تبادل فريقا برشلونة وريال مدريد، الهدايا والأخطاء الفنية الساذجة في كلاسيكو مثير انتهى بفوز العملاق الكتالوني بنتيجة 4-3، ليقترب بقوة من لقب الدوري الإسباني.
وصار رصيد برشلونة 82 نقطة في الصدارة، بفارق 7 نقاط عن ريال مدريد الوصيف، قبل 3 جولات من نهاية المسابقة.
وتفوق الألماني هانز فليك، مدرب البارسا، على الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، مدرب الريال، للمرة الرابعة هذا الموسم، في مواجهة كانت متقلبة للغاية.
ويستعرض كووورة في هذا التقرير أسباب تفوق برشلونة في كلاسيكو الدور الثاني من الليجا.
لعب بالنار
حافظ فليك على نفس القوام الذي خاض به المباريات الأخيرة لبرشلونة، لكن فريق المدرب الألماني واصل اللعب بالنار أمام منافسيه.
وجد برشلونة نفسه متأخرًا بهدفين دون رد في أول ربع ساعة من المباراة، وهو سيناريو لطالما تكرر كثيرًا هذا الموسم وكلف الفريق كثيرًا في مباراتي إنتر ميلان في قبل نهائي دوري أبطال أوروبا، وقبلها الفوز المثير على بنفيكا 5-4، والتعادل مع أتلتيكو مدريد 4-4 في كأس ملك إسبانيا.
كما واصل المدافع الشاب باو كوبارسي ارتكاب الأخطاء الدفاعية الساذجة بسبب الرعونة وعدم التركيز، ليورط زميله تشيزني في ركلة جزاء ضد مبابي، ويتسبب في هدف ثان بسبب عدم كشف مصيدة التسلل التي يطبقها فليك كثيرًا.
واستمر المدرب الألماني أيضًا في اللعب بالنار بالاعتماد على مصيدة التسلل، التي كادت أن تكلف الفريق كثيرًا بعد إلغاء هدفين للريال بخلاف كسر المصيدة في محاولات أخرى بفضل انطلاقات مبابي وفينيسيوس في المساحات الفارغة خلف مدافعي الريال.
صلابة وإفلاس
في وسط اللعب بالنار، أظهر برشلونة صلابته مجددًا، وقلب النتيجة لصالحه، لينهي الشوط الأول متقدمًا بـ4 أهداف بعد تعاون رائع بين ثلاثي الهجوم رافينيا، ولامين يامال، وفيران توريس مع ثلاثي الوسط بيدري، ودي يونج، وأولمو.
وكشف هذا السداسي حالة الإفلاس الفني لخط وسط الريال في ظل اختفاء واضح للثلاثي سيبايوس، وبيلينجهام، وفالفيردي، وهشاشة خط دفاعه الذي ارتكب أخطاء كارثية، سواء الظهيرين فاسكيز، وفيران جارسيا، أو قلبي الدفاع تشواميني، وراؤول أسينسيو.
لكن لاعبو برشلونة تعاملوا برعونة كبيرة، خاصة في أول ربع ساعة من الشوط الثاني، بالميل للعب الاستعراضي، وكثرة التمريرات الخاطئة والرعونة في ترجمة الفرص، ليمنحوا قبلة الحياة لريال مدريد.
حسنة وحيدة
لعب ريال مدريد بكبرياء أكثر من بصمة فنية لمدربه كارلو أنشيلوتي، وتمسك بآماله في المباراة حتى الدقائق الأخيرة، حيث قلص الفارق بهدف ثالث لمبابي.
وكانت الحسنة الوحيدة لأنشيلوتي هي تدخله بعدد من البدلاء الذين ساهموا في تحسن حالة الفريق نسبيًا، خاصة الكرواتي المخضرم لوكا مودريتش، الذي تميز بتمريراته الطولية الخطيرة لضرب دفاع البارسا، والتخلص من شراسة الضغط في وسط الملعب.
وتزامن مع النشاط المدريدي، إهدار هدايا بالجملة للاعبيه بسبب عدم التركيز والرعونة أيضًا، خاصة من فينيسيوس جونيور، بعكس زميله كيليان مبابي الذي كان خطرًا مزعجًا حتى الثانية الأخيرة.
ورغم رعونة البارسا بعد تقليص الفارق، إلا أن الفريق الكتالوني كان بإمكانه حسم اللقاء بهدف خامس لولا تألق تيبو كورتوا، الذي أنقذ مرماه من 6 فرص محققة أمام مهاجمي البارسا.