصحفية وعمله الصحفي طوال فترة عمله كصحفي كان في السياسة ولا غير، لكنه كان عبقري ويسرد تفاصيل وتاريخ العمل الرياضي عالميا وإقليميا ومحليا، يعني من “طأطأ إلى السلام عليكم”. هكذا كان الصحفي المرحوم الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني الهياجم رحمة الله تغشاه، الذي كان يعمل في الأخبار المحلية في “صحيفة الثورة” وكلما كنا نلتقي معه في ذات الإدارة بداية المقيل، غالبا يكون النقاش حول المباريات وعن بعض مشاهير الكرة يشاركه النقاش الأستاذ حمدي دوبلة مدير الأخبار حاليا “بصحيفة الثورة” وهو أحد عشاق كرة القدم وإلى جانبهما الزميلان الرائعان إبراهيم الأشموري ومطهر هزبر، لكن الزميل الهياجم كان الشخص الملم والذاكرة الحديدية لملف وتاريخ كرة القدم، وكل نجومها ومشاهيرها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وبالرغم من أنه كان في فترة من الفترات مراسلا لقناة دبي الرياضية، إلا أن عمله الصحفي في المجال السياسي كان قد طغى على مهنته وكان إلى وقت قريب من وفاته رحمه الله مراسلا لقناة RT الروسية. كان حديثه شيقاً ومخزونه المعرفي والمعلوماتي كبير جدا، ومع ذلك كنت مستغربا من الزميل الهياجم لماذا لا يعمل هذا الرجل في الإعلام الرياضي، والسؤال دائما يراودني حول عدم انخراط هذا الرجل في المجال الرياضي طالما وهو يملك كل هذه القدرات الهائلة وغزارة المعلومات عن كرة القدم.. وذات يوم قال لي ردَّا على السؤال “أنا عاشق لهذه اللعبة منذ الصغر وأوثق كل ما يصدر عن الكرة في المجلات والصحف وقناعتي في العمل بمجالات أخرى”.. وبالفعل الزميل الهياجم كان هاوياً ومحباً للرياضة بصدق، فلم أجد شخصية رياضية ولم أمرّ طوال حياتي بهكذا شخصية تمتلك ذهنية وثقافة في المجال الرياضي على الأقل في اليمن مثل الزميل الهياجم، وفي اعتقادي لو كان ميالا إلى الجانب العملي للرياضة لكان أفضل المحللين والصحفيين الرياضيين على المستوى المحلي والإقليمي. طبعا شدني إلى كتابة هذا الموضوع حديث أحد المحللين الرياضيين على شاشة قناة رياضية عربية وهو يتحدث عن الأزمات المتواترة على كرة القدم وتسببت في توقفها منذ إنشائها وبصورة باهتة معلوماتيا، و كان يقول “توقفت كرة القدم -ويعني كأس العالم- عدة مرات” وذكر الحرب العالمية الثانية وغيرها من الفترات. هذا المحلل الرياضي أعادني مباشرة إلى فترة زمنية ليست ببعيدة عندما كنا نجتمع لمشاهدة مباريات كأس العالم في عام 2010 م و2014م أو حتى في متابعة مباريات الدوري الأوروبي، في تلك اللحظة تذكرت ذاكرة وبنك المعلومات الرياضية للزميل الراحل عبدالعزيز الهياجم رحمة الله عليه. من ضمن ما كان يسرده لنا الهياجم- وظلت تلك المعلومات عالقة في أذهاننا- أن كأس العالم تأسس في يوليو 1930م والدولة التي استضافت الدورة الأولى هي الأوروغواي، واعتمد إقامتها كل أربع سنوات، ما عدا بطولتي عام 1942 و1946م اللتين ألغيتا بسبب الحرب العالمية الثانية وأن الأكثر تتويجا هي البرازيل بـ5 ألقاب، وألمانيا من أكثر المنتخبات لعبا للمباريات في تاريخ كأس العالم بـ 109 مباراة. في الحقيقة- وهي الحقيقة المسلَّم بها- أن الموت غيَّب عنا هامة صحفية ورياضية لا تضاهى ولا تتكرر. رحمه الله وطيب ثراه وأسأل الله عز و جل أن يتغمد ويغفر للزميل الهياجم بحق هذه الأيام المباركة وبحق هذا الشهر الفضيل وأن يرحمنا وأهلينا والمسلمين جميعاً .. اللهم آمين.