يعيش النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور واحدة من أصعب فتراته مع ريال مدريد، حيث بات اللاعب محاصراً بين صافرات استهجان الجماهير التي لم تعد تغفر عثراته، وبين صرامة الإدارة التي ترفض أي نوع من التراخي، ما خلق حالة من الغليان داخل قلعة “سانتياجو برنابيو”.
الجماهير ترفض مسامحة فينيسيوس على عثراته
ووفقاً لما أوردته صحيفة “آس” الإسبانية، تعرض فينيسيوس جونيور لصافرات استهجان في ملعب “سانتياجو برنابيو”؛ حيث يبدو أن الجماهير -أو قطاعاً منها، نظراً لانقسام المدرجات بين الانتقاد والتصفيق- لا تنوي مسامحة البرازيلي، وهو اللاعب الذي يحظى بمعاملة من قبل بعض وسائل الإعلام تختلف تماماً عما يتلقاه بقية زملائه في الفريق خلال الأسابيع الأخيرة.
ومع ذلك، لا يزال ريال مدريد وقادته يقفون بوضوح إلى جانب المهاجم في هذه القصة، رغم القلق المتزايد من المناخ العام الذي أحاط بفينيسيوس في الأشهر الأخيرة.
توتر إدارة الريال تجاه وضع النجم البرازيلي
تسيطر حالة من التوتر المحيطة بالنجم البرازيلي على تفكير مجلس إدارة ريال مدريد، حيث تسعى الإدارة جاهدة لتجنب انزلاق الفريق في فخ “الرضا عن الذات” أو التراخي خلال المرحلة المقبلة.
هذا الدعم لا ينفي وجود قناعة داخل “المكاتب العليا” بأن جميع اللاعبين يستطيعون تقديم المزيد مقارنة بما قدموه حتى الآن.
كان الرئيس فلورنتينو بيريز قد وجه رسالة مباشرة للفريق خلال مأدبة غداء عيد الميلاد يوم الجمعة الماضي، قائلاً: “هنا، لا مكان للرضا عن الذات”، وهو المبدأ الذي لا يزال متمسكاً به، ولهذا السبب، من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تشديداً أكبر في وتيرة العمل اليومي داخل “فالديبيباس”.
محاولات مستمرة من فينيسيوس رغم التراجع البدني
فيما يتعلق بمساهمته الفنية، اعترف فينيسيوس نفسه بأنه يشعر ببعده عن أفضل مستوياته البدنية والفنية، ومع ذلك، يظل النجم البرازيلي هو اللاعب الذي لا يتوقف عن المحاولة والبحث دائماً عن مرمى المنافسين أو عن زميله المتمركز في وضعية أفضل، كما ظهر في لقاء إشبيلية عندما وضع مبابي منفرداً أمام الحارس فلاشوديموس في فرصتين واضحتين لم ينجح الفرنسي في تحويلهما إلى أهداف.
كما يرى المسؤولون أن ما حدث يوم السبت عقب استبداله كان من الممكن تجنبه، لكنه في النهاية كان قراراً فنياً بحتاً يحظى بكامل الاحترام كونه صادر عن المدرب.
حادثة الكلاسيكو لم تعد من الماضي
أما بخصوص الضحكات التي رصدت بين اللاعبين على مقاعد البدلاء في مباراة تالافيرا بكأس ملك إسبانيا، فلم يتم وضعها في الاعتبار داخل أروقة النادي، سواء أعجب ذلك البعض أم لا.
ورغم ذلك، يعترف المسؤولون بأن الأجواء بين جماهير مدريد وفينيسيوس قد تغيرت منذ لحظة استبداله في مباراة برشلونة، وأن حالة الاحتقان التي تولدت حول نجم فلامنجو السابق لا تساعد على استعادة الهدوء الطبيعي، رغم أن الحوار بين فينيسيوس وبيريز وبقية المسؤولين يظل مستمراً وسلساً، حيث يثمنون عمله وإصراره داخل الملعب، والتغيير الواضح في سلوكه وتصرفاته على العشب الأخضر.
فينيسيوس يبرز الأزمة بتصرف مثير للجدل
تعد ردة فعل فينيسيوس الأخيرة عقب أحداث ليلة السبت -بتغيير صورته الشخصية عبر حساباته- إشارة واضحة إلى أن الأمور لا تسير وفق السيناريو المخطط له.
ولا يشعر فينيسيوس، المتواجد حاليا في دبي، بالراحة تجاه التشكيك في قدراته، لكن يقولون داخل ريال مدريد: “هذه الأيام بعيداً عن الصخب ستكون مفيدة للجميع”.
وذكرت “آس” أن كل هذا يحدث في ظل عدم التوصل لاتفاق حول تجديد عقده، وهو الأمر الذي لا يزال يُعتبر مفروغاً منه في مكاتب “فالديبيباس”، رغم عدم وجود أنباء ملموسة عنه حتى الآن.
