إصابات غامضة .. جرس إنذار لإنقاذ نجوم أندية أوروبا – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

إصابات غامضة .. جرس إنذار لإنقاذ نجوم أندية أوروبا

تشهد كرة القدم الأوروبية أزمة متصاعدة بين مصالح المنتخبات الوطنية وحقوق الأندية في حماية لاعبيها، بعد تزايد حالات الانسحاب بداعي إصابات قصيرة خلال فترات التوقف الدولي.

وخلال الأيام الأخيرة، تفشت ما وصفته الصحافة الإسبانية بـ”موضة الإصابات الغامضة”، التي تبرر غياب العديد من النجوم عن معسكرات منتخباتهم وسط شكوك حول حقيقة هذه الإصابات ومدى ارتباطها بالإرهاق الناتج عن ضغط المباريات المتزايد.

ووفقا لصحيفة “آس” الإسبانية، فإن هذه الظاهرة التي طالت أسماء بارزة مثل لامين يامال، إنزو فيرنانديز، فيديريكو فالفيردي وتيبو كورتوا، تثير قلق الاتحادات الوطنية في وقت تطالب فيه الأندية بضرورة مراعاة سلامة لاعبيها.

وأوضحت أن ازدحام الجدول الأوروبي بالمباريات جعل اللاعبين يعيشون على الحافة، حيث يكفي أي إجهاد عضلي بسيط أو آلام طفيفة لإعلان حالة طوارئ طبية تؤدي إلى استبعادهم من المشاركة الدولية.

الشرارة الأولى

الصحيفة أشارت إلى أن الشرارة الأولى لهذه الأزمة اشتعلت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حين اضطر برادلي باركولا، نجم باريس سان جيرمان، إلى التوجه إلى مركز “كليرفونتين” الفرنسي حاملا نتائج الأشعة لإثبات إصابته قبل استبعاده من مباراتي فرنسا.

وكان نادي باريس سان جيرمان قد دخل في خلافات سابقة مع الاتحاد الفرنسي بسبب إصابات ديمبلي ودوي خلال توقف دولي سابق، ما زاد من حدة التوتر بين النادي والمنتخب.

ومؤخرا، دخل برشلونة على خط الأزمة بعد استبعاد لامين يامال من قائمة منتخب إسبانيا، إثر تفاقم إصابته في منطقة العانة التي يعاني منها منذ أسابيع.

وأوضح النادي الكتالوني في تقريره المرسل إلى الاتحاد الإسباني أن اللاعب لا يستطيع التدرب بكامل طاقته، رغم مشاركته شبه الكاملة في آخر 3 مباريات للبارسا أمام إلتشي وبروج وسيلتا تحت قيادة هانسي فليك.

موضة إصابات غامضة

هذه “الموضة الغامضة” من الإصابات القصيرة التي تتراوح بين 7 إلى 10 أيام، لم تقتصر على إسبانيا وحدها، بل امتدت إلى منتخبات أخرى. ففي الأرجنتين، تم استبعاد إنزو فيرنانديز من قائمة المنتخب بسبب “تورم عظمي في الركبة اليمنى”، بينما أعفي زميله في تشيلسي بيدرو نيتو من الانضمام إلى منتخب البرتغال رغم مشاركته في الدوري الإنجليزي، بعد مشاورات طبية بين النادي والاتحاد البرتغالي خلصت إلى أن اللاعب يعاني من “مشاكل بدنية تحد من قدرته على اللعب”.

أما في إنجلترا، فقد أعلن الاتحاد المحلي أن ثنائي نيوكاسل، أنطوني جوردون ونيك بوب، سيغيبان عن معسكر المنتخب بداعي إصابة عضلية وارتجاج في المخ على التوالي، في قرار وُصف بأنه احترازي لحماية اللاعبين من أي مضاعفات محتملة.

ضربة مزدوجة

وفي مدريد، تعرض ريال مدريد لضربة مزدوجة بغياب فيدريكو فالفيردي وتيبو كورتوا عن منتخبي أوروجواي وبلجيكا، حيث إن فالفيردي خرج مصابا من مواجهة رايو فاليكانو بعد أن شعر بآلام عضلية مشابهة لما عاناه في لقاء ليفربول بدوري الأبطال، وأعلن ريال مدريد في بيانه الطبي: “تم تشخيص فالفيردي بإصابة في العضلة نصف الغشائية للفخذ الأيمن، وحالته قيد المتابعة”، ما أكد غيابه عن وديتي أوروجواي أمام المكسيك والولايات المتحدة.

الأمر نفسه تكرر مع كورتوا، الذي سيغيب عن مواجهتي بلجيكا ضد كازاخستان وليشتنشتاين بعد إصابته في العضلة المقربة للفخذ الأيمن.

ورغم ذلك، سافر الحارس إلى معسكر المنتخب حيث خضع للفحوص الطبية التي أثبتت عدم جاهزيته، ليُستبعد من مواجهات “الشياطين الحمر”. وتشير التقديرات إلى أن كلا اللاعبين قد يعودان بالكاد قبل مواجهة إلتشي في 23 من الشهر الجاري.

ومن الحالات الغريبة أيضا ما حدث مع ثلاثي أتلتيكو مدريد: جوليان ألفاريز، ناهويل مولينا، وجوليانو سيميوني، الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بمنتخب الأرجنتين بسبب عدم استكمال الإجراءات الصحية الخاصة بلقاح الحمى الصفراء في الوقت المحدد.

خط أحمر

هذه السلسلة من الغيابات والإصابات فتحت النقاش مجددا حول الجدول المزدحم للموسم الأوروبي، الذي يرهق اللاعبين بدنيا ونفسيا، ويؤثر على جودة الأداء داخل الملعب.

اللاعبون بدورهم يطالبون بمزيد من فترات الراحة والتعافي بين المباريات لتفادي الإصابات المتكررة، مؤكدين أن الاستمرار بهذا النسق “غير مستدام” على المدى الطويل.

الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بات يدرك خطورة الموقف، إذ يعمل على وضع حلول للحد من هذه المشكلة التي وصفها جياني إنفانتينو بـ”الخط الأحمر”. فقد عقد رئيس الفيفا اجتماعا في الرباط مع أكثر من 30 نقابة لاعبين حول العالم لبحث اتفاق يضمن فترات راحة إلزامية لا تقل عن 72 ساعة بين المباريات، إضافة إلى عطلة صيفية مدتها 21 يوما على الأقل.

وختمت “آس” تقريرها بالإشارة إلى أن الفيفا قرر بالفعل إجراء تعديل على روزنامة التوقفات الدولية، حيث سيتم إلغاء فترة أكتوبر/تشرين الأول بداية من موسم 2026-2027، على أن تُقام أربع مباريات دولية خلال شهر سبتمبر/أيلول بدلا من فترتين منفصلتين، وهي خطوة من شأنها تخفيف الضغط على الأندية والمنتخبات معا، وإعادة التوازن بين مصالح الجميع بعد أزمة تفجّرت بسبب إصابات قصيرة، لكنها كشفت عن مشكلة عميقة في إدارة كرة القدم الحديثة.

التصنيفات: اخبار عالمية,عاجل