قراءة في اداء تضامن حضرموت بعد خسارة مفصلية بدوري أبطال الخليج – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

قراءة في اداء تضامن حضرموت بعد خسارة مفصلية بدوري أبطال الخليج

عادل حويس / الرياضة نت

سقط قناع التوقعات المريحة مبكراً في مشوار تضامن حضرموت بدوري أبطال الخليج، حيث تحول اللقاء المفترض أن يكون “الأقل صعوبة” إلى امتحان قاس كشف الهوة بين الطموح والواقع العملي. لقد دخل الفريق أرضية ملعب الدوحة وهو يحمل أحلاما مؤجلة وروحا متوثبة بعد غياب طويل عن المنافسة الحقيقية لكنه اصطدم بثلاثة عوامل متشابكة شكلت مجتمعة نسيج خسارته المرة: غياب الحدة التنافسية وقرار تحكيمي أثر في نفسية اللاعبين وعجز عن تحويل التفوق الميداني إلى أرقام على لوحة النتائج.

المشاهد المحايد يرى مباراة انقسمت زمنيا إلى قسمين غير متساويين في القيمة والدلالة.
شوط أول وسطي الأداء يغلب عليه الحذر والتريث كأن الفريقين يرقصان على إيقاع بطيء بانتظار خطأ الآخر. وشوط ثان حسم مبكراً بركلة جزاء اختلف حولها المراقبون لكن تأثيرها على نفسية اللاعبين كان واضحاً كالشمس. هنا بالضبط تكمن المفارقة: فبدلاً من الاستسلام أطلق التضامن أعنف هجوم له في الدقائق العشر الأخيرة وكأن الخسارة المحتملة كانت الصدمة الكهربائية التي أيقظت عضلات الفريق الخاملة. خلال تلك الدقائق القليلة شهدنا انفرادات خطيرة وتسديدات هزت العارضة وضغوطاً كادت تؤدي إلى التعادل في أداء يثبت أن المشكلة لم تكن في غياب القدرة بل في تأخير استدعائها.

من منظور رياضي محض تظهر الأرقام قصة مثيرة للاهتمام. فريقي يعاني من فتور بدني وتكتيكي لثمانين دقيقة يتحول فجأة إلى آلة هجومية مصغرة في عشر دقائق فقط يخلق خلالها فرصاً أكثر مما صنع طوال المباراة. هذا التناقض الحاد في الأداء داخل المباراة الواحدة يطرح سؤالاً جوهرياً حول الاستعداد النفسي والخطط البديلة. هل كان الفريق بحاجة إلى هدف الخصم ليدفعه للعب بحقيقته؟ أم أن إدارة المباراة تكتيكيا تحتاج إلى مراجعة؟

الخسارة بهدف نظيف أمام النهضة العماني رغم مرارتها تترك الباب مواربا للأمل.
نعم لقد انتقل الفريق من موقع المطارد للصدارة إلى موقع المدافع عن فرصته الضعيفة في التأهل لكن الرياضة تعلمنا أن المعادلات الحسابية رغم قسوتها قابلة للتغير مع كل صفرة بداية.
الدرس الأهم لا يكمن في النقطة الضائعة بل في اكتشاف هوية الفريق الحقيقية تحت الضغط. تلك الدقائق العشر الأخيرة كانت أكثر من مجرد محاولة يائسة للتعادل كانت رسالة واضحة من اللاعبين إلى أنفسهم أولا وإلى الجماهير ثانيا بأن روح المقاومة لم تنطفئ.

الطريق الآن أكثر وعورة والمطلوب من تضامن حضرموت ليس معجزة رياضية بل إرادة فولاذية تستثمر في الدرس القاسي.
المباراتان القادمتان ضد الريان والشباب لم تعدا مجرد مواجهات للحصول على نقاط بل تحولا إلى اختبار حقيقي لشخصية الفريق وقدرته على تحويل الألم إلى وقود والخسارة إلى دافع.
إن قدرة الفريق على تقديم أداء متكامل لمدة تسعين دقيقة وليس عشر دقائق فقط هي المعيار الحقيقي لتقييم هذه التجربة.

في الختام قد يسجل في سجلات البطولة أن تضامن حضرموت خسر مباراته أمام النهضة العماني بهدف دون رد. لكن في سجلات القلب الجماعي للفريق والجماهير قد تسجل تلك المباراة باعتبارها اللحظة التي اكتشف فيها العملاق الحضرمي قوته الحقيقية متأخرة لكنها لم تفت الآوان بعد.

فالأحلام الكبيرة لا تتحطم بهزيمة بل تتنقى وتصهر في أتون التحدي لتعود أقوى وأكثر صلابة.

التصنيفات: أخبار عربية,عاجل