انتهى لقاء “الكلاسيكو” بين عملاقي إسبانيا.. برشلونة وريال مدريد، بفوز الأول بثنائية، وما زالت أصداؤه تتردد، لأنه حمل في جعبته العديد من الملاحظات والمعطيات والتفاصيل الجديرة بالتوقف والتعليق وإبداء الرأي بشأنها.
ماليا.. جنى برشلونة ثمانية ملايين ونصف المليون يورو من بيع التذاكر، ذلك ان 95 ألف متفرج حرصوا على متابعة اللقاء من فوق المدرجات، في إشارة الى أن “البارسا” سيعود الى سابق عهده قويا ومهاب الجانب، فالأمر له علاقة مباشرة بالجانب القومي، وبرشلونة واحد من ابرز رموز مقاطعة كتالونيا، التي لم تتخل عن حلم الاستقلال عن إسبانيا، وإلا بماذا نفسر حرص المدرب اللامع “غوارديولا” على مواكبة اللقاء من فوق المدرجات، وهو المقيم في إنكلترا؟
فنيا.. أدار المدرب الشاب “تشافي” اللقاء بمنتهى المهنية والحنكة والذكاء، وتجلى ذلك بوضوح، من خلال اصراره على توظيف “رونالدو أراوخو” كظهير أيمن، من اجل الحد من خطورة “فينيسوس”، وهو ما تحقق، باستثناء الكرة العرضية، التي ارسلها البرازيلي واصطدمت برأس “أراوخو” وأكملت سيرها في الشباك معلنة عن هدف ريال مدريد الاول والأخير، فضلا عن حيوية ومرونة ونجاعة بقية اللاعبين في الخط الخلفي، الذين حرموا كريم بن زيمة من تشكيل اية خطورة على مرمى “تيرشتيغن”، وقد انعكس الأداء الدفاعي، المنضبط والملتزم، على سائر الخطوط الأخرى، وكان القائد الميداني “بوسكيتش” و”دي يونغ” و”غافي” في افضل حالاتهم، فأمسكوا بزمام منتصف الميدان ومونوا بسخاء رجال الخط الأماني، “رافينا”، الذي كان في يومه، و”ليفاندوفسكي”، بالكرات فشكلت خطورة حقيقية على مرمى “كورتوا”، الذي تكفل بإفساد كافة الهجمات، وانقذ مرماه من عدة أهداف.
مستوى الأداء كان ممتعا ومثيرا وشيقا، وتميز برشلونة بسرعة استرجاع الكرة بممارسة أسلوب الضغط العالي، وأثبت مدرب “الملكي” أنشيلوتي أنه من طينة الكبار، وتم التعبير عن ذلك من خلال تبديلاته الجذرية والواسعة عندما اخرج كافة رجال خط المنتصف، وعلى ضوء ذلك عاد “الريال” حيويا وفرض حضوره وخطورته، وكلل مجهوده بهدف “اسينسيو”، لكن تقنية “الفار” أكدت عدم شرعية الهدف وسط رفض القرار خصوصا من المدرب أنشيلوتي، الذي انتقد التحكيم بشدة.
نقلا عن صحيفة الايام الفلسطينية
