بالأرقام .. آرسنال في طريقه لتحقيق حلم دام 21 عامًا – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

بالأرقام .. آرسنال في طريقه لتحقيق حلم دام 21 عامًا

يبدو أن آرسنال يسير بخطى ثابتة نحو التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، في موسم بدأ ممهدًا ليكون نسخة جديدة من حقبة “اللا هزيمة” بقيادة آرسين فينجر.

فريق المدرب ميكيل أرتيتا، يتصدر جدول الترتيب بفارق أربع نقاط كاملة، ولا يبدو أنه اضطر لبذل أقصى ما لديه حتى الآن، حيث يقدم الفريق، أداء متوازنا يجمع بين الصلابة الدفاعية والفاعلية الهجومية، ليبدو منافسوه وكأنهم عاجزون عن مجاراتهم في الصدارة.

الرقم اللافت هذا الموسم، هو أن شباك آرسنال لم تهنز سوى من إيرلينج هالاند في اللعب المفتوح خلال مباريات الدوري الإنجليزي، وهو ما يعكس الانضباط التكتيكي العالي الذي يتمتع به الفريق اللندني.

ويحتل آرسنال، المركز الأول، متفوقًا على بورنموث المفاجأة الكبرى هذا الموسم، والذي يأتي في المركز الثاني بفارق أربع نقاط، بينما يتقدم بفارق 5 نقاط على توتنهام، وسندرلاند الصاعد حديثًا والمفاجئ بمستواه المثير.

أما ليفربول حامل اللقب، فيعيش فترة صعبة للغاية بعدما تراجع بفارق 7 نقاط عن الصدارة، إثر خسارته 4 مباريات متتالية، بجانب خروجه من كأس الرابطة الإنجليزية أمام كريستال بالاس، بتشكيلة شهدت تغييرات عديدة.

وفي المقابل، تعثر مانشستر سيتي حامل الثلاثية التاريخية السابقة، بالخسارة أمام أستون فيلا بهدف دون رد، ليبتعد بفارق 6 نقاط عن المتصدر.

أرقام تدعم طموح آرسنال

في الموسم الماضي، حسم ليفربول اللقب برصيد 84 نقطة، بينما اكتفى آرسنال بحصد 74 نقطة في المركز الثاني، لكن هذا الموسم يسير رجال المدرب أرتيتا بمعدل أعلى بكثير، إذ جمعوا 22 نقطة من أصل 27 ممكنة في تسع مباريات، مما يعني أنهم يسيرون نحو حصد 90 نقطة بنهاية الموسم إذا حافظوا على الوتيرة الحالية.

ووفقًا لتحليلات شبكة “أوبتا”، فإن آرسنال مرشح لإنهاء الموسم بحصد 80 نقطة، متفوقًا بفارق 11 نقطة كاملة عن ليفربول ومانشستر سيتي (69 نقطة لكل منهما).

ولو تحقق هذا السيناريو، فإن الفوز باللقب قد يتطلب فقط 70 نقطة، وهو أقل معدل في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز منذ انطلاقه عام 1992.

يُذكر أن مانشستر يونايتد هو صاحب أدنى رصيد نقاط لفريق متوج بلقب الدوري الإنجليزي، حين فاز في موسم 1996-1997 بحصد 75 نقطة فقط.

أما إحصاءات “سكاي سبورتس” فتمنح آرسنال، فرصة بنسبة 66% للفوز باللقب، متقدما بفارق هائل على مانشستر سيتي (12%) وليفربول (11%)، مما يعكس ثقة المحللين في استقرار الفريق اللندني وصلابته.

دفاع حديدي

السر الحقيقي وراء هذا التفوق، هو الدفاع الصلب الذي بناه المدرب ميكيل أرتيتا بعناية.

الثنائي ويليام ساليبا وجابرييل ماجالهاييس، يقودان الخط الخلفي بتناغم مثالي، مما جعل الفريق يتلقى 3 أهداف فقط في 9 مباريات، وهو معدل قياسي قد يضعهم على الطريق لتحقيق أفضل رقم دفاعي في تاريخ المسابقة.

فإذا واصل الفريق على هذا النسق، فسوف يستقبل فقط 13 هدفًا طوال الموسم، وهو رقم لم يتحقق من قبل في الدوري الإنجليزي الممتاز، إذ إن أفضل رقم سابق هو 15 هدفًا استقبلها تشيلسي تحت قيادة المدرب جوزيه مورينيو موسم 2004-2005.

الحديث عن هذه الصلابة الدفاعية، يعيد إلى الأذهان إنجاز موسم 2003-2004، عندما تُوِّج آرسنال بقيادة آرسين فينجر باللقب دون أي خسارة، محققا 90 نقطة.

والمفارقة أن فريق المدرب أرتيتا الحالي يسير بنفس المعدل النقطي تقريبًا رغم سقوطه مبكرًا هذا الموسم أمام ليفربول في أنفيلد خلال أغسطس/آب الماضي.

ورغم أن فريق “اللا هزيمة” استقبل 0.7 هدف في المباراة الواحدة، فإن الفريق الحالي يتفوق دفاعيًا، إذ لا يتلقى سوى 0.3 هدف في المباراة.

هجوميا، لا يُعتبر آرسنال هذا الموسم، الفريق الأكثر إمتاعا أو تهديفا، لكنه مؤثر للغاية، فالفريق اللندني يسجل 1.8 هدف في المباراة، وهو رقم قريب من معدل فريق المدرب فينجر الذي حقق اللقب قبل 21 عاما بـ 1.9 هدف في اللقاء الواحد.

أما من ناحية صناعة الفرص، فيسدد الفريق الحالي 14.8 تسديدة في المباراة، متفوقا قليلاً على فريق 2003-2004 الذي اكتفى بـ 14.2 تسديدة، بينما يستقبل أرتيتا وفريقه فقط ثماني تسديدات في المتوسط، مقارنة بـ 9.9 تسديدة كانت تُوجه نحو مرمى آرسنال في الموسم المذكور.

أرتيتا والمشروع طويل المدى

يبدو أن ما يقدمه آرسنال، ليس مجرد طفرة مؤقتة، بل هو ثمرة مشروع طويل المدى بدأ منذ تولي أرتيتا، القيادة الفنية في ديسمبر/كانون أول 2019، فقد أعاد الإسباني بناء الفريق على أسس واضحة، وهي اللعب من الخلف بثقة، الضغط العالي، واستغلال المساحات بشكل منظم.

ومع تعزيز صفوفه بلاعبين أمثال ديكلان رايس وكاي هافيرتز وعودة بوكايو ساكا ومارتن أوديجارد لأفضل مستوياتهما، أصبح الفريق، يملك مزيجا من النضج الفني والمرونة التكتيكية التي طالما افتقدها في مواسم سابقة.

كما أن الروح الجماعية والانضباط الدفاعي، جعلت آرسنال هذا الموسم، أكثر توازنا من أي وقت مضى، إذ يمكنه الفوز حتى في المباريات التي لا يكون فيها في أفضل حالاته، وهو السلوك الذي يميز الأبطال.

ولا شك أن التحديات المقبلة ستكون حاسمة، خصوصا المواجهات أمام ليفربول ومانشستر سيتي وتوتنهام، لكن أرتيتا يدرك أن فريقه يملك الآن القدرة على مواجهة الكبار بنفس المستوى من الثقة، وربما التفوق عليهم.

ومع دفاع يُعد الأقوى في أوروبا حاليا، وإحصاءات تشير إلى مسار تصاعدي واضح، يبدو أن آرسنال يسير بثبات نحو كتابة فصل جديد في تاريخه الذهبي، وقد يكون 2025-2026 هو الموسم الذي يعود فيه لقب الدوري إلى ملعب الإمارات بعد غياب دام أكثر من عقدين.

التصنيفات: الدوري الانجليزي,عاجل