حرب باردة في البرنابيو .. كيف ضاعت هيبة ألونسو بعد الكلاسيكو ؟ – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

حرب باردة في البرنابيو .. كيف ضاعت هيبة ألونسو بعد الكلاسيكو ؟

بدأ المشروع الذي بناه تشابي ألونسو، يتصدع ببطء داخل جدران البرنابيو، في ليلة ظن فيها ريال مدريد أنه خرج منتصراً من الكلاسيكو أمام برشلونة.

كان انفجار فينيسيوس جونيور أمام الجماهير، بمثابة الشرارة العلنية، لكنه لم يكن سوى نتيجة لصراع صامت بدأ قبل أسابيع، ومع غياب أي دعم من النادي، وترك كل شيء بيد المدرب، وجد ألونسو نفسه يفقد هيبته والهوية التي قادته لواحدة من أفضل بدايات الفريق في تاريخه.

ووفقا لصحيفة “ماركا”، فقد وصل ألونسو إلى ريال مدريد بمهمة واضحة: بناء فريق بهوية معاصرة، وانفصال تدريجي عن فلسفة اللين، التي اتبعها كارلو أنشيلوتي وزين الدين زيدان لسنوات.

وكان هناك رغبة داخل الإدارة في تجربة نموذج جديد، مدرب من الجيل الحديث على غرار ميكيل أرتيتا، وقد بدا واضحاً للبرنابيو أن مشروعاً بهذا الشكل بات ضرورياً، رغم فشل هذا النوع من التجارب تاريخياً داخل النادي الأبيض.

تشابي ألونسو، الذي حوّل باير ليفركوزن إلى فريق بطل، ولاعبين مغمورين إلى نجوم عالميين، دخل ريال مدريد متمسكاً بأفكاره، ولم يأتِ للتكيف مع غرفة الملابس، بل لتغييرها من جذورها.

خطة واضحة منذ اليوم الأول

منذ لحظة وصوله، كان لدى ألونسو، تصور كامل عن هوية الفريق الذي يريد بناءه، وظهرت ملامح هذا المشروع مبكراً في كأس العالم للأندية، إذ أراد فريقاً غنياً تكتيكياً، قادراً على تغيير الأنظمة، لكنه غير مستعد للتنازل عن مبدأين: الضغط العالي والالتزام الجماعي.

وبدأ المدرب، بناء مشروعه حول كيليان مبابي، محاطاً بلاعبين يمتلكون الروح الجماعية اللازمة، وتمسك بالنجم الفرنسي، حاسماً الغموض الذي عاشه الفريق تحت قيادة أنشيلوتي.

وفي المقابل، وجه رسالة مباشرة إلى فينيسيوس جونيور “إذا أردت اللعب، فعليك أن تركض”.

وأشارت إلى أن النتيجة كانت واضحة، حيث جلس البرازيلي على الدكة، أكثر من المعتاد، وتكرر استبعاده في لحظات حاسمة، ومع ذلك لم يتفكك الفريق، بل بدأ يحصد الانتصارات.

كما غاب جود بيلينجهام عن بداية الموسم بسبب عملية في كتفه، مما خلق سياقاً أكثر توازناً في الملعب، مع أردا جولر كنقطة ارتكاز رئيسية.

بداية خادعة

حقق ريال مدريد 13 انتصاراً في 14 مباراة، كواحدة من أفضل بداياته عبر التاريخ، ولم يكن الأداء ساحراً، لكنه كان صلباً ومنضبطاً.

وخلال تلك الفترة، برزت أسماء مثل ماستانتونو وإبراهيم دياز، وكان اللاعب الأرجنتيني، قطعة أساسية في أفكار ألونسو بفضل قدرته على الضغط والمطاردة، رغم مشاكله أمام المرمى، لكنه كان “جندياً” مثالياً في مشروع المدرب الجديد.

بينما كان الفريق ينتصر، بدأت غرفة الملابس تغلي، لأن لاعبين كبار مثل فينيسيوس وبيلينجهام وفالفيردي، لم يبدوا مرتاحين لجرعة العمل التكتيكي.

ومع الوقت خرجت التسريبات: فيديوهات كثيرة، متطلبات مرهقة، وجلسات تكتيكية مطولة لتظهر الحرب الباردة التقليدية بين اللاعبين والمدرب.

غليان غرفة الملابس

كان فينيسيوس، الوجه البارز للصراع، لأنه لم يتقبل الدور الثانوي، ولا المتطلبات الدفاعية التي فرضها عليه تشابي، ولا سيما خروجه المتكرر من أرض الملعب. كانت رسالة المدرب واضحة ومتسقة مع مشروعه، لكن غرفة الملابس بدأت تدفع في الاتجاه المعاكس.

كل شيء انتهى بالانهيار التام يوم “الكلاسيكو”، حيث انفجر فينيسيوس علنًا بعد أن استبدله ألونسو قبل 20 دقيقة من نهاية المباراة.

كانت ردة الفعل تلك بمثابة علامة فارقة سيئة، وقرر النادي، عدم التدخل بشكل مباشر في هذا التصرف غير الانضباطي، وترك الأمر برمته في يد المدرب، الذي وجد نفسه وحيدًا تمامًا، ولم تكن هناك أي عقوبة، وفي تلك اللحظة، خسر تشابي المعركة، وفقد هيبته.

ومنذ تلك الليلة، تراجع الفريق باستثناء مباريات قليلة مثل فالنسيا أو أتلتيك بيلباو، حيث توقف الضغط، واختفى دياز وماستانتونو من التشكيل الأساسي حتى بعد تعافي الأخير، وأصبح فينيسيوس وبيلينجهام “مقدسين”، بينما توقف فالفيردي تقريباً عن شغل الجبهة اليمنى.

من مدرب إلى مدير

وذكرت الصحيفة أن بعد الكلاسيكو، لم يعد ألونسو مدرباً يقود مشروعاً، بل تحول إلى مدير غرفة ملابس، وهو شيء لم يأتِ من أجله.

وكان مشروع ألونسو يقوم على فكرة بسيطة ومباشرة بأن “الجميع يركض” مهما كان اسمك أو قيمتك. ولذلك كان صارماً مع فينيسيوس وبيلينجهام.

وأشارت إلى أن هذا لم يكن عقاباً، بل تدريباً على ثقافة جديدة في اللعب، لأن ألونسو كان مؤمناً بقدراتهما كنجمين عالميين، لكنه أراد منهما الالتزام بالهوية الجماعية للفريق.

فقدان الهيبة

واختار المدرب، نهجاً حازماً، ربما قليل التعاطف، لكنه اضطر للتراجع لاحقاً للحفاظ على استقرار غرفة الملابس، وهنا دفع ثمن التراجع بعدما فقد الهيبة، وضاعت الهوية.

وأكدت “ماركا” أن اليوم، تبدو نتيجة الصراع واضحة، وأن غرفة الملابس انتصرت بالكامل، ومع غياب دعم النادي في يوم انفجار فينيسيوس، تلاشت سلطة ألونسو، وبات أقرب إلى أسير لغرفة الملابس منه إلى قائد لمشروع تكتيكي.

التصنيفات: الدوري الاسباني,عاجل