الخيار الأكثر منطقية .. أوسيمين يترقب إشارة عملاقي البريميرليج

اسم فيكتور أوسيمين غاب بشكل واضح عن شائعات الانتقالات التي تورط فيها آرسنال ومانشستر يونايتد، حيث يركز العملاقان الإنجليزيان بحثهما عن مهاجمين في أماكن أخرى. لكن هل هذا قرار سيأسفان عليه لاحقًا؟

بعد كارثة العام الماضي، من المحتمل أن تكون أحداث الانتقالات الأخيرة التي تدور حول أوسيمين مثبطة للأندية الأوروبية الكبرى، لكن بالنسبة لفريقين في حاجة ماسة إلى مزيد من القوة الهجومية، فإن السعي وراء المهاجم النيجيري يبدو أمراً بديهياً في سعيهما لتحقيق أهدافهما المتباينة تماماً في الموسم المقبل.

قد يكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يملأ صفحات الصحف مع انتهاء صلاحية الشرط الجزائي في غضون أيام، لكن آرسنال ومانشستر يونايتد يجب أن يبذلا قصارى جهدهما للتعاقد مع لاعب يضمن الأهداف.

“حلم” البريميرليج

أثبت أوسيمين مرات عديدة أنه لا يخشى إثارة بعض الجدل لتحقيق مبتغاه، ويبدو أن هذا الاتجاه سيستمر. تشير آخر التقارير إلى أن المهاجم سيرفض البقاء بشكل دائم في جالطة سراي، حيث يضع نصب عينيه تحقيق “حلمه” باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وكان المهاجم المطلوب قد رفض بالفعل عرضًا مغريًا من الهلال السعودي عندما بدا أنه في طريقه إلى انتقال مربح إلى الشرق الأوسط، والآن رفض عرض ناديه الحالي نابولي على الرغم من علاقته الجيدة به، وعرضه المالي الكبير، واستعداد البارتينوبي لتفعيل بند في عقده يتيح له الانتقال إلى نادٍ أجنبي مقابل 75 مليون يورو (65 مليون جنيه إسترليني/84 مليون دولار).

بينما تزعم صحيفة “لا جازيتا ديلو سبورت” أنه “لا يوجد توافق بين رغباته والواقع”، إلا أن هدف أوسيمين على المدى الطويل كان دائمًا اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وقال في عام 2023: “أنا أعمل بجد لضمان تحقيق حلمي باللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز يومًا ما. لكن كما قلت، إنها عملية وأريد فقط الحفاظ على هذا الزخم ومواصلة الأداء الجيد”.

الخيار الأكثر منطقية

الكشف عن عزم أوسيمين على تحقيق حلمه أخيرًا هذا الصيف يجب أن يضع اثنين من عمالقة الدوري الإنجليزي الممتاز، اللذين في حاجة ماسة إلى مزيد من القوة الهجومية، في حالة تأهب قصوى. ومع ذلك، فإن اهتمام كل من آرسنال ومانشستر يونايتد منصب على أمور أخرى في الوقت الحالي. يركز آرسنال على بنجامين سيسكو لاعب لايبزيج، كما لعب دورًا بارزًا في قصة انتقال فيكتور جيوكيريس لاعب سبورتنج لشبونة، حيث يُقال إن مانشستر يونايتد مهتم أيضًا باللاعب الأخير.

لكن لم تكن أي من الصفقتين سهلة، حيث تقدر قيمة اللاعبين بنحو 70 مليون جنيه إسترليني (96 مليون دولار) ومطالبهم المالية المرتفعة تسببت في توقف المفاوضات. حتى أنه تم الإبلاغ عن استعداد آرسنال للبحث في مكان آخر، مما قد يدخل أوسيمين في الصورة.

في الواقع، النيجيري هو الخيار الأكثر منطقية. بالتأكيد، سيكون راتبه كبيرًا، لكنه لن يكون الأعلى في أي من الناديين، كما أن المبلغ الأولي سيكون أقل من 70 مليون جنيه إسترليني. أوسيمين هو أيضًا مهاجم أثبت كفاءته في الدوريات الأوروبية الكبرى، ولا توجد تساؤلات حول كيفية انتقاله إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، على عكس جيوكيريس وسيسكو، مع وجود العديد من اللاعبين الأجانب الآخرين القادمين من البرتغال والدوري الألماني الذين يقدمون أداءً مخيبًا للآمال.

عقبة كبيرة

لكن الأوقات تتغير، وفي حين كان بإمكان أندية الدوري الإنجليزي الممتاز في السابق دفع رواتب ضخمة كما تشاء، هناك حاجة إلى مزيد من الواقعية في عصر قواعد الربح والاستدامة (PSR) واللعب المالي النظيف (FFP). على الرغم من أن مطالب أوسيمين براتب ضخم قدره 200 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع ليست مستحيلة من الناحية الفنية، إلا أن الأندية الإنجليزية الكبرى يجب أن تفكر الآن بعناية أكبر قبل التعاقد مع لاعبين جدد بمثل هذه العقود الضخمة، خاصة مع وجود تهديد حقيقي بفرض عقوبات على شكل خصم نقاط.

أظهر النيجيري في الماضي أنه غير مستعد للتنازل عن مطالبه، وهو ما يفسر على الأرجح عدم تصدره قائمة مشتريات آرسنال ومانشستر يونايتد، حيث من المرجح أن يطلب جيوكيريس وسيسكو رواتب أقل بكثير. كما ارتبط تشيلسي منذ فترة طويلة بأسماء أوسيمين، لكن اللاعبين الجدد ليام ديلاب وجواو بيدرو سيكونان أرخص بكثير على المدى الطويل، وحتى في سن 26 عامًا، لا يتناسب أوسيمين مع سياسة الانتقالات التي يتبعها البلوز والتي تتمثل في التعاقد مع لاعبين شباب ذوي إمكانات عالية وقيمة جيدة.

ورقة رابحة

بالنسبة لآرسنال، فإن اللجوء إلى أوسيمين يبدو أمراً بديهياً ويستحق بالتأكيد التكلفة – خاصة بالنسبة لنادٍ يسعى بشكل أساسي لتحقيق مكاسب قصيرة الأجل بعد أن خسر بشكل مؤلم في كل من الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا في المواسم الأخيرة. سيجلب أوسيمين الأهداف التي يمكن أن تصنع الفارق في نهاية المطاف في سباق اللقب، كما أظهر ذلك بتسجيله 26 هدفًا في الدوري الإيطالي مع نابولي بطل الموسم 2022-23، ونفس العدد في الدوري التركي الممتاز الموسم الماضي.

تعادل آرسنال في عدد أكبر من المباريات مقارنة بأي فريق آخر من الفرق الستة الأولى في الموسم الماضي (14 تعادلاً، بينما سجل الفريق الذي يحتل المركز الثاني 9 تعادلات)، لكنه خسر عدداً قليلاً من المباريات مثل بطل الدوري ليفربول (4 خسائر). من السهل إذن أن نرى أين يمكن لمهاجم هداف أن يصنع الفارق؛ في تلك المواقف الحرجة التي تكون فيها متعادلاً مع فرق مثل كريستال بالاس أو برينتفورد أو إيفرتون، فإن مهاجمًا مثل أوسيمين سيقودك إلى الفوز.

أمل جديد لمانشستر يونايتد

تختلف طموحات يونايتد بشكل كبير، حيث يسعى العملاق الساقط إلى العودة من أسوأ موسم له في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد أن احتل المركز الخامس عشر. في حاجة ماسة إلى الفوز، بل وإلى إثبات نفسه، فإن التقدم على أوسيمين أمر منطقي تمامًا.

هناك مجال كبير لتوفير مساحة في الفريق، حيث تم بالفعل التخلي عن عدد من اللاعبين الذين يتقاضون رواتب عالية وأداءهم ضعيف، والذين انتهت عقودهم بالفعل. أوسيمين هو بلا شك ترقية مقارنة بخيارات المهاجمين الحاليين راسموس هويلوند وجوشوا زيركزي، اللذين عانيا بشدة، ويمكن بيع أحدهما لتوفير مساحة في خط الهجوم وتخفيض الرواتب.

لكن إقناع اللاعب البالغ من العمر 26 عامًا بالانتقال هو أمر مختلف تمامًا. فالفشل في التأهل لأي مسابقة أوروبية يضع مانشستر يونايتد في وضع غير مواتٍ للغاية، مما يعني أن هذه ليست مشكلة يمكن حلها بالمال.

بدلاً من ذلك، سيتعين عليهم الترويج لروعة “مسرح الأحلام”، ومنح أوسيمين الفرصة لتحقيق طموحه طوال مسيرته في أكبر نادٍ في إنجلترا، وربما يصبح منقذهم. في الواقع، ترددت شائعات أن أولد ترافورد هو وجهته المفضلة.

لعبة الانتظار

لكن على الرغم من حاجة آرسنال ومانشستر يونايتد الواضحة، لا يوجد أي خبر عن أوسيمين حتى الآن. هل ينتظر العملاقان الإنجليزيان؟ مع تزايد الشكوك حول جدوى انتقال سيسكو وجيوكيريس، قد يكون هذا هو الحال.

ذلك لأن شرط التحرير البالغ 75 مليون يورو الذي حدده نابولي للاعبه الراغب في الرحيل إلى أندية أجنبية ينتهي في غضون 9 أيام فقط، في 15 يوليو. وفي حين أن نابولي سيظل يائسًا للحصول على مبلغ كبير، فمن المرجح أن يقبل بعد ذلك التاريخ بمبلغ أقل من نادي لا يلعب في الدوري الإيطالي مقابل لاعبه السابق.

إذا كان لدى أي من الناديين أي حس سليم، فسيكون ذلك هو الوقت الذي نرى فيه الغريمين التقليديين آرسنال ومانشستر يونايتد يعودان بقوة إلى الصورة، حيث يسعى عملاقا الدوري الإنجليزي الممتاز إلى التعاقد مع لاعب بسعر مخفض قد يحدد مستقبلهما على المدى القصير والطويل.