رغم أنها قد تكون حملة، لإنهاء حالة السكون التي يعيشها برشلونة، والتي بفضلها استعاد عافيته، وظهر بشكل المنافس الحقيقي محليا وأوروبيا، إلا أن تسريبات صحيفة الموندو الكتالونية، بدأت تكشف واقعا غريبا عن جشع نجوم البارسا، وتفضيلهم لمصالحهم الشخصية، بعيدا عن مصلحة النادي الذي كان سببا في بناء أسطورتهم.
التسريبات بدأت بميسي، ومرت ببيكيه ونيمار، ولا ندري أين ستتوقف..ومع كل تسريب، تظهر ملامح البؤس التي عاشها هذا النادي مع نجومه الذين دافعوا عن ألوانه، ودفع لهم أضعاف أضعاف ما بذلوا، وجعلهم الأكثر ثراء في عالم المستديرة.
ولعل في هذه التسريبات إجابة سريعة لحالة الانهيار التي حدثت لبرشلونة بشكل مفاجئ، وتم إلصاقها بفيروس كورونا، الذي قد يكون الأكثر براءة في هذه القضية، من النجوم أنفسهم الذين لم تكفيهم الملايين التي يسبحون فيها، فأردوا رفع عدد أصفار رصيدهم في البنوك بشكل سريع، على حساب الكيان الذي كان سببا في تخمة أرصدتهم.
ميسي الذي بكى البرشلونيون على رحيله، لم يكن أبدا يبحث عن مصلحة البارسا، ودليل ذلك شروطه السبعة التعجيزية، للبقاء في برشلونة، ورغم الموافقة على معظمها كان يحمل عائلته، وملايينه التي تجاوزت المليار، ويرحل صوب باريس، ليس لتحد جديد..بل لفتح رصيد أكثر ضخامة يتسع للقادم من أموال سان جيرمان.
لا يمكن تخيل أن لاعب يحصل على نصف مليار يورو كرواتب خلال 5 سنوات، يبحث عن طائرة خاصة تقله إلى الأرجنتين لقضاء أعياد الميلاد وراتب لشقيقه نظير أتعابه في إدارة أعماله وغرفة خاصة في الكامب نو، وغيرها من الأمور التي تعد مجرد (قروش قليلة وسلط محيط الملايين).
وهناك نجد أن بيكيه ضغط على الرئيس السابق، ليجعله المدافع الأكثر دخلا في إسبانيا وتجاوز منافسه لاعب الريال السابق راموس، ونكتشف أنه تقاضى خلال 5 مواسم 142 مليون يورو، رغم تقدمه في السن وتراجع مستواه.
واليوم، نكتشف أن نيمار تذرع بأن برشلونة أراد إحراجه عندما كشف عن قيمة مكافأة تجديده وهي 64,4 مليون يورو، وهو سبب رحيله الحقيقي، رغم أن نيمار نفسه قال إنه يبحث عن تحد جديد في مشوار الكرة الذهبية، ليكتشف الجميع أنه يبحث عن بنك جديد لزيادة رصيده الفلكي.
وحتى لا يقال أننا نظلم هؤلاء النجوم، وأن التسريبات لم يتم التأكد من صحتها، فإن نادي برشلونة نفسه لم ينفها، بل خرج ببيان يهدد بمقاضاة الصحيفة لتعديها على خصوصية النادي واختراق بياناته، بدلا من تفنيد هذه المعلومات الخطيرة.
إذا الأمر في النهاية لا يتعدى الجشع الذي يصل حد (الفجع) وأفواه مهما ملأتها ب (الأرانب) ستبقى جائعة..وكأنه إعادة تجسيد شخصيات فاتن حمامة ومحمود ياسين وفريد شوقي في الفيلم الخالد..أفواه وأرانب..لكن أفواه نجوم التسريب يبدو أنها لن تشبع..مهما ملأتها ب (الأرانب)..والأرنب بمصطلح الأفلام المصرية القديمة يعادل (مليون جنيه).
