لا يعتبر كلاسيكو الهلال وأهلي جدة، المقرر إقامته، غدا الثلاثاء، في نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، كغيره من المباريات السابقة التي جمعتهما، نظرا لأهمية الحدث، ورغبة كل منهما في الظفر باللقب في نهاية المطاف.
الهلال تمكن من حجز بطاقة العبور بأفضل طريقة ممكنة، بعدما قص شريط مباريات الدور ربع النهائي، بفوزه الكاسح على جوانجو الكوري الجنوبي، بنتيجة (7-0)، فيما حقق الأهلي فوزا سهلا على بوريرام التايلاندي (3-0).
كلاسيكو حائر
كان يمكن التنبؤ بالطرف الفائز في أي مباراة، بالنظر لبعض العوامل والتفاصيل، ولكن الكلاسيكو المقبل يبدو مختلفا، نظرا لتقارب المستوى، وصعوبة تنازل أي فريق عن الفوز بسهولة.
وما يجعل الكلاسيكو حائرا بين الهلال والأهلي، هو توهج الفريقين خلال النسخة الحالية من البطولة، حيث نجحا في تقديم مستويات مذهلة، وخاصة في الجانب الهجومي.
الهلال على وجه التحديد هو الفريق الأقوى هجوما، بتسجيل 37 هدفا في 11 مباراة، وهو رقم يبرهن على قوة “الزعيم”، ورغبته الدائمة في الفوز، حيث سبق أن أكد البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب الفريق، وبعض اللاعبين في عدة مناسبات أن “الهدف الأبرز هو اللقب الآسيوي”.
في المقابل، لا يختلف الأهلي كثيرا عن الهلال، حيث أكد مدربه الألماني الشاب ماتياس يايسله، ونجوم فريقه أن “اللقب الآسيوي هو الحلم المنتظر لدى الفريق”، خاصة بعدما سجّل 29 هدفا، كثاني أقوى خط هجوم في المسابقة.
إنقاذ الموسم والباب الكبير
تعتبر البطولة الآسيوية، بمثابة الحلم الأجمل الذي يمكن أن يختتم به الأهلي موسمه، بعدما ودع بطولتي كأس الملك والسوبر، وأصبح بعيدا كل البعد عن التتويج بالدوري.
صحيح أن مواجهة الهلال تقف عائقا أمام طموحات الأهلي، ولكن رغبة الفريق في إسعاد الجماهير وعدم الخروج بموسم صفري، يمكن لها أن ترجح كفة “الراقي” الذي لم يسبق له وأن توج باللقب على مدار مسيرته.
وأكد الجزائري رياض محرز، نجم الأهلي وهداف البطولة أن “الأهلي يمتلك ميزة إضافية، وهي خوض المباراة في جدة على أرضه ووسط جماهيره”، وهو عامل مثير يمكن أن يمنح “الراقي” التفوق.
في المقابل، لا يقبل جيسوس فكرة التنازل عن اللقب، حيث يعلم جيدا أن تحقيقه يعتبر بمثابة الخروج من الباب الكبير، بعدما ارتبط بتدريب البرازيل عقب نهاية البطولة.
العجوز البرتغالي، سبق وأن حقق جميع البطولات الممكنة مع الهلال، ولكن يبقى اللقب الآسيوي هو الوحيد الذي استعصى عليه في الولايتين الأولى والثانية.
نيران الانتقام
كلاسيكو الهلال والأهلي، سيكون بعنوان نيران الانتقام، نظرا لرغبة كل منهما في الثأر من الآخر، وخاصة “الراقي”.
وتعود رغبة الأهلي في الثأر إلى نسخة 2019، التي شهدت خروجه على يد الهلال من الدور ثمن النهائي بالبطولة الآسيوية، حيث تفوق “الزعيم” في مجموع مباراتي الذهاب والإياب (4-3)، وأطاح بمواطنه خارج المسابقة.
وشاء القدر أن يجمع الثنائي للمرة الثانية في تاريخ البطولة الآسيوية، بعد 6 سنوات من آخر مناسبة، وهي فرصة رائعة قد تمنح الأهلي التفوق.
ومنذ ذلك الحين، ظل الهلال متسيدا مباريات الفريقين، حتى تمكن الأهلي من تحقيق فوز تاريخي أمامه حمل العديد من الأرقام الغائبة، عندما تفوق في ملعب “الزعيم”، بنتيجة (3-2)، بالجولة 23 من الدوري هذا الموسم.
ذلك الفوز، تسبب في تراجع الهلال خطوة عن صراع القمة، بجانب نيران الانتقادات التي اشتعلت في الفريق، لذا فهو يتطلع للثأر من الأهلي عن طريق الإطاحة به آسيويا.
القمة والقاع
صراع القمة والقاع، من أهم الأمور التي تشعل قوة المنافسة بين الطرفين، حيث أن خسارة اللقب ستعني خروج الأهلي بموسم صفري، وهو ما سيدفع الجماهير للهجوم على المدرب واللاعبين، رغم الظهور بصورة مميزة على المستوى الآسيوي.
كذلك، سيعاني الهلال من نفس الأمر، ولكن الوضع سيكون أكثر خطورة، بسبب الضغوطات القوية التي تلاحق الفريق منذ بداية الموسم والتشكيك في قدرات جيسوس وبعض اللاعبين، بعد التعثر في 10 مباريات بالدوري (تعادل 5 وخسر مثلها).
وبالتالي، فإن خسارة أي منهما ستكون بمثابة الهبوط للقاع، بسبب الانتقادات والقرارات النارية التي تعقب السقوط.
ولكن الفوز سيغير الوضع تماما بالنسبة للطرفين، وسيرفع الطرف المنتصر على الأعناق، وسيقربه من تحقيق أحلام جماهيره، وتجنب أي سلبيات.
فضلا عن الدفعة المالية وفتح الباب أمام نجوم جدد للانضمام إلى الفريق في الميركاتو الصيفي المقبل.
جيسوس ضد يايسله
حرب الأفكار ستكون من ضمن العوامل التي سترفع من حدة المنافسة، نظرا لتقارب أسلوب جيسوس ويايسله، ورغبة كل منهما في إثبات أفضليته على الآخر.
صحيح أن جيسوس يمتلك أفضلية كبيرة أمام يايسله بالتغلب عليه 4 مرات، مقابل مرة وحيدة للمدرب الألماني، ولكن أهم ما يميز الأخير، هو قدرته على مجاراة الأسلوب الهجومي القوي الذي يتبعه المدرب البرتغالي.
وبالنظر للقدرات الهجومية التي يتمتع بها الفريقان، فمن المتوقع أن تشهد المباراة غزارة تهديفية تتبعها أفكار تكتيكية مختلفة.
وبالنظر للراقي، نجد أنه الأكثر تماسكا في الفترة الأخيرة بسبب التوازن بين جميع خطوطه، بتسجيل أهداف مستمرة، والحفاظ على صلابته الدفاعية، على عكس الهلال الذي يعاني من مساحات بالجملة في الخط الخلفي.
لكن من المؤكد أن جيسوس سيعالج هذا الخلل، وسيحاول التقليل من خطورة الخط الأمامي، ليتجنب ما حدث في المواجهة الأخيرة التي جمعتهما بدوري روشن.