ربما من الصعب أن تجد مدربًا ارتبط مصيره بالكثير من الجدل والغموض لفترة طويلة، ونجح في الحفاظ على منصبه في نهاية المطاف، أكثر من لويس كاسترو، مدرب النصر السعودي.
المدرب البرتغالي، الذي بدأ ثاني مواسمه في القيادة الفنية لـ”العالمي” بخسارة السوبر السعودي لصالح الغريم الهلال، لا يزال يقف على أرض صلبة رغم كل الانتقادات التي ينالها بسبب الأداء والنتائج على حد سواء.
موسم مخيب
بداية كاسترو مع النصر كانت تبعث على التفاؤل إذ أن الفريق الأصفر العاصمي اقتنص لقب البطولة العربية من براثن الهلال، بعد نهائي مثير، ليبشر جماهير العالمي بأن القادم أفضل.
إلا أن بداية مخيبة في الدوري بخسارتين من الاتفاق والتعاون، هزت الصورة نسبيًا قبل أن يتباين الأداء وتتذبذب النتائج على مدار موسم 2023-2024 محليًا وقاريًا.
وتدريجيًا زاد فارق النقاط مع الهلال الذي أبى أن يتعثر على مستوى الدوري، وفي الطريق إلى حسم لقب منافسة “النفس الطويل” كانت هناك محطات من التعثر بالنسبة لكاسترو مع النصر مثل السوبر السعودي والخسارة في نصف النهائي من الزعيم بالذات.
على الجانب الآخر، انتهى المشوار الآسيوي بالخسارة من العين الإماراتي في ربع النهائي، كما أهدر فريق كريستيانو رونالدو فرصة ختام الموسم بشكل أفضل عن طريق لقب نهائي كأس الملك، حيث سقط أمام الهلال مجددًا.
كل إخفاقات الموسم الماضي كانت كافية لزيادة الانتقادات الموجهة لكاسترو، بل أن الحديث عن مصيره كان حاضرًا على مستوى الإدارة، قبل أن ينتهي الأمر ببقائه للموسم الجاري.
صدمة السوبر
رغم أن كاسترو قاد إعداد النصر للموسم الجديد بمعسكر خارجي لم تكن فيه النتائج مميزة أيضًا، لكنه استمر مع ضربة البداية بثقة المتيقن من أنه لا مساس به، الأمر الذي ظهر في تصريحاته.
عاد الجدل حول مصير المدرب البرتغالي بعد الإخفاق في السوبر السعودي مع انطلاق الموسم، إذ سقط بنتيجة 1-4 من الهلال، الذي أصبح عقدة الفريق.
وسعى إبراهيم المهيدب رئيس شركة النصر للإطاحة بالمدرب صاحب الـ63 عامًا، لكنه اصطدم بحائط ضخم اسمه كريستيانو رونالدو، أكثر المدافعين عن مواطنه من أجل الاستمرار في قيادة الفريق، فقدم استقالته.
وبحسب التسريبات التي أشارت لها تقارير سعودية في وقت سابق، فإن رونالدو رفض فكرة رحيل كاسترو واعتبر أنه المدرب المناسب للفريق، رغم المساعي للاستغناء عن المدير الفني قبل فوات الأوان.
ويكفي القول إن النصر بدأ الدوري السعودي بنتائج ضعيفة، إذ فقد 4 نقاط في أول 3 جولات، ما يهدد فرصه في منافسة الهلال، الذي حقق العلامة الكاملة.
رغبة كريستيانو في عدم إحداث تغييرات على الطاقم الفني للنصر، ربما تنبع من العلاقة القوية بينه ومدربه، فالأخير يعتبر الدون مدربًا داخل المستطيل الأخضر، وقائدًا يستطيع توجيه زملائه في الوقت المناسب.
لكن النتائج المُحطبة لجماهير العالمي تزيد الضغط على المدرب رغم الحماية التي يتمتع بها والتي تؤجل أي قرار من جانب الإدارة بشأن المدير الفني، فمع كل مباراة ينتظر المنتقدون تعثرًا جديدًا للفريق لإثبات وجهة نظرهم.
ويحل النصر ضيفًا على الشرطة العراقي غدًا الإثنين في مهمة صعبة، في مستهل مشوار الفريق بدوري النخبة الآسيوي، ما سيكون اختبارًا جديدًا للمدرب البرتغالي.
شبح التغيير
ورغم هذه الحماية إلا أن مستقبل كاسترو لم يكن بعيدًا عن التكهنات الإعلامية، فقد سبق أن ذكرت صحيفة “عكاظ” أن إدارة النصر فاوضت الإيطالي ستيفانو بيولي لتدريب النصر.
المقامرة بمستقبل مجهول للنصر ربما تكون وراء رغبة رونالدو في بقاء كاسترو، بدلاً من أن يصطدم بمدرب جديد ليس على وفاق معه، أو لا يمنحه الحرية الفنية في اللعب كيفما يشاء وطوال دقائق المباراة مثلما يفضل مواطنه؟
وسبق لرونالدو أن اصطدم بأكثر من مدرب خلال مسيرته، فلم يكن الدون قانعًا بالمدير الفني المؤقت رالف رانجينك في مانشستر يونايتد، كذلك اصطدم بالهولندي إيريك تين هاج المدرب الحالي للفريق الإنجليزي، ولا تزال حرب التصريحات مستمرة بينهما على فترات.
كريستيانو ربما يرغب في أن يعيش فترة هادئة بعيدة عن الصراعات، الأمر الذي يضمنه بشكل كبير مع كاسترو، ما يجعل المدرب البرتغالي محصنا ضد محاولات الإطاحة به أو على الأقل ظل هكذا رغم ارتفاع موجات الانتقادات بشكل كبيرة في الفترة الأخيرة.