رغم أنه مشروع لم يُكمل عامه الأول، لكنه نجح في تحقيق سلسلة نجاحات مستمرة، جعلته محط أنظار الجميع في كرة القدم السعودية. وهنا يمكن الحديث في المشروع المميز الذي قدمته شركة نيوم بقيادة فريقها نحو إنجاز غير مسبوق، متمثل في الصعود إلى دوري روشن للمحترفين.
وبات نيوم أول الأندية التي حسمت صعودها للنسخة المقبلة من الدوري، بعدما حقق فوزا سهلا على العربي بنتيجة 3-0، أمس الثلاثاء، قبل 4 جولات من نهاية “دوري يلو”.
صحيح أن هناك العديد من الأندية التي تمكنت من حسم صعودها قبل جولات عدة من النهاية، لكن الأمر يبدو مختلفا بالنسبة لنيوم الذي يعتبر أحد أبرز المشروعات القادمة بقوة، لتهديد كبار الدوري السعودي بالموسم المقبل.
حجر الأساس
عندما صعد نيوم لدوري يلو، مطلع الموسم الجاري، قرر وضع خطة مميزة، تضمن صناعة فريق قوي على غرار الأندية السعودية الكبرى، بهدف المنافسة بقوة، والصعود لروشن في أسرع وقت ممكن.
وبدأ الأمر، بالتعاقد مع المدرب البرازيلي المميز بريكليس شاموسكا، نظرا لإمكانياته التكتيكية والهجومية الكبيرة، بالإضافة لنجاحاته السابقة مع الأندية التي دربها، بجانب قدرته على إدارة غرفة مليئة بالنجوم.
وتمكن بعدها نيوم من تقديم عروض خيالية لبعض النجوم الذين يتمتعون بتجارب وخبرات كبيرة في مختلف الدوريات، حيث ضم ثنائي الهلال التاريخي المتمثل في سلمان الفرج ومحمد البريك، فضلا عن المصري أحمد حجازي، نجم اتحاد جدة السابق والذي صال وجال في الملاعب الإنجليزية، ولديه تجربة مميزة مع الأهلي المصري، من أجل قيادة الخط الخلفي.
كذلك، كان للبرازيلي رومارينيو، أسطورة اتحاد جدة، له دورا كبيرا في صعود الفريق لدوري روشن، رغم رحيله في الميركاتو الشتوي الماضي، صوب الريان القطري، باللعب مع نيوم لمدة 6 أشهر مميزة.
والتعاقد الأبرز، متمثل في خطف الجزائري سعيد بن رحمة، نجم أولمبيك ليون في صفقة مفاجئة خلال الميركاتو الأخير، لينجح في تقديم عروض مذهلة، ساهمت في صعود فريقه.
وبخلاف هذه الأسماء، فقد جمع بين عدة عناصر شابة، متمثلة في أحمد الغامدي وعبد الملك العييري وعباس الحسن، وهو ما جمع بين مزيج الخبرة والشاب.
وخلال أشهر قليلة، تمكن نيوم من الصعود لدوري روشن، بتحقيق الفوز في 21 مناسبة، بجانب 6 تعادلات و3 هزائم، وهو صاحب أقوى خط هجوم ودفاع، بتسجيل 65 هدفا واستقبال 24.
قائد بمعنى الكلمة
من الشروط الواجب توافرها في نجاح أي مشروع، هو وجود قائد قوي، يستطيع التحكم في المجموعة، ومساعدتها على المضي قدما نحو القمة، وهو ما انطبق على سلمان الفرج.
وقرر مايسترو الوسط الذي كتب تاريخا كبيرا مع الهلال والمنتخب السعودي، قبول التحدي وآمن بمشروع نيوم، ليكون أحد أهم النجوم التي ساهمت في خروجه للنور.
وبالفعل، كان قائدا بمعنى الكلمة، فقد ظهر في فيديو شهير نشره المركز الإعلامي لنادي نيوم، قبل خوض المباراة الأولى، وهو يتحدث مع اللاعبين عن أهمية البداية وتوجيه رسالة قوية للخصوم، حيث أظهر صرامة قوة شخصية جذبت أنظار الجميع.
فضلا عن مستواه الفني الذي لا غبار عليه، قبل أن يتعرض للإصابة بقطع في الرباط الصليبي خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ولكن ذلك لم يمنعه من دعم الفريق خارج الملعب.
وسبق وأن أكد أن تواجده ضمن مشروع نيوم، يعد شرفا كبيرا بالنسبة له، موضحا أن “فريقه سينافس بقوة على لقب دوري روشن بالموسم المقبل”.
تهديد الكبار
مع الظهور اللافت لنيوم في موسمه الأول، فمن المتوقع أن يكون بمثابة قرش جديد، ينافس كبار دوري روشن بالموسم المقبل، في ظل الحديث المستمر عن استقطاب عدة نجوم بارزين من مختلف الدوريات الأوروبية.
ويتشابه مشروع نيوم مع القادسية في عدة جوانب، حيث تمكن الأخير من القيام بتجربة مماثلة، وتأهل لدوري روشن مطلع الموسم الجاري، ونجح في أن يكون منافسا شرسا على مراكز المقدمة.
ومع استمرار العمل في نيوم، ستكون الأمور أكثر صعوبة في الموسم المقبل، فيما يتعلق بالبطولات المحلية، ورغبة الفريق الصاعد حديثا في حجز مركز مؤهل لدوري أبطال آسيا للنخبة، وهو ما يؤرق أحلام الكبار.
وإذا تحدثنا عن المنافسة، فإن الأمر لا يقتصر عن المقاعد الآسيوية أو الألقاب فحسب، بل سيمتد للصراع على خطف الصفقات المحلية والأجنبية، حيث من المنتظر أن ينفق نيوم أموالا طائلة على جلب النجوم.
ومع الطفرة التي أحدثها صندوق الاستثمار في دعم رباعي القمة، فإن نيوم سيكون منافسا شرسا معهم على الصفقات، كما فعلت شركة أرامكو رفقة القادسية.
ورغم عدم مشاركة نيوم في دوري روشن حتى الآن، إلا أن اسمه أصبح يتردد في الصحف العالمية بشكل مستمر على غرار أندية القمة، وهو ما يشير للنجاح الواضح.
صفقات متوقعة
بمجرد فتح سوق الانتقالات الصيفية، سنشاهد تحركات نارية من إدارة نيوم للتعاقد مع صفقات من العيار الثقيل، حيث يعمل على تحقيق أكبر استفادة من زيادة عدد الأجانب في دوري روشن.
وشهدت الفترة الأخيرة، ارتباط نيوم بضم عدة أسماء عالمية، يأتي في مقدمتها الكاميروني أندريه أونانا، حارس مرمى مانشستر يونايتد، فضلا عن الإيطالي جورجينيو، لاعب وسط آرسنال.
وهناك أيضًا النجم البلجيكي كيفين دي بروين الذي سيرحل عن مانشستر سيتي بنهاية الموسم الجاري، بجانب الأسماء الأخرى التي ستنتهي عقودها بعد أشهر قليلة، ويمكن للنادي السعودي، مفاوضتها مثل الكرواتي لوكا مودريتش، لاعب ريال مدريد.
وتساهم تحركات نيوم المتوقعة في ارتفاع قوة المنافسة، ومتابعة أكبر للدوري السعودي بمختلف دول العالم، لمشاهدة نجوم الكرة العالمية مع ناديها الجديد.
من جانبه، أكد مصدر في نادي نيوم أن إدارة الفريق ترغب في أن يكون الظهور الأول لهم بدوري المحترفين مميزا، وأن تكون للفريق بصمة وليس مجرد المشاركة.
وأوضح المصدر، في تصريحات خاصة لكووورة: “وضعت الإدارة استراتيجية سيتم العمل على تنفيذها، وفي مقدمتها التعاقد مع أسماء عالمية للمنافسة على اللقب”.
وأردف: “المفاوضات بدأت بالفعل مع عدد من النجوم الأجانب، على رأسهم الإيطالي جورجينيو لاعب آرسنال، وتسير بشكل إيجابي معه حتى الآن”.