بدأ العد التنازلي لانطلاق الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026، والذي يمثل فرصة ذهبية أمام المنتخب السعودي لاستعادة بريقه العالمي والعودة للمشاركة في المونديال بعد الإخفاق في التأهل المباشر عن مجموعته في المرحلة الثالثة من التصفيات.
وحلّ “الأخضر” ثالثًا في المجموعة الثالثة بالمرحلة الحاسمة من التصفيات الآسيوية، لينتقل إلى الملحق الآسيوي، حيث سيواجه منتخبي إندونيسيا غدًا الأربعاء والعراق يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ضمن المجموعة الثانية التي تضم المنتخبات الثلاثة.
ويتأهل متصدر هذه المجموعة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، بينما يخوض الوصيف مواجهة فاصلة من ذهاب وإياب أمام وصيف المجموعة الأولى التي تضم قطر، الإمارات، وعمان، لتحديد هوية المتأهل إلى الملحق العالمي المؤهل للمونديال.
ويستهل المنتخب السعودي مشواره في الملحق بمواجهة إندونيسيا على ملعب الإنماء مساء الأربعاء، في لقاء لا يقبل أنصاف الحلول، إذ يدرك اللاعبون أهمية الانطلاقة القوية لتعزيز الحظوظ قبل موقعة العراق المنتظرة.
ورغم أن الترشيحات تصب في صالح “الأخضر” تاريخيًا وفنيًا، إلا أن مواجهة إندونيسيا لا تبدو سهلة إطلاقًا، لاسيما بعد النتيجتين السلبيتين اللتين شهدتهما المواجهات الأخيرة بين الطرفين، إذ تعادل المنتخب السعودي (1-1) في جدة، قبل أن يخسر (2-0) في جاكرتا، ما يمنح المنتخب الإندونيسي دافعًا معنويًا قويًا لمحاولة تكرار المفاجأة.
يدخل المنتخب السعودي الملحق مدفوعًا بخبرة طويلة في التصفيات القارية وتجارب متعددة في طريق المونديال، إذ سبق له الظهور في 6 نسخ سابقة كان آخرها مونديال قطر 2022، حيث حقق انتصارًا تاريخيًا على الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي في واحدة من أبرز مفاجآت البطولة.
تفوق تاريخي سعودي.. ونسخة إندونيسية مختلفة
في سجل المواجهات المباشرة، يمتلك الأخضر أفضلية ساحقة أمام نظيره الإندونيسي، بعدما التقى المنتخبان 16 مرة بين رسمية وودية، فاز خلالها المنتخب السعودي 12 مرة، مقابل 3 تعادلات وخسارة واحدة فقط. ورغم هذا التفوق التاريخي، فإن المنتخب الإندونيسي الحالي يختلف تمامًا عن النسخ السابقة، بفضل طفرة كبيرة على صعيد الاحتراف الخارجي وتنوع الجنسيات المزدوجة داخل قائمته.
صراع الأموال.. تفوق سعودي طفيف
بحسب موقع “ترانسفير ماركت” العالمي المتخصص في أرقام كرة القدم، يتفوق المنتخب السعودي بفارق طفيف على نظيره الإندونيسي في صراع “القيمة السوقية”، إذ تبلغ قيمة الأخضر 30.60 مليون يورو، مقابل 29.45 مليون يورو للمنتخب الإندونيسي.
يدخل المنتخب السعودي موقعة الملحق الآسيوي مدعومًا بمجموعة من الأسماء البارزة التي تُعد الأغلى في قائمته من حيث القيمة السوقية.
في مقدمة القائمة، يبرز فراس البريكان، مهاجم الأهلي، الذي يُعد الأعلى قيمة بين زملائه بـ 4.5 مليون يورو، ويليه مصعب الجوير، نجم وسط القادسية الصاعد، بقيمة سوقية تبلغ 4 ملايين يورو، حيث يُعد من أبرز الوجوه الواعدة في الكرة السعودية.
أما سعود عبد الحميد، ظهير أيمن نادي لانس الفرنسي، فيأتي ثالثًا بقيمة 3 ملايين يورو، كأحد أبرز المحترفين السعوديين في أوروبا حاليًا.
وفي قلب الدفاع، يبرز اسم حسان تمبكتي، مدافع الهلال، بقيمة سوقية تبلغ 1.6 مليون يورو، بفضل صلابته الدفاعية.
ويكمل القائمة القائد المخضرم سالم الدوسري، نجم الهلال، الذي تُقدّر قيمته بـ 1.5 مليون يورو، ويعد أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا وخبرة في تشكيلة الأخضر، إذ يمثل عنصر الحسم في المواجهات الكبرى بفضل شخصيته القيادية وقدرته على التسجيل في الأوقات الحرجة، حيث قاد الأخضر سابقًا للتفوق على الأرجنتين في مونديال قطر 2022.
النجوم الأغلى في صفوف إندونيسيا
على الجانب الآخر، يعتمد المنتخب الإندونيسي على مجموعة من الأسماء الكبيرة التي تمزج بين الخبرة الأوروبية، حيث يتصدر القائمة جاي إيدزيس، مدافع نادي ساسولو الإيطالي، بقيمة 7.5 مليون يورو.
ويليه كيفن ديكس، مدافع بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني، بقيمة 5 ملايين يورو، ثم كالڤن فيردونك، الظهير الأيسر لنادي ليل الفرنسي، بقيمة 2.5 مليون يورو.
كما يضم المنتخب الإندونيسي بين صفوفه الحارس مارتن بايس، حامي عرين دالاس الأمريكي، بقيمة 1.8 مليون يورو، ويكمل القائمة المدافع دين جيمس، لاعب غو أهيد إيغلز الهولندي، بالقيمة نفسها.
صراع الملايين في جدة
بكل المقاييس، ستكون مواجهة السعودية وإندونيسيا مواجهة “مليونية” مشتعلة، تجمع بين تاريخ الأخضر العريق وطموح إندونيسيا، في صراع لا يقتصر على النقاط فحسب، بل يمتد إلى “حرب أرقام” تعكس مدى تطور كرة القدم الآسيوية.
وفي وقت يسعى فيه السعوديون لتأكيد مكانتهم كقوة قارية معتادة على التواجد في المونديال، يطمح الإندونيسيون لكتابة فصل جديد في تاريخهم الكروي، مدفوعين بقائمة من النجوم الوافدين من أوروبا.
