الثغرة الأخطر .. هل يفلت أنشيلوتي من دوامة الضغوط مع السامبا؟ – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

الثغرة الأخطر .. هل يفلت أنشيلوتي من دوامة الضغوط مع السامبا؟

في أرض السامبا، حيث ترقص الأحلام على إيقاع كرة القدم، يقف كارلو أنشيلوتي على أعتاب تحدٍ جديد مع منتخب البرازيل، بعد موسمٍ مخيبٍ مع ريال مدريد، حيث طاردته أشباح الإخفاق.

ويحمل المدرب الإيطالي خبرته العريضة إلى أرض السيليساو، ليواجه توقعاتٍ مرتفعة وشغف جماهير لا يعرف التنازل، والطريق أمامه مفروش بتحديات ثقيلة: إعادة بناء فريقٍ يتوق إلى استعادة مجده، وصياغة هويةٍ تجمع بين إرث الماضي وطموح المستقبل.

فهل سيكون أنشيلوتي ذلك القائد الذي يروّض العاصفة، أم ستبتلعه دوامة الضغوط؟

بقراءة متأنية للأداء الفني لريال مدريد تحت قيادة كارلو أنشيلوتي في الموسم الماضي تحديدا، يزداد القلق لدى كل محبي سيليساو، فالإيطالي المخضرم عانى من مشكلات غاية في الصعوبة، سيجد نسخة مكررة منها تماما لدى أصحاب الرداء الأصفر، يتقدمها هشاشة الدفاع وضعف مساندة الأجنحة.

قلب مفقود

منذ رحيل كاسيميرو، فشل ريال مدريد في تثبيت لاعب ارتكاز دفاعي بمواصفات تكتيكية وانضباطية مشابهة. ورغم صغر سن تشواميني وكامافينجا وتقديمهما أداءً بدنيًا لافتًا، إلا أنهما افتقدا روح “الارتكاز الكلاسيكي” الذي يساعد في بناء الهجمات والتغطية الدفاعية وقبل ذلك تحطيم هجمات الخصم.

في البرازيل، الأزمة تتكرر بغياب بديل موثوق لكاسيميرو في أدواره الدفاعية، ما يجعل خط الوسط مكشوفًا دائما خلال التحولات.

وسيكون أنشيلوتي بحاجة ماسة لوضع محور ثابت يوازن بين الانضباط والديناميكية، وإلا سيظل قلب تشكيلته هشًا في وجه الهجمات المرتدة القاتلة.

ومن أجل ذلك قرر المدرب أن يلجأ للحل القديم: لقد أعاد استدعاء كاسيميرو نفسه، لكي يقوم بالمهمة الثقيلة بعدما أظهر لمحات من التحسن مؤخرا مع مانشستر يونايتد، لكن ستستمر الشكوك حول ما إذا كان اللاعب جديرا بتقديم الأداء المطلوب الذي عرف عنه سابقا.

سلاح خامل ونقطة ضعف

المفارقة الأخرى أن فينيسيوس جونيور، أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في هجوم ريال مدريد مع كارلو أنشيلوتي، أصبح معضلة تكتيكية متكررة.

ويفرط فينيسيوس في البقاء في المواقع الهجومية على الجهة اليسرى، ويتجاهل تماما المساندة مع زملائه في الخط الخلفي مما جعل ريال مدريد والبرازيل معًا فرقًا سهلة القراءة ومخترقة دفاعيًا، إضافة إلى أن الاعتماد المكثف على تلك الجبهة ربما أضعف الجهة اليمنى وألغى تأثيرها نوعا ما!

ومن ثم سيتعين على أنشيلوتي إعادة توزيع الأدوار الهجومية، وتفعيل الجهة اليمنى بطريقة تبعد أنظار خصومه عن ثغرات جبهة فينيسيوس، وتمنح الفريق تنوعًا في صناعة اللعب أيضا.

الثغرة الأخطر

تترك التحولات الدفاعية “حفرة عميقة” إن صح التشبيه، في فريق أنشيلوتي عند تقدم الأظهرة من دون تغطية، مع البطء في الارتداد، حيث تتشكل المساحات المفتوحة بين الوسط والدفاع.

وهذه هي علامات الإنذار التي ظهرت في عدد من مباريات الريال هذا الموسم، وتكررت مع البرازيل تحت قيادة المدربين المؤقتين.

التحول الدفاعي البطيء قد يكون الكابوس الأكبر في مواجهات ضد فرق أمريكا الجنوبية الشرسة خاصة عندما تكون الجائزة المغرية أمامها التأهل لكأس العالم.

هذه الثغرة الكبرى ستحتاج جهدا مضاعفا من جانب أنشيلوتي لترميم تلك الفجوة سريعًا عبر حلول تنظيمية لا تعتمد فقط على الموهبة والمهارات الفردية.

ضعف البناء

كان الملاحظ أن ريال مدريد لا يمتلك نمطًا منهجيًا واضحًا للخروج بالكرة من الخلف، بل يعتمد أحيانًا على مهارات فردية أو تمريرات مباشرة من الحارس تيبو كورتوا صوب أصحاب السرعة فينيسيوس، رودريجو ومبابي.

في البرازيل، تبدو المشكلة أعمق، لا سيما مع عدم استمرارية حراس المرمى في ظل الإصابات المتكررة للثنائي أليسون بيكر وإيدرسون، مع مدافعين لا يتقنون التدرج في التحضير، وقد ظهر ذلك جليا في السقوط المدوي 4-1 أمام الأرجنتين بالجولة الماضية من تصفيات المونديال.

وفي هذه النقطة ربما تكون وفرة اللاعبين عاملا مساعدا أكبر لإيجاد الحل المناسب، مقارنة بالوضع المذري الذي واجه المدرب الإيطالي مؤخرا في الريال، مع ندرة الاختيارات وكثرة الإصابات.

سيكون أنشيلوتي بحاجة لإعادة تصميم هيكل “الثلث الأول”، بالاعتماد على تمركز الأظهرة وتوزيع الأدوار بين المدافعين والحارس لتأمين انتقال سلس نحو الثلث الهجومي.

وفي هذا الجانب يبرز رقم سلبي يحتاج التأمل: اهتزت شباك البرازيل بـ31 هدفا في 25 مباراة خاضها السيليساو منذ مونديال قطر 2022!

نظرة واقعية

بالعودة لمباراة الأرجنتين الماضية، عانت البرازيل من نقصٍ في كثير من الجوانب التكتيكية وكانت النتيجة تلك الخسارة المريرة.

لقد بدا الفريق الأصفر بأكمله مُشتتًا، سواءً خلال الاستحواذ على الكرة أو من دونها. كان فينيسيوس جونيور ورافينيا محاصران من قلبي دفاع الخصم، دون أن يُقدما أي مساهمة دفاعية تُذكر.

كما لم يُفلح رودريجو في لعب دور الرقم 10 الحر، وتراجع كونيا إلى العمق ولم يُقدم الكثير.

وبدورهما لم يتمكن جويلينتون وأندريه، من التقدم بالكرة إلى الأمام. بدا الظهيران متوترين، ولم يُقدما عمقًا أو أداء جيدا في مواقعهما. ونتيجةً لذلك، لم تُسجل البرازيل سوى 3 محاولات كانت جميعها من خارج منطقة الجزاء: هدف كونيا وركلتان حرتان من رافينيا.

في هذه الأثناء، اخترقت الأرجنتين خطوط الدفاع في جميع أنحاء الملعب دون بذل جهد يُذكر، وأهدرت 4 فرص خطيرة مقابل صفر للبرازيل!

أنماط مكررة

لم تكن التحديات التي عاشها أنشيلوتي في ريال مدريد إجمالا ظرفية أو ناتجة عن ضعف أسماء بعينها، بل كانت نتيجة أنماط تتكرر بسبب فلسفة اللعب المرنة التي تفتقر أحيانًا إلى الحزم والتنظيم الدفاعي المتين.

المدرب الإيطالي، الذي يتمتع بخبرة قلّ نظيرها، يواجه اختبارًا جديدًا: كيف يبني منظومة متكاملة لا تعتمد فقط على المهارات الفردية، بل تقوم على أساس تكتيكي صارم، خصوصًا في بيئة كروية مثل البرازيل، حيث تطغى العاطفة والمزاجية على الانضباط.

أنشيلوتي مطالب الآن بأكثر من مجرد حصد البطولات، وأمامه مهمة بناء منظومة متشابهة في التحديات (مقارنة بالميرنجي)، مختلفة في السياق، ويتطلب ذلك شجاعة في القرارات وتغييرا في النهج، لأن البرازيل ليست ريال مدريد!

ملامح الخطة الأولى

من واقع الحصص التدريبية القليلة التي أجراها أنشيلوتي مع البرازيل حتى الآن، وفي غياب سلاح رافيينا “الموقوف” سيعتمد المدرب الإيطالي على طريقة 4-4-2 أو 4-4-3 في أول مباراة ضد الإكوداور الجمعة المقبل، وفقا للصحافة البرازيلية.

وبعد مواجهة الإكوادور، تستضيف البرازيل باراجواي الثلاثاء المقبل على ملعب (نيو كيميكا أرينا) في ساو باولو.

وتحتل البرازيل المركز الرابع في التصفيات برصيد 21 نقطة، بفارق 10 نقاط عن الأرجنتين، التي ضمنت التأهل.

وستتأهل الفرق الستة الأولى مباشرة إلى مونديال 2026، بينما سيخوض صاحب المركز السابع (فنزويلا برصيد 15 نقطة) الملحق.

التصنيفات: اخبار عالمية,عاجل