الرياضة نت / محمد البحري
في ليلة زاهية كضوء القمر، اكتمل الحلم الذي راود قلوب العاشقين.
أشرقت شمس الأمل في سماء باريس، وزرعت في صدور أبنائها نبضًا لا يخبو.
تبدّد ظلام الانتظار الطويل، وارتفعت رايات الفرح في السماء،اختصرت المدينة ليلتها في قنينة عطر، مختلف الرائحة، فاح ليعانق المجد ونافست به باريس الطبيعة.
في قلب الملعب، كانت دموع اللاعبين تروي عشب الحلم، تناثرت كحبات اللؤلؤ في عيون أرهقها السعي نحو الخلود.
لحظة تتويج باريس سان جرمان كانت قصيدة عشقٍ أبدية، انصهرت فيها قلوب مشجعيه وذابت لتشكل لوحة انتصار تاريخي.
في نهائي الأبطال، بميونيخ، أصبح الحلم حقيقة، توج الموج الأزرق بطلا لأوروبا على حساب انتر ميلان، الذي تدحرج ككرة ثلج التهمها رفقاء ديمبلي بحرارة ماقدموه.
كانت ليلة ساحرة أضاءت سماء أوروبا، كتب نادي باريس سان جيرمان فصلًا جديدًا في تاريخه الكروي، ليلة اختلطت فيها دموع الفرح بصرخات الانتصار، تعبيرا عن فرحتهم بولادة بطل جديد.
منذ تأسيسه، حمل باريس طموحاته الكبيرة على عاتقه، واستثمر في نجوم العالم؛ لكنه كان يفتقد اللمسة التي تجعله يتربع على عرش القارة العجوز، حتى جاء التوقيت المناسب ليفك النادي شفرة اللقب.
وقف اللاعبون في منتصف الملعب، وعيونهم تلمع كبريق الكأس، الذي بمجرد أن رفعوه، ايقنوا أن جهدهم لسنوات تحول إلى صحة تلونت بالذهب.
لم يكن الفوز مجرد مباراة تنتهي بصافرة حكم؛ بل كان تتويجا لحلم مدينة، وطموح ناد أراد ان يكون في القمة فوصل.
حين أعلنت صافرة الحكم نهاية المباراة، بدا الملعب وكأنه حبس أنفاسه لبرهة.
تقدّم الفريق نحو المنصة، ترافقهم صدى الأغاني التي رددتها الجماهير، احتضنوا الكأس وكأنهم يحتضنون قلب مدينة بأكملها، فتوهّجت الأضواء، وملأت الأجواء، لتجتاح أمواج الفرح عاصمة النور.
