تلقى نادي مانشستر سيتي ضربة موجعة مساء اليوم الأحد، بعد إصابة نجم خط وسطه الإسباني رودري خلال الشوط الأول من مواجهة الفريق أمام برينتفورد، ضمن الجولة السابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز.
وغادر رودري أرض الملعب في الدقيقة 21 بعدما بدا مشتكيا من ركبته، ليحل مكانه نيكو جونزاليس.
وليس معلوما بعد ما إذا كانت الإصابة خطيرة أم لا، بيد أن معالم وجه رودري عند خروجه من الملعب، لم تبد مطمئنة.
ومن المتوقع أن يخضع رودري لفحوص طبية دقيقة خلال الساعات المقبلة لتحديد مدى خطورة الإصابة وفترة غيابه المحتملة، لكن المؤشرات الأولية لا تبدو مطمئنة، خصوصًا بالنظر إلى تاريخه مع الإصابات العضلية والركبة خلال العام الماضي.
الإصابة الحالية أعادت إلى الأذهان كابوس الموسم الماضي، حين غاب رودري تقريبًا عن الموسم بأكمله بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي وتمزق في الغضروف.
ذلك الغياب كان من أبرز أسباب تراجع مستوى الفريق في منتصف الموسم، حيث فقد السيتي آنذاك توازنه في خط الوسط بشكل واضح، وتراجعت سيطرته في كثير من المباريات، خصوصًا أمام الفرق التي تعتمد على التحولات السريعة والهجمات المرتدة.
في تلك الفترة، جرب جوارديولا حلولًا مختلفة لتعويض غيابه، منها إشراك ماتيوس نونيز وإلكاي جوندوجان وماتيو كوفاسيتش، لكن أياً منهم لم يتمكن من أداء الدور نفسه الذي يتميز به رودري: الجمع بين القوة الدفاعية والهدوء في بناء اللعب من الخلف.
فمنذ قدومه إلى مانشستر سيتي العام 2019، أصبح رودري بمثابة “العقل المفكر” داخل الملعب، اللاعب الذي تنطلق منه التمريرات الأولى في كل هجمة، والذي يوقف كل هجوم مضاد من الخصوم.
وفي غيابه الموسم الماضي، خسر الفريق نقاطًا حاسمة في سباق الدوري، وتراجعت نسبة الاستحواذ في بعض المباريات إلى أقل من 60%، وهو رقم نادر في عهد جوارديولا.
المدرب الإسباني الذي يعتمد على رودري كقلب المنظومة الدفاعية والهجومية في آنٍ واحد، يدرك أن فقدانه مرة أخرى يعني إعادة التفكير في شكل الفريق بالكامل.
وفي حال غاب رودري لعدة أسابيع، قد يضطر مانشستر سيتي لتغيير نظام اللعب من 4-1-4-1، إلى 4-2-3-1، بإضافة لاعب وسط ثانٍ بجوار نيكو جونزاليس لتخفيف الضغط في وسط الميدان، أو حتى استخدام جون ستونز في دور “الارتكاز المؤقت” كما فعل في الموسمين الماضيين.
تأثير قوي
إحصائيًا، لا يمكن التقليل من أهمية اللاعب الإسباني. في الموسم الماضي، ومع مشاركته المحدودة بسبب الإصابة، تراجعت نسبة الفوز في مباريات مانشستر سيتي من 78% إلى 61%، كما انخفض متوسط التمريرات الطويلة الناجحة من 13 إلى 7 في المباراة، وهي أرقام تعكس مدى تأثيره في بناء الهجمة من الخط الخلفي.
كما أن رودري يُعد أكثر لاعبي الفريق استرجاعًا للكرة، وأكثر من يقوم بتمريرات صحيحة نحو الثلث الهجومي، ما يجعله حلقة الوصل الرئيسية بين الدفاع والهجوم.
غيابه لا يؤثر فقط على التوازن الدفاعي، بل على قدرة الفريق في الخروج بالكرة تحت الضغط، خاصة أمام فرق مثل أرسنال وليفربول التي تجيد الضغط العالي.
كل الأمل في أن تكون الإصابة بسيطة، بحيث يحتاج لراحة أسبوعين، خصوصًا أن فترة التوقف الدولية تنطلق غدًا الإثنين، ما يعني أن مانشستر سيتي لن يخوض أي مباراة لمدة 14 يوما.
ومع جدول مزدحم بعد فترة التوقف الدولية، يتضمن مباريات الدوري ودوري الأبطال، تبدو الحاجة ماسة لبديل جاهز، وهو ما لا يتوافر بسهولة في تشكيلة جوارديولا الحالية.
القلق يعود مجددا
وبعد إصابة أبعدته عن الملاعب طوال معظم فترات الموسم الماضي، عاد رودري إلى المشاركة من جديد، وسط ثقة كبيرة من مدربه جوارديولا الذي أكد أنه على يقين بأن لاعب الوسط سيستعيد مستواه تدريجيًا، ليعود إلى تقديم الأداء العالي الذي اعتاد عليه.
المدرب الإسباني أعرب يوم الجمعة الماضي، عن تفاؤله بأن رودري سيكون في أفضل حالاته مع منتخب إسبانيا خلال كأس العالم 2026، متوقعًا أن يظهر خلال البطولة بكامل قدراته الفنية والبدنية. كما أشار جوارديولا إلى أن الموسم المقبل سيشهد النسخة الأفضل من اللاعب، في حين سيكون الموسم الحالي مرحلة إعادة تأهيل تدريجية من أجل الوصول إلى قمة الجاهزية.
وقال جوارديولا: “رودري سيكون جيدًا في كأس العالم 2026 مع إسبانيا، والموسم المقبل سيكون أفضل نسخة من رودري. هذا الموسم يعتمد على مدى قدرته على التكيّف، خطوة بخطوة، وهذا أمر طبيعي. لقد قضى عامًا كاملًا على طاولة العلاج، والجسد يتغير، والإيقاع يتغير”.
لكن الإصابة الاخيرة، تعيد اللاعب الإسباني إلى دائرة الشكوك، في وقت تزداد فيه لامنافسة على أماكن خط الوسط في المنتخب الإسباني، بوجود لاعبين أمثال مارتن زوبيميندي وفابيان رويز وأليكس باينا.
وحتى الآن هذا الموسم، خاض رودري ست مباريات بقميص مانشستر سيتي في مختلف المسابقات، إلى جانب مشاركتين دوليتين مع المنتخب الإسباني.