لم يهنأ جيانلويجي دوناروما بارتداء قميص باريس سان جيرمان منذ انضمامه لصفوف الفريق قبل 4 سنوات.
انضم دوناروما لصفوف سان جيرمان في صيف 2021 بصفقة انتقال حر قادما من ميلان الإيطالي الذي تدرج بين صفوف ناشئيه، وذلك بعد أسابيع قليلة من تألقه في تتويج منتخب بلاده بلقب يورو 2020 على حساب إنجلترا بركلات الترجيح في ملعب ويمبلي.
وبعد أشهر قليلة، فاز دوناروما بجائزة أفضل حارس مرمى في العالم بفضل إنجازه في اليورو.
هفوة وخيانة
ولكن الحارس الإيطالي الدولي عاش وسط ضغوط عصيبة وسط اتهامات عديدة بالخيانة طالته من المحسوبين على ناديه القديم ميلان، بداعي أنه ترك الفريق ورحل في لحظة فارقة، ولم يستفد النادي أيضا من أي مقابل مادي من بيعه.
بدأ دوناروما مغامرته في حديقة الأمراء تحت قيادة المدير الفني الأرجنتيني، ماوريسيو بوكيتينو، ولكن الإيطالي الدولي كان سببا في لحظة أليمة حيث تسبب في خطأ أمام كريم بنزيما، ساهم في عودة ريال مدريد بقوة ليفوز 3-1 في سانتياجو برنابيو، ويطيح بالعملاق الباريسي مبكرا من دور الثمانية لدوري الأبطال.
سياسة مزعجة
رحل بوكيتينو، وتولى المهمة بدلا منه الفرنسي كريستوف جالتييه في موسم 2022-2023 الذي خلص جيانلويجي دوناروما من صداع مزمن عاشه في موسمه الأول بقميص باريس.
أبدى دوناروما انزعاجه الشديد من سياسة التدوير التي طبقها بوكيتينو في حراسة المرمى بين الإيطالي وزميله الكوستاريكي، كيلور نافاس، قبل أن يتحول للحارس الأول والأوحد تحت قيادة جالتييه.
ولكن رحل المدرب الفرنسي بعد موسم واحد، ولم يكن الحارس الإيطالي مقنعا أو حاضرا في المناسبات الكبيرة بل ودع بي إس جي دوري أبطال أوروبا مبكرا من دور الـ16 بالخسارة ذهابا وإيابا أمام بايرن ميونخ.
صرامة إنريكي
جاء لويس إنريكي إلى باريس في صيف 2023، ومنذ هذه اللحظة سار دوناروما على الأشواك لعدة اعتبارات فنية وذهنية تتعلق بفلسفة المدرب الإسباني في الاعتماد على حارس مرمى يجيد بناء الهجمة بقدمه.
وفي نفس الوقت لا يعترف مدرب برشلونة ومنتخب إسبانيا السابق بالنجوم، بل يؤكد من حين لآخر أن “النجم هو الفريق”، ولا يوجد أي لاعب يضمن مكانه في التشكيل الأساسي مهما كان اسمه.
وترجم إنريكي مواقفه بشكل علني، حيث أحرج دوناروما بالانفعال عليه أمام الكاميرات في مباراة لوهافر بالدوري الفرنسي، وزاد الطين بلة بأخطاء ساذجة للحارس الإيطالي في اختبارات مؤثرة بمشوار الفريق بدوري الأبطال أمام نيوكاسل يونايتد وبرشلونة الإسباني، وأخيرا الخسارة أمام بوروسيا دورتموند ذهابا وإيابا في قبل النهائي عام 2024.
وفي أوائل الموسم الماضي 2024-2025، تجرأ المدرب الإسباني بوضع الحارس الإيطالي على مقاعد البدلاء لصالح زميله الروسي المغمور ماتفي سافونوف أكثر من مرة منها اختبار ثقيل أمام بايرن ميونخ في أليانز أرينا بعد أخطاء ساذجة من دوناروما في الخسارة أمام آرسنال بهدفين دون رد في ملعب الإمارات.
أدرك جيانلويجي دوناروما أنه تحت التهديد بالفعل، واستفزه كثيرا ما فعله لويس إنريكي، ليتطور مستوى الإيطالي الدولي في آخر ستة أشهر من الموسم الماضي، وأصبح ركيزة أساسية لا يمكن المساس بها، بعدما قدم أفضل مستوياته منذ وصوله إلى حديقة الأمراء.
لعب دوناروما دورا مؤثرا في تتويج باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه بفضل تصديات مؤثرة في اختبارات ثقيلة أمام ليفربول وأستون فيلا وآرسنال، وأخيرا إنتر ميلان في المباراة النهائية، ليبقى مرشحا رفقة 8 من زملائه في بي إس جي للفوز بجائزة الكرة الذهبية.
مصير غامض
ولكن لم يهنأ “جيانلويجي” بهذا التوهج، بل عانى مجددا، ودخل في أزمة جديدة، حيث لم يجد التقدير المناسب من الإدارة الباريسية، بعدما أعلن مرارا وتكرارا بأنه يريد الاستمرار مع باريس، ولكن في خلف الكواليس تمسك حارس مرمى منتخب إيطاليا بشروط تمديد تعاقده الذي سينتهي في صيف العام المقبل.
ومع بداية الاستعداد للموسم الجديد، تلقى دوناروما ضربة مؤلمة، تؤكد أنه بات خارج حسابات إنريكي، بعدما أعلن النادي عن التعاقد مع لوكاس شوفالييه حارس مرمى ليل والخيار الثاني في منتخب فرنسا.
وخرج جيانلويجي دوناروما من قائمة فريقه في مباراة السوبر الأوروبي أمام توتنهام، ليواجه الحارس الإيطالي مصيرا غامضا، يدفعه إما للرحيل هذا الصيف أو خطر التهديد بتجميده على مقاعد البدلاء قبل عام حاسم في مسيرة مع المنتخب الإيطالي الساعي للتأهل لكأس العالم 2026 بعد غيابه عن مونديالي 2018 و2022.
فهل يفلت دوناروما بجلده وينعش مسيرته قبل عام المونديال، ويلبي رغبة إدارة النادي الفرنسي في تحقيق استفادة مالية من بيعه، أم يبقى جوهرة تقاوم الصدأ في باريس؟
