لغز محير تعيشه جماهير الهلال في الوقت الحالي، في ظل غموض إصابة المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش، وغيابه عن الملاعب لفترة طويلة.
ويغيب ميتروفيتش عن الملاعب منذ إصابته في مباراة الاتحاد، يوم 7 يناير، في ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.
إصابة غامضة
ورغم أن الهلال أعلن، في 9 يناير/كانون الثاني الماضي، أن ميتروفيتش سيغيب ل3 أسابيع بسبب الإصابة، إلا أنه اقترب من حاجز ال50 يوما، دون وضوح موعد عودته.
وعاد ميتروفيتش لتدريبات الهلال قبل نحو أسبوعين من مواجهة الاتحاد مجددا، في دوري روشن السعودي للمحترفين، لتستبشر الجماهير بمشاركته في الكلاسيكو، لكنه عاد للغياب مجددا.
وأعلن “الزعيم”، أول أمس الإثنين، سفر ميتروفيتش إلى صربيا، صباح الثلاثاء، من أجل العرض على الطبيب الذي عالجه من إصابته في الموسم الماضي.
البرتغالي جورجي جيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، عبر بنفسه عن استغرابه من إصابة ميتروفيتش، معتبرا أن الأمر أصبح معقدا.
إصابة مزمنة؟
تسببت تلك الحالة من الغموض في حديث البعض عن أن إصابة المهاجم الصربي مزمنة، وأبرزهم فهد الهريفي نجم النصر السابق.
وقال الهريفي في تصريحات تلفزيونية قبل أيام قليلة إن الإصابة العضلية تبقى مع اللاعب وتكبر معه بكبر سنه وثقل وزنه، وهو ما لا يبشر بعودة ميتروفيتش.
وخرجت بعض الأنباء التي تشير إلى رغبة الهلال في التخلي عن مهاجم فولهام السابق عقب نهاية الموسم الحالي، قبل المشاركة في كأس العالم للأندية الصيف المقبل.
خسائر ميتروفيتش
خسر ميتروفيتش العديد من الأشياء بغيابه الطويل عن الملاعب، أبرزها المنافسة على لقب هداف الدوري السعودي في الموسم الحالي.
وعندما تعرض الصربي للإصابة، كان هو هداف الدوري السعودي برصيد 12 هدفا، ولكنه تأخر الان بفارق 5 أهداف كاملة عن كريستيانو رونالدو صاحب الصدارة.
كما خسر ميتروفيتش صدارة ترتيب هدافي دوري أبطال اسيا للنخبة، بعدما توقف رصيده عند 5 أهداف، بفارق هدفين خلف زميله سالم الدوسري وجاسير أساني لاعب جوانجزو.
وقد تمتد خسائر ميتروفيتش إلى منتخب بلاده الذي يخوض معسكرا في مارس/اذار المقبل، لن يكون فيه على الأغلب، وقد يتكرر الأمر في معسكر يونيو/حزيران قبل عام من كأس العالم 2026.
الإجابة ديوكوفيتش
ميتروفيتش قد يكون بحاجة إلى الاستعانة بمواطنه نوفاك ديوكوفيتش، الذي واجه إصابة قوية في 2017، كادت أن تقضي على مسيرته في ملاعب التنس، قبل أن يعود بقوة ويحصد العديد من الألقاب.
في يناير/كانون الثاني 2022، نشرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية تقريرا تناولت فيه بعض الكواليس التي تتعلق بتلك الإصابة، حيث كشفت فيه إيمان لاعب التنس بالطب البديل، أو ما يعرف بالطاقة الخفية.
وأوضحت الصحيفة أن ديوكوفيتش كان يرفض إجراء عملية جراحية في يده للتعافي من الإصابة، بسبب معتقداته وثقافته، ولكنه اضطر للخضوع لها في النهاية، غير أنه ظل يبكي ل3 أيام بسبب مخالفة مبادئه.
بعد الانتهاء من العملية، استعان اللاعب الصربي بأخصائي العلاج الطبيعي الأرجنتيني أوليسيس باديو، الذي يعتمد على كي الأعصاب والعلاج بالإبر الصينية والأعشاب الطبيعية (الطب البديل).
ويؤمن ديوكوفيتش أنه من خلال الطب البديل أو الطب الروحاني يستطيع الحفاظ على جسده سليما دون اللجوء إلى العمليات الجراحية أو الطب العضوي.
ثقافة صربية
غير أن الصحيفة أشارت إلى أن هذا الاعتقاد ليس خاصا بديوكوفيتش وحده، ولكنها ثقافة سائدة في صربيا بحكم التاريخ القريب للبلاد.
وأوضحت الصحيفة أن الأمر نابع من طبيعة نشأته في صربيا التي دمرتها الحرب في القرن الماضي، حتى خرج أبناؤها بحلول تغني عن الطب العضوي وتكتفي بالطب البديل.
وإذا كان هذا اعتقاد أبرز لاعب في تاريخ الرياضة الصربية، فقد يكون ميتروفيتش مضطرا للجوء إليه، ما لم ينجح في التخلص من إصابته التي دمرت موسمه بشكل تام.