أين تكمن المشكلة .. لماذا أصبح مانشستر يونايتد رمزًا للفشل؟ – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

أين تكمن المشكلة .. لماذا أصبح مانشستر يونايتد رمزًا للفشل؟

منذ اعتزال المدرب الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرجسون في مايو/أيار 2013، بعد 27 عامًا مليئة بالألقاب تحول مانشستر يونايتد من النادي الأكثر سيطرة في إنجلترا إلى رمز للفشل المزمن.

اليوم، في سبتمبر/أيلول 2025، يجلس الفريق في منتصف الجدول، يعاني من هزائم متتالية، ويواجه ضغوطًا متزايدة لطرد مدربه البرتغالي روبن أموريم بعد توالي الانتكاسات.

وبات السؤال الذي يطرح نفسه: هل المشكلة تكمن في المدربين المتعاقبين، أم أن الأمر أعمق من ذلك بكثير.. ويبدو أن الأمر كذلك حيث أصبح الأمر ثقافة فشل متجذرة في الإدارة والتوظيف.

فشل متوالي

بعد أليكس فيرجسون، الذي بنى إمبراطورية مبنية على الاستقرار والثقة، تعاقب على مقعد التدريب 7 مدربين رئيسيين، جميعهم من الأسماء اللامعة في عالم كرة القدم، لكنهم فشلوا جميعًا في إعادة اليونايتد إلى عرشه.

بدأ الأمر بديفيد مويس، الذي جاء من إيفرتون كخليفة “مختار” من فيرجسون نفسه، لكنه احتل المركز السابع في موسم 2013-2014، محققًا أسوأ أداء لليونايتد منذ عقود، مما أدى إلى إقالته بعد 10 أشهر فقط.

وتلاه لويس فان جال، الفائز بدوري أبطال أوروبا مع أياكس، والذي أنفق 250 مليون جنيه إسترليني على الانتقالات، لكنه حقق كأس الاتحاد الإنجليزي كإنجاز وحيد قبل طرده في 2016.

وجاء من بعد فان جال، جوزيه مورينيو، الذي فاز بلقب الدوري مع تشيلسي وكذلك مع ريال مدريد، ودوري الأبطال مع إنتر ميلان، وأعاد الفريق إلى دوري الأبطال، لكنه انهار تحت ضغط الجماهير، محققًا المركز السادس في 2018 بعد مشاكل داخلية، خاصة مع النجم الفرنسي بول بوجبا.

ثم تولى الدفة النجم التاريخي لمانشستر يونايتد، أولي جونار سولشاير، وأعاد بعض الروح في 2018، لكنه فشل في بناء فريق متماسك، ليأتي من بعده الألماني الشهير رالف رانجنيك، كمدرب مؤقت في 2021، وغادر في 2022 تاركًا الفريق في المركز السادس.

وذهب النادي مرة أخرى للمدرسة الهولندية، بالتعاقد مع إريك تين هاج، الذي بنى أياكس كقوة أوروبية، لكنه فاز فقط بكأس الاتحاد في 2024، لكنه انهار في موسم 2024-2025، محققًا المركز الثامن، قبل طرده في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

وأخيرًا، تولى روبن أموريم، الشاب البرتغالي الذي أبهر الجميع في سبورتينج لشبونة بلقب الدوري بعد 19 عامًا، وجاء في 2024 كـ”المنقذ”.

لكنه يواجه الآن ضغوطًا هائلة؛ بعد هزيمة 3-1 أمام برينتفورد في سبتمبر 2025، أصبح الفريق في المركز الـ12، مع إحصائيات هي الأسوأ في تاريخ اليونايتد.

راتكليف.. قشة إنقاذ لم تسعف اليونايتد

في ديسمبر/كانون الأول 2023، اشترى جيم راتكليف، الملياردير البريطاني ورئيس إينيوس، 27.7% من النادي مقابل 1.25 مليار جنيه، ما جعله مسيطرًا على العمليات الرياضية.

كان الهدف إنقاذ النادي من ديون تجاوزت المليار جنيه، وإعادة بناء الهيكل.

أنفق راتكليف أكثر من 238 مليون جنيه في 2024 وحدها، بالإضافة إلى 239 مليون في 2025، لكن النتائج جاءت كارثية.

وبلغ الإنفاق الإجمالي على الانتقالات 1.5 مليار جنيه منذ 2013، لكن بدون لقب دوري منذ 2013.

الإدارة الجديدة، بقيادة عمر براردا كمدير تنفيذي ودان آشوورث كمدير رياضي، أخطأت في قرارات مثل التمسك بتين هاج بعد موسم 2023-2024 الفاشل، وتعيين أموريم دون إعادة هيكلة الفريق لأسلوبه الدفاعي الثلاثي.

وأصبحت النتيجة: ثقافة “الفشل المقبول”، حيث يحتفظ اللاعبون بأماكنهم رغم الأداء السيء، والإدارة تركز على الإيرادات أكثر من النجاح الرياضي.

نجوم تذبل في مسرح الأحلام وتستعيد البريق خارجه

استقدم اليونايتد أكثر من 50 لاعبًا كبيرًا منذ 2013، بتكلفة هائلة، لكن معظمهم فشل، وأبرزهم حققوا نجاحات خارج أولد ترافورد.

أنخيل دي ماريا، الذي كلف 60 مليون جنيه، غادر بعد موسم واحد إلى باريس سان جيرمان حيث فاز بألقاب عديدة.

هاري ماجواير، الذي دفع فيه اليونايتد 80 مليون باوند، أصبح رمزًا للفشل، وجادون سانشو، الذي كلف 73 مليون، انهار نفسيًا في مانشستر لكنه استعاد بريقه في دورتموند.

البرازيلي أنتوني، الذي اشتراه النادي بـ86 مليون، فشل تمامًا، بينما كريستيانو رونالدو عاد كبطل لكنه غادر في صراع مع تين هاج، محققًا إنجازات في النصر السعودي.

أين تكمن المشكلة

يرى الكثير من المحللين، أن مشكلة مانشستر يونايتد ليست في المدرب؛ بل إنها في غياب الهيكل الإداري القوي، وسياسة الانتقالات الفاشلة، وثقافة التسامح مع الفشل.

منذ فيرجسون، خسر النادي أكثر من 150 مباراة في الدوري، وأنفق مليارات دون عودة إلى القمة، ونجح راتكليف في إنقاذ النادي ماليًا، لكن النادي في حاجة إلى ثورة تطهير الإدارة، لأنه إذا استمر الوضع، سيظل اليونايتد مثالًا لعملاق ذهب في طي النسيان.

التصنيفات: الدوري الانجليزي,عاجل