بالتجسّس والتسريبات.. هكذا تدار المؤسسات الرياضية بالإمارات – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

بالتجسّس والتسريبات.. هكذا تدار المؤسسات الرياضية بالإمارات

فتحت استقالة نائب رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، سعيد الطنيجي، الباب واسعاً أمام طرح تساؤلات جمة تتعلق بكيفية إدارة المؤسسات الرياضية بدولة الإمارات العربية المتحدة.

ولطالما أكدت الإمارات عبر مسؤوليها الرسميين أنها الدولة الأكثر انفتاحاً في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، وأنها تنتهج “الحُكم الرشيد” في إدارة مؤسسات الدولة، مستشهدة بوجود وزارات تُعنى بـ “السعادة” و”التسامح” و”الذكاء الاصطناعي”.

غير أن استقالة الطنيجي التي تقدّم بها من منصبه نائباً لرئيس اتحاد الكرة، أظهرت -وفقاً لمراقبين- أن كل ما تقوله الإمارات وتروّج له عبر أذرعها الإعلامية الخليجية والعربية “لا يعدو عن كونه نوعاً من المزاعم والادعاءات التي ليس لها أساس من الصحة”.

– استقالة “مفاجئة”

وفجأة دون سابق إنذار أحدث الطنيجي زلزالاً باستقالته من اتحاد الكرة الإماراتي، السبت 3 مارس 2018، عقب حضوره جانباً من اجتماع مجلس الإدارة، الذي عُقد بمقرّ الاتحاد في دبي.

ودون أي تردّد قبِل الاتحاد الإماراتي للعبة، الذي يرأسه مروان بن غليطة، استقالة الطنيجي، بعد يوم واحد فقط من تقديمه الاستقالة، دون أن يُحاول إقناعه بالعدول عن الاستقالة وسحبها من على الطاولة.

الطنيجي حلّ ضيفاً على قناة “أبوظبي الرياضية”، وفتح النار في كل اتجاه؛ بعدما كشف آلية إدارة المؤسسات الرياضية بالإمارات، التي ترتهن إلى حُكم الرجل الواحد دون إشراك الأعضاء المنتخبين في صناعة القرار، كما يرى ناشطون في منصّات التواصل والشبكات الاجتماعية.

وقال المسؤول الرياضي إنه استقال من منصبه بسبب تراكم المشاكل والخلافات داخل الاتحاد، والتدخّل في عمل اللجان الفنية من قِبل رئيس اتحاد الكرة، مروان بن غليطة.

وشدد على أن استقالته أتت “بعد تراكم المشاكل وزيادة التنافر داخل الاتحاد، الذي فشل في خمسةاستحقاقات مهمة، بالإضافة إلى تهميش دوري من قبل رئيس الاتحاد، وعدم الاستماع إلى وجهة نظري”، لافتاً إلى أن “هناك ترسّبات كثيرة بشأن طريقة عمل الاتحاد الإماراتي منذ 6 سنوات، ولكن تقدّمت باستقالتي بعد إدراكي أن الأمور لن تتغير”.

وفجّر الطنيجي، الذي انتُخب في 2012 عضواً باتحاد الكرة الإماراتي، قبل أن يفوز بمنصب نائب الرئيس في انتخابات 2016، مفاجأة من العيار الثقيل بتأكيده وجود الكثير من التسريبات التي تخرج من مجلس اتحاد الكرة، “لدرجة أننا تشكّكنا في وجود ميكروفون أسفل مائدة الاجتماعات”، في إشارة منه إلى “عمليات تجسّس مُمنهجة تجري داخل أروقة أرفع منظومة كروية بالإمارات”.

وأشار إلى أن اللجان المشكّلة من قِبل اتحاد الكرة لم تجتمع منذ 7 أشهر كاملة؛ على غرار لجنة المنتخبات أو اللجنة الفنية، مؤكداً في الوقت ذاته أن عملية اختيار المدرّب الإيطالي، ألبيرتو زاكيروتي، لقيادة المنتخب الإماراتي الأول، خلفاً للأرجنتيني إدغاردو باوزا، تمّت “دون الرجوع للجنة الفنية”، على حدّ قوله.

ولفت إلى أن بيئة اتحاد الكرة الإماراتي “لم تعد مشجّعة”، واصفاً إياها بأنها “مليئة بالاستعراض الإعلامي فقط”، قبل أن يُقسم بأنه لم يزر مقر الاتحاد منذ عدة أشهر؛ بعدما وصل إلى مرحلة “جعلته يكره كل ما يتعلّق بالكرة الإماراتية والقائمين عليها”.

بدوره قال الناقد الرياضي الإماراتي، سهيل العريفي، إن ما حدث مع الطنيجي يُعدّ مرآة حقيقية لما يحدث في اتحاد الكرة، مشيراً إلى أن طريقة تهميشه وعدم إلمامه بما يحدث في الكواليس كانت سبباً، فضلاً عن تشكيل لجنة المنتخبات دون علمه.

أما مواطنه راشد الزعابي، فقد شنّ هجوماً شرساً على “الديمقراطية” و”العملية الانتخابية”؛ لأنها “لا تُفرز الأفضل”، على حدّ قوله، مدّعياً أن جميع المجالس المنتخبة أتت بشخصيات غير متجانسة، مُطالباً في الوقت ذاته بضرورة انتهاج سياسة “التعيين” في المناصب الرياضية، مثلما حدث مع الهيئة العامة للرياضة بالإمارات.

– هزيمة إماراتية أمام قطر

استقالة الطنيجي وما تبعها من تصريحات نارية، نسفت تماماً ما تدعيه الإمارات، وأن كل ما تتحدّث عنه “بفخر” يندرج ضمن “الاستعراض الإعلامي”، وبعيد عن إدارة المؤسّسات بمهنية واحترافية كاملتين، وهو ما ظهر في عدة ملفّات؛ أبرزها مطالبة الإمارات والسعودية من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بإقامة مباريات أندية البلدين أمام الفرق القطرية على “ملاعب محايدة”، في النسخة الحالية من مسابقة دوري أبطال آسيا.

ورفع المسؤولون الإماراتيون صوتهم وأطلقوا التهديدات في كل اتجاه؛ إذ قال رئيس الهيئة العامة للرياضة في الإمارات، محمد خلفان الرميثي، إن بلاده أوصلت رسالة لوفد الاتحاد الآسيوي الذي قدِم إلى الدول الخليجية المعنيّة بالأزمة المندلعة في المنطقة منذ 5 يونيو 2017؛ مفادها: “لن نلعب في قطر”.

وأضاف الرميثي قائلاً: “لن يستطيع أحد إجبارنا على المشاركة في أماكن لا نرغب اللعب بها، وكسر قرار دولتنا في هذا الإطار، حتى لو اضطررنا لأن ننضمّ إلى اتحاد قاري آخر”.

وذهب إلى أبعد من ذلك بكثير بقوله: “أنديتنا ستلعب في بطولة دوري أبطال آسيا هذا العام ولكن في ملاعب محايدة، بنسبة 99% سنلعب في ملاعب محايدة أو وداعاً آسيا”.

تصريحات الرميثي ذهبت أدراج الرياح؛ بعدما رفض الاتحاد القاري للعبة الطلب الذي تقدّمت به السعودية والإمارات، مؤكّداً عقب اجتماعه، في 27 يناير المنصرم، استمرار النظام المعمول به حالياً، والخاص بإقامة المباريات بنظام الذهاب والإياب في كل بلد.

وصوَّت 14 عضواً بالمكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي، خلال الاجتماع، ضد طلب الإمارات والسعودية، مقابل موافقة 3 أعضاء، في حين امتنع عضو وحيد عن التصويت، في انتصارٍ مدوٍّ للدوحة وهزيمة مكتملة الأركان لأبوظبي والرياض.

وبالفعل انطلقت النسخة الجديدة من البطولة الآسيوية بمشاركة أندية الإمارات، التي لعبت أمام نظيرتها القطرية في دور المجموعات، “لتذهب تصريحات الإماراتيين أدراج الرياح”.

– خلط السياسة بالرياضة

ومنذ تفجّر الأزمة الخليجية خلطت دول حصار قطر “السياسة بالرياضة”، رغم لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم الصارمة التي ترفض الخلط بين الأمرين، وإبعاد “المستطيل الأخضر” عن “الخلافات السياسية بين الحكومات”.

وتجلّى ذلك عندما أقدمت الإمارات على إقالة يوسف السركال من رئاسة الهيئة العامة للرياضة، في 12 ديسمبر المنصرم، بعد نحو شهر تقريباً من تعيينه في منصبه الجديد؛ لمصافحته مسؤولاً رياضياً قطرياً على هامش اجتماعات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في العاصمة التايلاندية بانكوك، أواخر نوفمبر 2017.

وأرادت الإمارات من إقالة السركال أن توجه رسالة شديدة اللهجة لجميع مواطنيها؛ مفادها “عدم التعامل مع القطريين في مختلف المجالات”، ضاربة بعرض الحائط كافة اللوائح والمواثيق التي ترفض الزجّ بالشعوب في الخلافات السياسية بين الدول.

ومُنيت الإمارات بهزيمة أخرى أمام “دبلوماسية قطر الرياضية”؛ بعدما تجاهل الاتحاد الآسيوي طلب نقل مكان إقامة مجموعة منتخب الإمارات للناشئين (تحت 16 عاماً) في تصفيات القارة من العاصمة القطرية الدوحة إلى مكان آخر، أو نقل الإمارات لمجموعة أخرى، أو حتى تأجيل التصفيات.

وعلى إثر ذلك انسحبت الإمارات من التصفيات، التي لُعبت في سبتمبر 2017 بالدوحة، وهدّد المسؤولون الإماراتيون برفع المسألة إلى محكمة التحكيم الرياضية الدولية (كاس) في لوزان السويسرية، قبل أن يتّضح أن تلك التهديدات لم تكن جدية إطلاقاً؛ بل كانت “تغطية لفشل إماراتي ذريع في أروقة الاتحاد القاري”، الذي يتخذ من العاصمة الماليزية كوالالمبور مقراً له، وفقاً لمهتمين بالشأن الرياضي.

التصنيفات: أخبار عربية,عاجل