على شواطئ البحر العربي حيث تتعانق أمواج المحيط مع أساطير الماضي وتتنفس المكلا عبق التاريخ والأصالة تكتب اليوم أروع ملاحم التحدي والإصرار. إنها قصة نادي تضامن حضرموت، الذي انطلق من عروس البحر العربي ليكون خير سفير للمحافظة في محافل الخليج حاملاً في قلبه عزيمة أبناء الساحل وفي خطاه إرادة لا تعرف التراجع.
لم تكن الرحلة مجرد مشاركة عابرة في بطولة كأس الخليج للأندية بل كانت مشروعاً وطنياً يحمل توقيع أبناء المكلا حلماً جماعياً صنعته أيادي ترفض إلا أن تكون في المقدمة. لقد أدرك القائمون على هذا الصرح أن طريق المجد مف معبد بالإعداد المتقن فجاءت التعاقدات بحكمة ودراية اختياراً دقيقاً لعقول فنية طموحة وقلوب لاعبة تؤمن بأن شرف تمثيل حضرموت يستحق كل بذل وتضحية.
ولأن التفاصيل هي لغز التميز امتطى الفريق طائرات شركة النقل الراعية لتبدأ رحلة الاحترافية من عتبة الديار. ثم حلق الحلم إلى معسكرات الإعداد في جدة حيث المجد الرياضي يتنفس وفي الدوحة حيث تتجه أنظار العالم الرياضي ليصهر الفريق إرادته في بوتقة التحضير والاستعداد.
ولم تكن المباريات الودية مجرد تقليد روتيني بل كانت معامل إعداد حقيقية وورش عمل لصقل المهارات وبناء الروح القتالية. وفي لمسة وفاء تليق بجماهير المكلا الأبية نصبت الشاشات العملاقة في مقر النادي ليجتمع عشاق الفريق تلهج ألسنتهم بالدعاء وتهتز قلوبهم مع كل كرة مؤكدين أن اللاعبين على الأرض ما هم إلا طليعة جيش مؤمن بحلمه.
ولتكتمل هيبة البطل جاءت الهوية البصرية للنادي تحمل توقيع شركة عالمية لترتدي المكلا حلة العزة والكرامة. ولم تكن هذه القمصان مجرد زي بل تحولت إلى رايات ترفرف في كل مكان ليكون بيعها مورداً يغذي الحلم وشاهداً على التفاف الجماهير حول مشروعها الوطني.
ولا يمكن أن تمر هذه الملحمة دون إشادة بالطاقم الإعلامي الذي كان خير ناقل للحدث يصوغ كلمات الإنجاز بأنامل مبدعة ويقدم العمل باحترافية تليق باسم المكلا وحضرموت محولاً كل خبر إلى قصة وكل مباراة إلى ملحمة ساهماً في نسج الذاكرة الجميلة لهذه الرحلة.
ها هو تضامن حضرموت يخوض بألوانه الزرقاء معركة تتجاوز أرض الملعب إنها معركة إثبات الوجود وتغيير الصورة وإعادة الأمل إلى نفوس أبناء هذه المدينة العريقة. إنها رحلة كأس الخليج لكنها في جوهرها رحلة كأس الإرادة كأس الفخر وكأس التحدي الذي يقول للجميع: من المكلا نبدأ وإلى المجد نسير.
فليكتب التاريخ أن من هذه المدينة الباسلة انطلقت أقوى الرسائل وأن من تحت سمائها تشكل فريق حمل في قلبه عراقة التاريخ وفي قدميه سرعة الحاضر وفي عينيه بريق المستقبل.



