رفض الاستسلام .. ملحمة جديدة أمام كين لإنهاء عقدة الانتظار الطويل – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

رفض الاستسلام .. ملحمة جديدة أمام كين لإنهاء عقدة الانتظار الطويل

ليست مجرد مباراة، فهي مواجهة من شأنها أن تنهي واحدة من أكبر قصص المعاناة في تاريخ كرة القدم، والتي تتعلق بالمهاجم الإنجليزي هاري كين الذي لم يتوج بأي لقب من قبل طوال مسيرته.

هذا ما يفكر فيه بايرن ميونخ عندما يرحل، غدًا السبت، للقاء لايبزيج ضمن الجولة 32 من الدوري الألماني، ويضع عينه على تحقيق الانتصار للظفر رسميًا باللقب رقم 34 في تاريخه.

بداية المعاناة

بدأ كين مسيرته مع توتنهام متنقلًا بين العديد من الأندية الناشطة في الدرجات الأدنى على سبيل الإعارة من ليتون أورينت وميلوول ونورويتش سيتي وليستر سيتي، ليبدأ مسيرته الحقيقية مع السبيرز بدء من موسم (2014-2015).

ولم يكن توتنهام من الفرق المنافسة على الألقاب في تلك الفترة، ولكن نجح كين تحت قيادة ماوريسيو بوكيتينو في تشكيل حقبة مميزة للسبيرز، اعتاد خلالها الفريق اللندني على المشاركة في دوري الأبطال باستمرار.

ونافس السبيرز على لقب البريميرليج في موسم (2015-2016) قبل أن يخسر اللقب في نهاية المطاف لصالح ليستر سيتي.

وكانت عروض كين رفقة توتنهام جاذبة للأنظار، حيث توج بلاعب الشهر في البريميرليج 7 مرات، وتواجد في فريق العام للبريميرليج من قبل رابطة اللاعبين المحترفين 6 مرات، وتوج بجائزة أفضل لاعب صاعد من رابطة اللاعبين مرة واحدة.

كما توج بالحذاء الذهبي كهداف البريميرليج 3 مرات، وأفضل صانع ألعاب في البريميرليج مرة واحدة، وحصد جائزة لاعب العام في إنجلترا مرة واحدة.

وبالفعل كانت عروض كين وأهداف مؤثرة في نقل توتنهام إلى الواجهة، حيث وصل السبيرز إلى نهائي كأس الرابطة مرتين موسمي (2014-2015) و(2020-2021)، وحل وصيفًا في دوري الأبطال موسم (2018-2019).

ووصل كين إلى وصافة القائمة التاريخية لهدافي البريميرليج برصيد 213 هدفًا خلف ألان شيرر، ولكن كل مجهوداته الفردية لم تكلل بأي لقب.

حتى الجيل الذهبي للمنتخب الإنجليزي الذي تشكل تحت قيادة جاريث ساوثجيت، والذي نجح في إعادة الأسود الثلاثة إلى الواجهة من جديد، بالوصول إلى نصف نهائي مونديال 2018، قبل خسارة نهائي يورو 2020 على ملعب ويمبلي بالذات أمام إيطاليا، فذلك الجيل لم يخلص كين من عقدته مع غياب الألقاب.

الهروب الكبير

قرر كين إنهاء معاناته مع توتنهام بالانتقال إلى أحد أكبر الأندية الأوروبية بحثًا عن التتويج بالألقاب، ولم يجد أفضل من بايرن ميونخ المسيطر على الكرة الألمانية وأحد الأرقام الثابتة في دوري الأبطال.

وانضم كين لصفوف بايرن ميونخ في صيف 2023 مقابل 100 مليون يورو إضافة إلى الحوافز، ليصبح اللاعب رقم 16 الذي يتخطى ثمنه حاجز الـ100 مليون يورو.

وبالنسبة لكين كانت الأهداف واضحة وهي تسجيل الأهداف والفوز بالألقاب، وقال الدولي الإنجليزي في المؤتمر الصحفي الخاص بتقديمه كلاعب جديد في البايرن: “حتى الآن التجربة رائعة، هناك العديد من الأسماء والوجوه الجديدة والاستقبال كان رائعًا”.

وأضاف: “الكل يعرف مدى ارتباطي بتوتنهام، ويبقى النادي في قلبي دائمًا، ولكن أريد الفوز بالألقاب والمشاركة في دوري الأبطال، وبالتالي عندما تواصل معي البايرن كان يتوجب علي التفكير، حيث أريد دفع نفسي بقوة للفوز بالألقاب”.

الموسم الأول

توقع الكثيرون أن انتقال كين إلى البايرن سينهي عقدته سريعًا في ظل اعتياد البايرن على فرض هيمنته على الألقاب المحلية كل موسم، ولكن سرعان ما فرضت عقدة كين نفسها على العملاق البافاري.

وخسر كين أول مباراة خاضها مع البايرن 0-3 أمام لايبزج في السوبر الألماني، ليخسر بالتالي لقبه الأول مع البافاري.

وكان رد كين قويًا على مدار الموسم بتسجيل العديد من الأهداف وتحطيم الكثير من الأرقام القياسية في البوندسليجا مبكرًا، حيث أصبح أول لاعب يسجل 17 هدفًا في أول 11 مباراة في البوندسليجا، وبالوصول إلى هدفه الـ18 أصبح أفضل هداف إنجليزي في موسم واحد في تاريخ البوندسليجا متخطيًا كيفين كيجان وجادون سانشو.

وبوصوله إلى هدفه رقم 22 عادل روبرت ليفاندوفسكي كأكثر مسجل للأهداف في النصف الأول من الموسم، وبعدها وصل إلى 24 هدفًا ليعادل لوكا توني كأكثر من سجل أهدافًا في موسمه الأول مع البايرن وتخطى ذلك الرقم بعدها.

وبتسجيل هاتريك في الفوز أمام ماينز، أصبح أول لاعب ينجح في تسجيل ثنائية على الأقل في 8 مباريات مختلفة في موسمه الأول في البوندسليجا، وأنهى الموسم في صدارة الهدافين برصيد 36 هدفًا ليظفر بالحذاء الذهبي الأوروبي ويصبح ثاني إنجليزي يتوج بتلك الجائزة.

وعلى الرغم من كل تلك الأهداف والأرقام القياسية، إلا أن باير ليفركوزن هو من نجح في التتويج بلقب البوندسليجا للمرة الأولى في تاريخه، بل والأكثر من ذلك أن البايرن أنهى الموسم في المركز الثالث.

ونقل كين أيضًا تألقه الهجومي لدوري الأبطال بإنهائه في صدارة قائمة الهدافين برصيد 8 أهداف رفقة كيليان مبابي، إلا أنه ودع مع البافاري المسابقة من نصف النهائي أمام ريال مدريد، ليخرج من جديد بموسم صفري ويفشل في إنهاء عقدته بعدما ودع الفريق كأس ألمانيا مبكرًا من الدور الثاني أمام ساربروكن

وأبت العقدة إلا أن تواصل توغلها في أعماق كين في ذلك الموسم، بخسارة نهائي اليورو من جديد بالسقوط أمام إسبانيا هذه المرة في برلين.

رفض الاستسلام

رفض كين الاستسلام لتلك العقدة وعاد من جديد وبنفس القوة التهديفية هذا الموسم رغم الانتكاسات التي تعرض لها العملاق البافاري على مدار الرحلة.

فعلى الرغم من توديع البايرن كأس ألمانيا مبكرًا بالسقوط على أرضه في ثمن النهائي أمام باير ليفركوزن، إضافة إلى توديع دوري الأبطال بالسقوط في ربع النهائي أمام إنتر، إلا أن كين ظل متمسكًا بأمل التتويج باللقب الأول في البوندسليجا.

وسبق وأن صرح كين في فبراير/شباط الماضي عن الانتقادات التي يتعرض لها لغياب الألقاب قائلًا: “هناك العديد من الأشخاص على مدار مسيرتي لم يتحدثوا سوى عن حقيقة واحدة هي عدم تتويجي بأي لقب بعد، سيكون من الرائع إخراس بعض منهم”.

وبالفعل حتى الآن تخرس أهداف كين ألسنة الجميع، حيث يتصدر قائمة هدافي الدوري الألماني برصيد 24 هدفًا، وبات قريبًا من التتويج بلقب الهداف للموسم الثاني تواليًا.

إنهاء العقدة

الآن، أصبح كين على بعد خطوة من إنهاء عقدته في مباراة لايبزيج غدًا، وحينها سيصبح ثالث إنجليزي يتوج بلقب البوندسليجا بعد كيفين كيجان وأوين هارجريفيز.

ولكن يواصل الحظ عناده لكين، فحتى في اللحظة التي يقترب خلالها كثيرًا من إنهاء العقدة الأكبر في مسيرته، شاء القدر أن يتعرض للإيقاف ويغيب عن مباراة لايبزيج غدًا بعد حصوله على البطاقة الصفراء الخامسة في الموسم في الفوز أمام ماينز 3-0 الأسبوع الماضي.

وعن ذلك قال كين: “هذا جزء من قصتي أنني سأغيب عن مباراة لايبزيج، ولكن لا تقلقوا، سأحتفل أكثر من أي شخص آخر”.

التصنيفات: الدوري الالماني,عاجل