أكد ريال مدريد خطته لإعادة النجم الأرجنتيني نيكو باز إلى صفوف الفريق الملكي، ليحسم أولى صفقات النادي في موسم الانتقالات الصيفية المقبل، بعد أن أعطى اللاعب الضوء الأخضر للانضمام إلى النادي الملكي نهاية الموسم.
وأكد الصحفي الإيطالي الموثوق فابريزيو رومانو، أن ريال مدريد قد قرر بالفعل إعادة باز إلى الفريق، وهو ما تم التلميح له منذ بداية الموسم، موضحًا أن عودته ستتم خلال نافذة الانتقالات الصيفية المقبلة، وليس في الشتاء كما أشيع في وقت سابق.
ويأتي القرار في وقت يظهر فيه باز أداءً مميزًا مع نادي كومو هذا الموسم، حيث قاد خط الوسط بشكل رائع وسجل 5 أهداف وصنع 4 أخرى في 12 مباراة أساسية فقط، مما جعل النادي يرى أن عودته ستساهم في تجاوز العقبة التي واجهها الفريق في منتصف الموسم.
ويمتلك ريال مدريد بندًا في عقد باز يسهل عودته مقابل مبلغ ثابت، كان يقدر بنحو 8 ملايين يورو في الصيف الماضي، وتم تحديده هذا الموسم عند 9 ملايين يورو، وهو بند ينطبق فقط خلال شهر يونيو، ما يمنع عودته في فترة الانتقالات الشتوية.
وبينما أعطى باز موافقته على الانضمام، يسعى نادي كومو للاحتفاظ به حتى نهاية الموسم، ما يجعل أي انتقال مبكر مستبعدًا تمامًا، مؤكداً أن الصفقة ستكون جاهزة للتنفيذ فور فتح نافذة الانتقالات الصيفية، لتكون أولى صفقات ريال مدريد للموسم المقبل.
إستراتيجية الشباب
شهد ريال مدريد خلال السنوات الأخيرة تحولاً واضحاً في استراتيجيته بسوق الانتقالات، حيث بات يركز على التعاقد مع اللاعبين الشباب الواعدين بدلاً من الاعتماد على النجوم الجاهزين كما كان يحدث في حقبة “الجلاكتيكوس”. هذا التوجه الجديد يعكس رؤية اقتصادية ورياضية متكاملة تهدف إلى بناء مشروع طويل الأمد يضمن الاستقرار الفني والمالي للنادي.
وبدأ ريال مدريد في ضخ استثمارات كبيرة في المواهب الشابة من مختلف أنحاء العالم، مع التركيز على اللاعبين الذين يملكون إمكانيات فنية كبيرة وقدرة على التطور داخل بيئة النادي. فخلال السنوات الماضية، ضم النادي أسماء مثل فينيسيوس جونيور، ورودريجو جويس، وإندريك من البرازيل، إلى جانب كامافينجا وتشواميني من فرنسا، وكلهم باتوا اليوم من الركائز الأساسية في الفريق الأول.
إلى جانب هؤلاء، عمل ريال مدريد على تطوير لاعبيه القادمين من الأكاديمية، مع الاهتمام بمتابعة المعارين الذين يكتسبون الخبرة في الدوريات الأوروبية. هذا النموذج أثبت نجاحه في الجمع بين الأداء العالي والاستدامة الاقتصادية، إذ تمكن النادي من الحفاظ على ميزانيته دون إنفاق مبالغ ضخمة على النجوم الكبار.
كما يولي النادي اهتماماً كبيراً بالتناغم بين الأجيال، حيث يضع الجيل الحالي من الشباب تحت إشراف لاعبين ذوي خبرة مثل أنطونيو روديجر وكارفاخال، لضمان انتقال سلس للقيادة في المستقبل. بذلك، أصبح ريال مدريد لا يكتفي فقط بتحقيق البطولات، بل يسعى أيضاً لتأمين مستقبل الفريق لعقد قادم على الأقل، مع رؤية واضحة تقوم على اكتشاف وصناعة النجوم داخل “البيت الأبيض” نفسه.
أزمة دفاعية
يمر ريال مدريد بمرحلة حساسة على المستوى الدفاعي، فالشعور السائد، والمدعوم بالأرقام، يشير إلى أن الفريق الذي يقوده تشابي ألونسو فقد الصلابة التي ميزت بدايته القوية هذا الموسم.
وجاء التعادل أمام إلتشي بنتيجة (2-2) في ملعب “مارتينيز فاليرو” ليؤكد اتجاهاً مقلقاً بأن الفريق تراجع، خصوصاً في الضغط بعد فقدان الكرة، وهو ما يجيد الخصوم استغلاله بذكاء.
المباريات الثلاث الأخيرة – تعادلان وهزيمة – تعكس بوضوح هذا التراجع.
ورغم أن عدد الأهداف المستقبلة ليس مرتفعاً بحد ذاته (هدف واحد في كل مباراة تقريباً، بواقع هدفين من إلتشي وهدف من ماك أليستر لاعب ليفربول في آنفيلد، بينما لم يستقبل أي أهداف ضد رايو فاليكانو)، إلا أن المشكلة أعمق من النتائج.
الفريق بات يسمح بقدر أكبر من الفرص الخطيرة، ومرماه بات أكثر عرضة للخطر.
وبحسب صحيفة “آس” الإسبانية، فإنه قبل هذه السلسلة من ثلاث مباريات، كان متوسط التسديدات على مرمى ريال مدريد 9.7 تسديدة في المباراة.
أما في آخر ثلاثة لقاءات، فقد ارتفع الرقم إلى 15. ففي آنفيلد، منع كورتوا خسارة ثقيلة بعدما تصدى لمعظم المحاولات، إذ سدد ليفربول 17 مرة. وضد رايو فاليكانو، سمح الفريق بـ13 تسديدة، وفي إلتشي 15 أخرى.
وتزداد الصورة سوءاً عند النظر إلى التسديدات بين الخشبات الثلاث. 6 من أصل 15 تسديدة لإلتشي كانت على المرمى، إضافة إلى محاولتين من رايو و9 من ليفربول.
المتوسط الجديد يصبح 5.7 محاولات خطيرة في كل مباراة خلال هذه الفترة، مقارنة بـ3.2 فقط في المباريات الـ14 السابقة. الفجوة واضحة بما يكفي لإثارة القلق.
خدعة الرسم التكتيكي
ضد إلتشي بدا وكأن تشابي ألونسو اعتمد خطة بخمسة مدافعين، بعدما دفع بكاريراس وهويسين وأسينسيو في خط قد يبدو ثلاثياً، مع ترينت وفران جارسيا كأظهرة متقدمة.
لكن هذا الانطباع اختفى سريعاً، لأن الفريق لعب بالنظام المعتاد نفسه، بوجود رباعي في خط الدفاع.
ترينت ألكسندر أرنولد ظهر في مركزه الطبيعي، بينما شغل فران جارسيا دوراً مفاجئاً كجناح أيسر، محاولاً تقمص دور فينيسيوس دون امتلاك خصائصه.
التشكيل أصبح 4-2-3-1، لكنه لم ينجح في معالجة التراجع الدفاعي الذي يعاني منه الفريق مؤخراً.
ولا يمكن تجاهل تأثير الإصابات الكثيرة في الخط الخلفي. ميليتاو تعرض لإصابة جديدة مع البرازيل، هويسين يعاني، روديجر غير جاهز بعد، ألابا يفتقد الاستمرارية بسبب مشكلات عضلية، وكارفاخال لن يعود قبل أسابيع.
وأشار التقرير، إلى أن ريال مدريد معتاد في السنوات الأخيرة على المرور بلحظات ضعف دفاعي دون الكثير من الانزعاج، لكنه عادة ما يخرج منها سريعاً.
غير أن الوضع الحالي مقلق، خاصة وأن الفريق يمنح خصومه الكثير من الفرص، يضغط أقل، ويعتمد بشكل مبالغ فيه على كورتوا لإنقاذه.



