“أريد حلًا”.. هذا لسان حال الإيطالي سيموني إنزاجي المدير الفني للهلال السعودي، قبل بداية الموسم الجديد.
60 يومًا تقريبًا مرت منذ أن تولى إنزاجي، قيادة الزعيم خلفًا للبرتغالي جورجي جيسوس، ومنذ اليوم الأول، بل ومن قبل وصوله، كان طلبه الأول، التعاقد مع مهاجم جديد لقيادة الخط الأمامي للفريق في الموسم المقبل.
ومع تبقي أقل من شهر على بداية منافسات الهلال الرسمية في الموسم الجديد، لا تزال نفس الأزمة قائمة، وهي أن “بطل الدوري السعودي التاريخي بدون مهاجم جديد”.
ميتروفيتش غير مناسب
إنزاجي كان واضحًا من البداية، فهو لا يريد أن يكون الصربي ألكسندر ميتروفيتش مهاجم فريقه، حيث يرى أنه غير مناسب للطريقة التي ينوي الاعتماد عليها.
الأمر لم يكن فنيًا فقط، فميتروفيتش عانى من الإصابة في منتصف الموسم الماضي، وهي الإصابة التي تكررت مع بداية كأس العالم للأندية، وأجبرت الهلال على ضم عبد الرزاق حمد الله مُعارًا قبل مباراة فلومينينسي في ربع النهائي.
إنزاجي اعتمد على البرازيلي ماركوس ليوناردو كمهاجم أساسي في المونديال، ورغم أنه كان هداف الفريق في المسابقة، لكنه أهدر أيضًا سلسلة من الفرص السهلة، كما اعتاد على ذلك.
وعلى أي حال، لن يكون بمقدور المدرب الإيطالي، الاعتماد على مهاجم واحد طوال الموسم، ومن ثم سيكون على الهلال، تلبية مطالبه، وجلب مهاجم جديد له.
10 محاولات فاشلة
الهلال بالفعل دخل في سلسلة من المحاولات مع عدة مهاجمين، كان أبرزهم النيجيري فيكتور أوسيمين، لكن اللاعب فضل في النهاية، الانتقال إلى جالطة سراي، الذي لعب له مُعارًا من نابولي في الموسم الماضي.
وكانت البداية من المغربي يوسف النصيري مهاجم فنربخشة، والسويدي فيكتور جيوكيريس مهاجم سبورتينج لشبونة، الذي انتقل إلى آرسنال.
ووضعت صحيفة “ليكيب” اسم الجابوني بيير إيميريك أوباميانج، من بين المرشحين لدعم الهلال بعد، رحيله عن القادسية، لكنه انتقل إلى مارسيليا.
الصحف الألمانية تحدثت أيضًا عن دخول الهلال في صفقة السلوفيني بينيامين سيسكو مهاجم لايبزيج، بعد ابتعاده عن آرسنال، لكن الأمور لم تتم.
كما كشفت الصحف الإيطالية، عن تواصل سيموني إنزاجي مع مويس كين مهاجم فيورنتينا، لإقناعه بالانتقال إلى الدوري السعودي، لكن الأمور لم تكتمل.
ومن الدوري الإيطالي أيضًا، ارتبط اسم “الزعيم” بالتعاقد مع الصربي دوسان فلاهوفيتش مهاجم يوفنتوس، والنيجيري أديمولا لوكمان مهاجم أتالانتا.
وأخيرًا كشفت تقارير صحفية عن رغبة الهلال، في التعاقد مع السويدي ألكسندر إيزاك مهاجم نيوكاسل، لكنه يفضل الانتقال إلى ليفربول.
نونيز.. حل أم أزمة؟
في النهاية، يتجه الهلال للتعاقد مع الأوروجوياني داروين نونيز مهاجم ليفربول، حيث تشير عدة تقارير صحفية إلى أنه بات المرشح الأول للانتقال إلى ملعب المملكة أرينا.
جماهير الهلال أطلقت العديد من الحملات، التي تطالب إدارة النادي، بالتراجع عن تلك الصفقة، في ظل مستويات نونيز السلبية مع ليفربول، لا سيما على صعيد إهدار الفرص السهلة.
في الواقع، فإن جماهير الهلال مُحقة تمامًا في رأيها، فاللاعب الأوروجوياني لن يمثل حلًا لأزمة الهلال في الشق الهجومي، بل إنه سيزيدها تعقيدًا.
لا يعرف طريق المرمى
نونيز انتقل إلى ليفربول، قادمًا من بنفيكا في صيف 2022، وسجل منذ ذلك الحين 40 هدفًا في مختلف المسابقات.
لكن الموسم الماضي كان الأسوأ للمهاجم الأوروجوياني، حيث سجل 7 أهداف فقط في 47 مباراة شارك فيها، فيما أهدر 17 فرصة محققة.
وبشكل عام، أهدر نونيز خلال فترته مع ليفربول، 93 فرصة محققة بحسب “سوفا سكور”، أي أكثر من ضعف عدد الأهداف التي سجلها.
وما يزيد الأمر تعقيدًا، هي طريقة الهلال التي يتبعها في التسجيل، والتي تعتمد بشكل أساسي على المهاجم، ثم على الجناح الأيسر سالم الدوسري.
وفي الموسم الماضي، سجل ليوناردو 29 هدفًا، فيما أحرز ميتروفيتش 28 هدفًا، رغم أنه غاب لأكثر من شهرين بسبب الإصابة، في الوقت الذي سجل فيه نونيز 7 أهداف فقط.
نونيز لم يسجل أكثر من 20 هدفًا في موسم واحد على مدار مسيرته الكروية سوى في موسم 2021-2022، الذي سجل فيه 34 هدفًا مع بنفيكا، وانتقل بعده إلى ليفربول.
هذا الانخفاض في معدل أهداف مهاجم الهلال الأساسي، سيضر الفريق بشكل كبير، وسيجعل الاعتماد الأكبر على سالم الدوسري الذي سجل 27 هدفًا في الموسم الماضي، مما يعني أن غيابه لأي سبب، سيمثل أزمة كبيرة.
تلك الصفقة ستنقل الهلال من مرحلة الخوف من غياب ميتروفيتش عن الملعب، إلى الخوف من وجود نونيز فيه، فبدلًا من أزمة غياب قناص الفرص، ستكون الأزمة في حضور مهدرها.