مات علي الشرعبي بين جدران قلعة البطولات (أهلي صنعاء) ولم يمت أسمه وبهاء وجه وهو أول الضوء الذي يستقبلنا عندما ندخل النادي..وآخر الضوء الذي يودعنا بابتسامة مختلفة وبحب تلقائي وتعامل بسيط قل أن نجده في وجوه وتعاملات الكثير ممن تسمروا على كراسي الادارة الأهلاوية لعقود من الزمن..والفارق شاسع وكبير بينهم وبين علي الشرعبي في كل شيء..!!
مضى بهدوء..كعادته..وأول سؤال يخطر على بال من عرفوه وأحبوه : من سيأتي مثل علي الشرعبي بعشقه وولهه وأمانته وحرصه وهو الذي لم يكن له نصيب إلا في أن يحمي الأهلي كبيته الأول ومسكنه العتيق..وفي الدفء الذي كان يخبأه داخل قلبه وروحه لكل شيء مرتبط بالأهلي وباللون الأحمر ونجومه كباراً وصفاراً سيسأل البعض ومن هذا علي الشرعبي الذي لم نعرف أنه كان لاعباً أو نجماً أهلاوياً..واليوم نجد الكل يبكيه..والجميع حزينون ومتألمون على فراقه..؟
علي الشرعبي هو الحارس الأهم..والرجل الأشم..الذي كان يشكل الأمان لنادٍ مليء بالنجاحات..وقلعة مرصعة بالذهب والكؤوس والميداليات..وهو الذي كان أشد حرصاً على النادي وملاعبه ومنشآته وممتلكاته..أكثر بكثير من بعض يدعي ذلك..وهم يتواجد فقط بحثاً عن فائدة أو مصلحة أو مصروفات بمسميات متعددة فيما اللاعب والنجم الأهلاوي يكدّ ويتعب ويحقق البطولة ولا يجد سوى عشرة ألف ريال أو عشرين ألف (مكافأة) لا تغطي دبتين بترول..!!!
نحبك يا علي يوم أن كنت حياً ترزق..واليوم وقد أصبحت ذكرى..ويوم أن تتغير الأيام وتطوى السنين..ستظل ذلك الحب الأحمر الذي لم يتغير..ولم تعبث به المصلحة..ويكفي هذا الحب المخلوط بالألم لموتك..ورحيلك..وغيابك..الذي سيظل فراغاً يذكرنا بك..وبالحب الذي تخلده القلوب..وليتهم يفهمون ويتعظون..!
رحمة الله تغشاك ومغفرته ورضوانه يا علي الشرعبي.
