من “النحل” إلى “الشياطين”.. مبيومو يبحث عن اللدغة القاتلة – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

من “النحل” إلى “الشياطين”.. مبيومو يبحث عن اللدغة القاتلة

حين دفع مانشستر يونايتد 71 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع المهاجم الكاميروني بريان مبيومو من برينتفورد، كان واضحًا أن إدارة النادي قررت وضع ثقتها الكاملة في لاعب يعرف دهاليز الدوري الإنجليزي الممتاز.

ومع ذلك، فإن الصفقة التي رآها كثيرون مثالية تحمل في طياتها تحديًا ضخمًا: هل يتمكن مبيومو من تكرار أرقامه التهديفية المذهلة مع “النحل” بقميص “الشياطين الحمر”، أم ينتهي به الحال كخسارة جديدة في سلسلة الصفقات الفاشلة بأولد ترافورد؟

من الناحية الرقمية البحتة، بدا مبيومو وكأنه بدأ مشواره مع يونايتد بشكل متواضع، إذ سجل هدفًا واحدًا فقط في أول 5 مباريات. مقارنةً بالموسم الماضي مع برينتفورد، حين سجل 4 أهداف في نفس المرحلة، تبدو الإحصاءات متراجعة. لكن الصورة الكاملة أكثر تعقيدًا.

اسأل أي مشجع ليونايتد عن اللاعب الأبرز في بداية الموسم، وستجد اسم مبيومو حاضرًا في معظم الإجابات. السبب ليس عدد الأهداف، بل ما أضافه من سرعة، قوة، وحيوية هجومية كانت غائبة عن الفريق.

في المباراة الافتتاحية أمام آرسنال، شكّل مع ماتيوس كونيا ثنائيًا أربك دفاعات “المدفعجية”. وفي الانتصار الصعب على بيرنلي، كان مصدر الخطر الأول، ليحصد جائزة لاعب الشهر في أغسطس داخل النادي. حتى في المباريات التي لم يسجل فيها، مثل الفوز على تشيلسي، كان الأكثر تأثيرًا بتحركاته وضغطه المستمر.

سلاح الاستنزاف

أكثر ما يميز مبيومو هو قدرته على إرهاق دفاعات الخصوم. إحصائيًا، يسدد في المتوسط 3 تسديدات في المباراة، ما يعكس طبيعته الهجومية المستمرة. الاستثناء الوحيد كان أمام فولهام حيث ظهر بعيدًا عن مستواه.

مدربه السابق في برينتفورد، توماس فرانك، وصفه عام 2023 قائلاً: “معدل عمله لا يُصدق، لا ترى الكثير من الأجنحة التي تضحي بهذا الشكل. إنه لاعب يبحث عن الكرة باستمرار ويُحدث الفارق”.

المدرب الحالي لليونايتد روبن أموريم لمس هذا التأثير أيضًا. عقب الفوز على بيرنلي حين سجل مبيومو هدفه الوحيد حتى الآن، قال: “من المذهل كيف يُنهك الخصم بضغطه وتحركاته. وجوده يجعلنا فريقًا مختلفًا”.

الجماهير في أولد ترافورد بدورها تفاعلت مع هذا الحماس، إذ باتت تهتف مع كل كرة يضغط فيها، حتى لو لم تنته بهدف.

مباراة تشيلسي.. قمة التأثير

تجلّت خطورة مبيومو بشكل واضح أمام تشيلسي. ففي لقطة سريعة استغل تمريرة بنجامين سيسكو، لينفرد بروبرت سانشيز ويجبره على ارتكاب خطأ أدى إلى طرده المبكر، ما غيّر ملامح اللقاء تمامًا.

قبلها بدقائق، كان قد أجبر الحارس الإسباني على التصدي لرأسية خطيرة. ركضه المتواصل أنهك دفاع “البلوز”، ليخرج وسط تصفيق الجماهير، مع مصافحة حارة من أموريم على المجهود الكبير.

حتى قائد الفريق برونو فرنانديز أشاد بدوره قائلاً: “حصلنا على الأفضلية لأننا بدأنا بقوة. مبيومو يركض بلا توقف، وهذا يفتح المجال أمامنا جميعًا”.

شراكة واعدة مع سيسكو

رغم أن المهاجم السلوفيني سيسكو لا يزال في طور التأقلم، إلا أن إشارات إيجابية ظهرت بالفعل حول إمكانية تكوين شراكة قوية مع مبيومو. هذا الثنائي قد يكون مفتاح يونايتد لاستعادة القوة الهجومية المفقودة منذ رحيل روبن فان بيرسي.

إذا تمكن سيسكو من تثبيت أقدامه، فإن انسجامه مع مبيومو قد يُعيد للأذهان ثنائيات يونايتد الهجومية التاريخية، خاصة أن الكاميروني سبق أن تألق في شراكات ناجحة مع زملائه السابقين في برينتفورد، مثل إيفان توني ويوان ويسا.

وفي مسيرته مع برينتفورد، أثبت مبيومو أنه لاعب يزدهر حين يُحيط به فريق متكامل. لعب بجوار أولي واتكينز وسعيد بن رحمة في بداياته، ثم شكل مع توني ثنائيًا ذهب ببرينتفورد إلى البريميرليج.

لاحقًا، كتب مع ويسا واحدة من أنجح الشراكات في تاريخ النادي الحديث، بإسهام مشترك في أكثر من 80 هدفًا خلال موسمين.

مبيومو نفسه اعترف: “أحتاج دائمًا إلى الدعم والحب لأُخرج أفضل ما عندي. كنت محظوظًا بوجود ويسا الذي كان يدفعني دائمًا للأمام”.

اليوم، يحتاج نفس الدعم في مانشستر، سواء من زملائه أو جماهيره، ليحافظ على المستوى الذي ينتظره النادي.

شخصية مختلفة.. وشبح الصفقات الفاشلة

خارج الملعب، يُعرف مبيومو بطباع هادئة وشخصية متزنة. يهوى لعب الشطرنج والعزف على البيانو، ما يعكس ذكاءه وتركيزه. زملاؤه في يونايتد وصفوه بأنه “متواضع ومضحك حين تنكسر حواجز التعارف”.

كوبي ماينو قال عنه: “سريع، قوي، ولمسته رائعة”، بينما أوجارتي وصفه بكلمة واحدة متكررة: “قوي جدًا”، لكن رغم هذا المديح، يبقى التحدي الأكبر هو تحويل كل هذا الجهد إلى أرقام على لوحة النتائج.

لكن تاريخ يونايتد الحديث مليء بأمثلة مهاجمين باهظي الثمن فشلوا في إثبات جدارتهم:

جادون سانشو: انتقل مقابل 74 مليون جنيه، لكنه أنهى موسمه الأول بثلاثة أهداف فقط.

راسموس هوجلوند: احتاج نصف موسم ليسجل هدفه الأول، ثم انتهى به المطاف معارًا لنابولي.

أنتوني: بدأ بثلاثة أهداف سريعة، لكن سرعان ما تراجع مستواه ليُباع إلى ريال بيتيس بخسارة فادحة.

الفارق أن مبيومو يمتلك خبرة البريميرليج، بعكس هؤلاء، ما يمنحه ميزة مهمة. لكنه لا يستطيع الركون إليها طويلًا؛ فالجماهير والإعلام في أولد ترافورد لا يرحمون.

اختبار العاطفة أمام برينتفورد

غدا السبت يحمل نكهة خاصة. سيعود مبيومو إلى ملعب فريقه السابق برينتفورد للمرة الأولى بقميص يونايتد. مباراة مشحونة بالعاطفة، لكنها أيضًا فرصة مثالية لاستعادة لمسته التهديفية، أمام دفاع ضعيف استقبل 10 أهداف في 5 مباريات.

برينتفورد يعاني منذ رحيل فرانك ومجموعة من أبرز نجومه، وهو مهدد بالفعل بالهبوط. بالنسبة لمبيومو، ستكون المواجهة فرصة لمعاقبة فريقه السابق، وتذكير جماهير يونايتد بسبب التعاقد معه.

والجماهير في أولد ترافورد تحب ما تراه من مبيومو حتى الآن، لكن حبها هذا مشروط بالمزيد من الأهداف. هدف أو اثنان في مرمى فريقه السابق قد يفتحان الباب أمام موسم ناجح، ويبعدانه عن شبح الفشل الذي لاحق أسماء كبيرة قبله.

حين تحدث عن انتقاله قال: “كان أول قميص ارتديته يحمل صورة رونالدو مع يونايتد. بالنسبة لي، هذا أعظم نادٍ في العالم”.. الآن، باتت أمامه فرصة لإثبات أن حلم الطفولة هذا لم يكن مجرد صدفة، بل بداية لرحلة يريد أن تُكتب في تاريخ النادي.

التصنيفات: الدوري الانجليزي,عاجل