يستعد الهلال السعودي لمواصلة رحلته في بطولة كأس العالم للأندية، واستكمال المغامرة الناجحة التي قادت الزعيم إلى ربع النهائي حتى الآن.
الهلال الذي أطاح بالعملاق الإنجليزي مانشستر سيتي، يتأهب لمواجهة فلومينينسي البرازيلي في دور الثمانية مساء الجمعة المقبل.
ويأمل الزعيم في أن يستمر مشواره بالبطولة المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى يصل إلى أبعد نقطة، وربما يمتد الحلم إلى التتويج بالبطولة.
لكن الفريق السعودي سيكون مطالبًا بمزيد من الحذر إذا ما أراد أن يُكتب له النجاح أمام البطل القادم من البرازيل، حيث أن هناك بعض التحديات التي تقترن بالمواجهة المرتقبة، يرصدها “كووورة” في السطور التالية
ثقة زائدة
أمام السيتي أبهر الهلال الجميع بأداء قتالي وواجه المنافس بندية كبيرة لدرجة تشعرك بأن فريق المدرب سيموني إنزاجي يلعب في البريميرليج منذ سنوات.
الفريق السعودي، لعب بثقة كبيرة جعلته هو المُبادر بالتقدم في شوط المباراة الثاني، ليحول تأخره بهدف إلى التقدم 2-1، ثم التقدم بثلاثية بعد تعادل السيتي، وأذاق الغريم الإنجليزي مرارة التأخر في النتيجة مرة أخرى عندما سجل الهدف الرابع.
شخصية الهلال ظهرت بقوة في أداء وثقة لاعبيه وتحكمهم في إيقاع اللعب لبعض الفترات والثبات الدفاعي الكبير أمام طوفان هجمات السيتي.
لكن هذه الثقة يجب أن تعرف سقفًا وحدودًا واضحة، بحيث لا تزيد عن الحد المطلوب، وتنقلب إلى نقطة ضعف أمام فلومينينسي.
فإذا كان الهلال قد أطاح بعملاق مثل مانشستر سيتي، فالفريق البرازيلي هو الآخر أقصى إنتر ميلان، وصيف بطل أوروبا مرتين في آخر 3 سنوات.
لذا فإن الثقة مطلوبة من لاعبي الزعيم لكن دون مبالغة، لأن الواقعية هي السبيل الوحيد لتحقيق نتيجة إيجابية.
جهد بدني
التحدي الأكبر الذي ينتظر الهلال هو الجهد البدني الكبير، فمنذ ضغط مباريات الدور الأول من بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة وتداخلها مع مباريات دوري روشن وكأس الملك، لم يعرف الأزرق هذا الضغط الكبير في بطولة مُجمعة.
وأنهى الهلال مباراة ماراثونية ضد السيتي في 120 دقيقة فجر الثلاثاء، لتقتصر الراحة على ساعات قليلة ثم يدخل الفريق في التحضير مباشرةً لمواجهة فلومينينسي، الأمر الذي يمثل إرهاقًا بدنيًا كبيرًا على كتيبة المدرب إنزاجي، ويجعل توزيع الجهد خلال المباراة أمرًا لا بديل عنه.
وخلال مباراة مانشستر سيتي بدا واضحا تأثر عدد كبير من اللاعبين بالجهد البدني منذ بداية البطولة، لاسيما الظهيرين لودي وكانسيلو اللذين يقومان بمجهود مضاعف طوال الوقت، بجانب مالكوم وأيضا روبن نيفيز وسافيتش رغم استمرارهما حتى النهاية.
تزيد قوة هذا التحدي مع الغيابات التي ضربت صفوف الهلال مثل ألكسندر ميتروفيتش وسالم الدوسري، وهما من أبرز الأوراق الهجومية للفريق.
خطورة برازيلية
لم يقطع فلومينينسي طريقه إلى ربع النهائي بالصدفة، فقد تدرج في المستوى والنتائج بدور المجموعات وصولاً إلى ملاقاة العملاق الإيطالي إنتر ميلان وتفوق عليه بذكاء شديد.
الفريق البرازيلي ليس من مدرسة الاستحواذ فهو لم يكن الأكثر استحواذا على الكرة في مبارياته الأربعة الماضية باستثناء مواجهة أولسان هيونداي الكوري الجنوبي وهو المنافس الأضعف في هذه المجموعة.
بخلاف ذلك يحتفظ فلومينينسي بخطورته في التحولات السريعة من الدفاع للهجوم ومهارة لاعبيه في المواقف الفردية التي تُكسبه أفضلية ميدانية.
كذلك يمتلك المنافس البرازيلي عناصر متألقة في كل الخطوط بداية من الحارس المتألق فابيو، والدفاع الصلب في وجود المخضرم تياجو سيلفا وحتى في غيابه ووجود آخرين مثل العملاق إجناسيو، أما الوسط المتحرك بوجود مارتينللي وهركليس، فيما يظل المهاجم الكولومبي جون آرياس هو أخطر العناصر وهداف الفريق.
لذلك يجب على الهلال أن يكون حذرا في مرتدات الفريق البرازيلي ويتعامل معها بحرص، خصوصا في ظل قدرة لاعبي المنافس على التحرك الجيد بين الخطوط وخلق مساحات سواء للتمرير أو التسديد.
