دخل إرلينج هالاند، مهاجم مانشستر سيتي، تاريخ كرة القدم الإنجليزية من أوسع أبوابه، بعدما حطم الرقم القياسي كأسرع لاعب يصل إلى 100 هدف في الدوري الإنجليزي الممتاز “البريميرليج”، فكيف حقق هذا الرقم، ومتى يمكن أن يصل إلى الإنجاز الإنجليزي الأعظم على مر التاريخ؟
هالاند سجل هدفه التاريخي في فوز مثير لمانشستر سيتي على فولهام بنتيجة 5-4 أول أمس الثلاثاء من تسديدة قوية بعد 17 دقيقة على بداية المباراة.
وأصبح النجم النرويجي اللاعب رقم 35 الذي يبلغ حاجز الـ100 هدف في تاريخ البريميرليج، والأول منذ الكوري الجنوبي هيونج مين سون في عام 2023، لكنه الأسرع على الإطلاق، محطّمًا رقم أسطورة إنجلترا آلان شيرار، الذي صمد قرابة 30 عامًا.
واحتاج هالاند 111 مباراة فقط ليصل إلى المئوية، بينما بلغ شيرر نفس الرقم بعد 124 مباراة.
وقال هالاند، عبر شبكة “سكاي سبورتس” البريطانية، تعليقًا على الإنجاز، “الأمر ضخم جدًا وأنا فخور للغاية. الوصول إلى نادي المئة إنجاز كبير وسعيد جدًا به. كنت أعلم بهذا الرقم وأسعى لتحقيقه، فمهمتي هي مساعدة الفريق بتسجيل الأهداف”.
ويستعرض كووورة في التقرير التالي أرقامًا وإحصائيات مثيرة وراء مئوية هالاند التاريخية.
معدل تهديفي مرعب
ويعد هالاند أكثر الهدافين فتكًا في تاريخ الدوري الإنجليزي، كونه يسجل بمعدل يفوق 0.9 هدف في المباراة الواحدة، علمًا بأنه يسجل هدفًا كل 93 دقيقة.
ويتفوق المهاجم صاحب الـ25 عامًا بفارق شاسع على أقرب منافسيه تييري هنري، أحد أعظم المهاجمين في تاريخ اللعبة، الذي يملك معدل 0.68 هدف في المباراة الواحدة.
كما أن معدل أهدافه مقارنة بعدد المباريات يتفوق بوضوح على جميع اللاعبين الذين سجلوا 10 أهداف أو أكثر في تاريخ المسابقة.
وسيكون تفوق هالاند أكثر وضوحًا إذا علمنا أن معدل محمد صلاح، نجم ليفربول، يبلغ 0.61 هدف في المباراة، رغم تألقه اللافت على مدار المواسم الأخيرة، كما أن شيرر، الهدّاف التاريخي للمسابقة، سجل بمعدل 0.59 هدف في المباراة.
ومنذ انطلاقة هالاند في أغسطس 2022، سجل 3 لاعبين فقط أكثر من 50 هدفًا، هم صلاح (70 هدفًا)، وألكسندر إيزاك (55 هدفًا)، وأولي واتكينز (53 هدفًا)، حسب “أوبتا”.
وأحرز هالاند “هاتريك” 8 مرات في المسابقة، ولا يتفوق عليه في هذا الجانب سوى سيرجيو أجويرو (12)، وشيرر (11)، وروبي فاولر (9).
إلى مَن انضم في نادي المئة؟
وبانضمامه إلى نادي المئة هدف، أصبح هالاند اللاعب رقم 35 في هذه القائمة التاريخية منذ انطلاق المسابقة بنسختها الحالية.
النجم النرويجي وصل إلى هذه المئوية أسرع من أي لاعب آخر (111 مباراة)، متفوقًا على الأساطير، شيرر (124 مباراة)، وهاري كين (141)، وسيرجيو أجويرو (147)، وتييري هنري (160)، ومحمد صلاح (162)، وفقًا لأرقام “أوبتا”.
وفيما يلي نستعرض لاعبي نادي المئة في البريميرليج، مرتبين حسب الأكثر تسجيلًا للأهداف:
1- آلان شيرار: 260 هدفًا
2- هاري كين: 213
3- واين روني: 208
4- محمد صلاح: 188
5- أندرو كول: 187
6- سيرجيو أجويرو: 184
7- فرانك لامبارد: 177
8- تييري هنري: 175
9- روبي فاولر: 163
10- جيرمين ديفو: 162
11- مايكل أوين: 150
12- ليه فرديناند: 149
13- تيدي شيرنجهام: 146
14- جيمي فاردي: 145
15- روبن فان بيرسي: 144
16- جيمي فلويد هاسلبانك: 127
17- هيونج مين سون: 127
18- روي كين: 126
19- نيكولا أنيلكا: 125
20- دوايت يورك: 123
21- رحيم سترلينج: 123
22- روميلو لوكاكو: 121
23- ستيفن جيرارد: 120
24- إيان رايت: 113
25- ديون دبلن: 111
26- ساديو ماني: 111
27- إميل هيسكي: 110
28- رايان جيجز: 109
29- بيتر كراوتش: 108
30- بول سكولز: 107
31- دارين بينت: 106
32- ديدييه دروجبا: 104
33- كريستيانو رونالدو: 103
34- مات لو تيسييه: 100
35- إرلينج هالاند: 100
محطات بارزة في مشوار المئوية
ومنذ انطلاقته المدوية في موسم 2022-2023 بتسجيله 10 أهداف في أول 6 مباريات، لم ينظر هالاند إلى الخلف إلا نادرًا، رغم تعرضه لبعض الانتقادات الموسم الماضي بعد تسجيله “22 هدفًا فقط”.
وبعد بدايته الصاروخية، لم تتوقف أهدافه، إذ سجل 25 هدفًا في أول 20 مباراة، قبل أن ينخفض معدله قليلًا إلى أقل من هدف في المباراة الواحدة قبيل وصوله إلى هدفه المئة.
محطات بارزة في طريقه إلى 100 هدف:
الهدف 1
جاء هدف هالاند الافتتاحي في الدوري الإنجليزي في أول مباراة له، عندما هزم مانشستر سيتي نظيره وست هام يونايتد بثنائية نظيفة في 7 أغسطس 2022، علمًا بأنه أحرز أيضًا الهدف الثاني بنفسه.
الهدف 10
شهدت المباراة السادسة لهالاند تسجيله الهدف العاشر له في المسابقة، وذلك في التعادل مع أستون فيلا بنتيجة 1-1 في 3 سبتمبر 2022.
الهدف 25
بعد 19 مباراة فقط للنجم النرويجي وصل رصيده التهديفي إلى 25 هدفًا، بعدما أحرز 3 أهداف “هاتريك” في مباراة وولفرهامبتون في 22 يناير 2023، التي انتهت بفوز السيتيزنس بثلاثية نظيفة، علمًا بأنه كان الهاتريك الرابع له في المسابقة.
الهدف 50
كان هالاند أسرع لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يصل إلى 50 هدفًا بعد 48 مباراة فقط، وجاء ذلك في مباراة قمة ضد ليفربول في 25 نوفمبر 2023، انتهت بالتعادل بهدف لمثله.
الهدف 100
جاء الهدف المئوي التاريخي في مباراة فولهام، بعد تمريرة أرضية من زميله جيريمي دوكو، وهي المباراة رقم 111 في مشوار النجم النرويجي، وانتهت بفوز ملحمي 5-4 لأصحاب الزي السماوي.
كيف ومن أين سجل 100 هدف؟
قبل استعراض الأرقام التفصيلية، يكفي أن نلقي نظرة شاملة على الطريقة التي يوقّع بها هالاند على أهدافه في الدوري الإنجليزي، وكيف تنعكس خصائصه التهديفية المتنوعة على أدواره داخل الملعب وتأثيره المستمر في مباريات مانشستر سيتي.
الأرقام التالية لا تعبّر فقط عن حصيلة تهديفية، بل تكشف ملامح مهاجم استثنائي يملك أكثر من سلاح، ويجيد التسجيل في مختلف الظروف والمواقف.
جاءت أهداف هالاند الـ100 بعد 408 تسديدات على المرمى، بما في ذلك التسديدات التي ارتدت من مدافعي الخصم.
وفيما يلي توزيع أهداف هالاند في الدوري الإنجليزي، حسب إحصائيات “أوبتا”:
بالقدم اليسرى: 71 هدفًا
بالقدم اليمنى: 11 هدفًا
بالرأس: 17 هدفًا
أخرى: هدف واحد (ضد تشيلسي في نوفمبر 2023)
..من داخل منطقة الجزاء: 94
من خارج المنطقة: 6
..على أرضه: 57
خارج ملعبه: 43
..من لعب مفتوح: 83
من علامة الجزاء: 17
مستوى ميسي ورونالدو
من جانبه، ذهب بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، خطوة أبعد في وقت سابق من هذا الشهر عندما شبّه هالاند بكريستيانو رونالدو وليونيل ميسي من حيث الإنتاجية.
وقال جوارديولا “هل رأيتم أرقام هذا اللاعب؟ بالطبع هو على هذا المستوى. أرقام رونالدو وميسي، والفرق الوحيد أنهما كانا يفعلان ذلك لمدة 15 عامًا. كريستيانو ما زال يواصل في السعودية، وليونيل في الدوري الأمريكي”.
وأضاف “طريقة تسديده، وإيمانه الدائم بأنه سيسجل، إنها شراسة هجومية وجوع لا يتوقف. الأرقام مذهلة. قلت كثيرًا إنه لاعب قابل للتدريب بشكل استثنائي ويسهل التعامل معه. أكون صارمًا معه أحيانًا وأطالبه بأن يكون أفضل، لكنه دائمًا متقبل ومنفتح. هناك لاعبون قد يفكرون: ماذا تقول؟ لكنه متواضع للغاية ويبقى قريبًا من الأرض”.
متى يحطم رقم شيرر الأعظم؟
بات الأمر مسألة “متى” وليس “هل” سيحطم هالاند الرقم القياسي التاريخي لشيرر، كأفضل هدّاف للمسابقة (260 هدفًا)، وهو الرقم الذي ظل صامدًا منذ تسجيله هدفه الأخير في أبريل 2006.
وقال هالاند في تصريحات لـ”سكاي سبورتس” بعد وصوله إلى الهدف رقم 100: “أعلم بذلك، لكنني لا أفكر فيه كثيرًا”.
وبحسب تقديرات الشبكة البريطانية ذاتها، إذا واصل هالاند مشواره مع مانشستر سيتي وحافظ على معدلات لياقته الحالية، بعدما غاب عن 14 مباراة فقط في الدوري خلال أكثر من 3 مواسم في ملعب الاتحاد، فإنه مرشح لتجاوز رقم شيرر في سبتمبر 2030، بعد فترة قصيرة من بلوغه عامه الثلاثين.
وسيحتاج هالاند، بحسب التقديرات، 294 مباراة ليصل إلى الهدف التاريخي المنتظر رقم 261 في المسابقة.
وفي حال استمر على نسقه التهديفي نفسه حتى نهاية العقد الحالي (يونيو 2034)، فمن المتوقع أن ينهي مسيرته برصيد 389 هدفًا، متجاوزًا رقم شيرر بفارق 129 هدفًا.
وحتى إن لم يبلغ هذا الرقم، فإنه قادر بكل سهولة على توسيع الفارق إلى مستوى يتجاوز كثيرًا ما حققه أسطورة نيوكاسل.
الضحايا المفضلون
في فبراير 2024، انضم هالاند إلى هاري كين ليصبحا اللاعبَين الوحيدَين في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز اللذين سجلا أهدافًا في مرمى جميع الخصوم الذين واجهاهم (من بين فرق لعب أمامها 3 مباريات أو أكثر)، وذلك بعدما أحرز هدف الفوز الوحيد في الانتصار على برينتفورد بنتيجة 1-0.
ومنذ ذلك الحين أضاف فريقين آخرين إلى قائمة ضحاياه، هما إيبسويتش ولوتون، لكن لا يوجد خصم مفضل له أكثر من وولفرهامبتون، الذي استقبل أهدافًا منه بمعدل هدف كل 48.6 دقيقة في المتوسط.
من بين الأندية الأربعة التي لم يسجل هالاند في مرماها سوى هدف واحد فقط، هبط فريقان لاحقًا إلى دوري الدرجة الأولى، وهما لوتون تاون وشيفيلد يونايتد، علمًا بأنه خاض أمامهما 81 و90 دقيقة على التوالي.
فيما يلي ترتيب أكثر الفرق التي استقبلت أهدافًا من هالاند، حسب “ترانسفير ماركت”:
وولفرهامبتون: 10 أهداف
وست هام: 9
مانشستر يونايتد: 8
فولهام: 7
إيفرتون: 6
كريستال بالاس: 6
برايتون: 6
آرسنال: 5
نوتنجهام فورست: 5
توتنهام: 4
تشيلسي: 4
ساوثهامبتون: 4
إيبسويتش: 4
بيرنلي: 4
برينتفورد: 4
ليستر سيتي: 3
بورنموث: 3
ليدز: 2
ليفربول: 2
نيوكاسل: 1
أستون فيلا: 1
شيفيلد يونايتد: 1
لوتون: 1
ثلث أهداف مانشستر سيتي
وفقًا لـ”سكاي سبورتس”، سجل هالاند أكثر من ثلث أهداف مانشستر سيتي في الدوري منذ انضمامه عام 2022، بنسبة تقارب 35% من إجمالي أهداف الفريق، متفوقًا بفارق كبير على أقرب مطارديه فيل فودين (14.7%).
ولا يمكن المبالغة في وصف أهميته داخل الفريق، إذ أصبح عمليًا لاعبًا لا يُستبعد من التشكيل، متجاوزًا حتى سياسة التدوير الشهيرة لجوارديولا، بفضل أرقامه الخرافية وتأثيره الحاسم المستمر.
