المغرب يكتب ملحمة لوسيل ويتوج ارادته بطلا لكأس العرب 2025 .. عادل حويس – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

المغرب يكتب ملحمة لوسيل ويتوج ارادته بطلا لكأس العرب 2025 .. عادل حويس

تحت أضواء ملعب لوسيل حيث تختبر المنتخبات الكبرى معدنها الحقيقي كتب المنتخب المغربي صفحة جديدة في سجل أمجاده الكروية وهو يعتلي منصة التتويج بطلاً لكأس العرب 2025 بعد فوز مثير على المنتخب الأردني بثلاثة أهداف مقابل هدفين.
لم يكن المشهد مجرد احتفال بلقب بل ملحمة كروية مكتملة العناصر امتزجت فيها الدراما بالإصرار والتقنية بالعاطفة لتمنح الجماهير العربية واحدة من أكثر النهائيات إثارة في تاريخ البطولة.

المغرب دخل النهائي وهو يحمل على كاهله ثقل الانتظار الطويل ثلاثة عشر عاماً كاملة منذ آخر تتويج عربي في 2012 فيما جاء الأردن بلا عقد مسلحاً بروح “النشامى” التي لا تعترف بالمستحيل.
وبين الطموحين اشتعلت المباراة منذ دقائقها الأولى حين باغت أسامة طنان الجميع بتسديدة صاروخية من منتصف الملعب في الدقيقة الرابعة هدف مبكر أشعل المدرجات ومنح “أسود الأطلس” أفضلية نفسية سريعة لكنها لم تكن كافية لحسم المعركة.

الأردن الذي أظهر شخصية كبيرة طوال البطولة عاد في الشوط الثاني أكثر شراسة وتنظيماً.
علي علوان نجم المنتخب وهدافه أعاد فريقه إلى المباراة برأسية متقنة في الدقيقة 48 قبل أن يمنح التقدم لبلاده من ركلة جزاء احتسبت بعد العودة إلى تقنية الفيديو” الفأر ” في قرار تحكيمي أثار الكثير من الجدل وأشعل الأعصاب داخل الملعب وخارجه. في تلك اللحظات بدا أن الكأس تميل نحو الجانب الأردني وأن المغرب يواجه اختباراً قاسياً لإرادته.

لكن النهائيات لا تحسم إلا بالتفاصيل الصغيرة وباللاعبين القادرين على تغيير المصير. ومع اقتراب المباراة من نهايتها رفض عبد الرزاق حمد الله أن يكون شاهدا على ضياع الحلم. في الدقيقة 87 سجل هدف التعادل بعد مراجعة جديدة لتقنية الفيديو التي أنصفت المهاجم المغربي وأعادت الأمل لجماهيره. ومع بداية الأشواط الإضافية كان الزخم المعنوي قد انتقل بالكامل إلى الجانب المغربي ليعود حمد الله نفسه في الدقيقة المئة ويوقع على هدف الانتصار هدف حمل في طياته سنوات من الانتظار وأعلن بداية احتفالات امتدت من الدوحة إلى كل مدن المغرب.

المباراة لم تكن مجرد صراع بين منتخبين بل حملت أبعاداً رمزية لافتة أبرزها المواجهة الخاصة بين مدربين مغربيين طارق السكتيوي على دكة المغرب وجمال السلامي على دكة الأردن في صورة تعكس اتساع المدرسة التدريبية المغربية وتأثيرها المتزايد في الكرة العربية. كما لعب الحضور الجماهيري الكثيف الذي تجاوز 84 ألف متفرج دوراً محورياً في رفع الإيقاع وتحويل اللقاء إلى عرض كروي استثنائي لم يخل من قرارات تحكيمية مصيرية وتقلبات درامية زادت من حرارة النهائي.
هذا التتويج لم يأت من فراغ بل كان حصيلة مسار متوازن قدم فيه المغرب صورة منتخب يعرف كيف يفوز حتى عندما لا يكون في أفضل حالاته.
تصدر مجموعته بثبات تجاوز الأدوار الإقصائية بصعوبة حيناً وبإقناع حيناً آخر قبل أن يبلغ النهائي بثقة فريق يدرك أن لحظته قد حانت.
وهو لقب يتجاوز قيمته الآنية ليؤكد أن ما تعيشه الكرة المغربية منذ سنوات ليس طفرة عابرة بل نتيجة مشروع رياضي متكامل بدأ بتطوير البنية التحتية ومر بالاستثمار في التكوين ووصل إلى حصد الألقاب قارياً وعربياً وعالمياً.

أما الأردن فرغم مرارة الخسارة فقد غادر البطولة مرفوع الرأس.
قدم منتخباً مقاتلاً منضبطاً وقادراً على مجاراة الكبار وأثبت أن “النشامى” باتوا رقماً صعباً في المعادلة العربية وأن مسألة التتويج ليست سوى مسألة وقت إذا استمر العمل بنفس الروح والطموح.
مع صافرة النهاية ارتفع العلم المغربي في سماء لوسيل لا كرمز لفوز في مباراة بل كتجسيد لإرادة جماعية لا تعرف الاستسلام.

كأس العرب 2025 حملها المغرب بجدارة وحملت معه رسالة واضحة: المجد لا يمنح بل ينتزع بالصبر والعمل والإيمان حتى اللحظة الأخيرة.

التصنيفات: ميادين