أعلن نادي برشلونة رسميًا تعاقده مع الحارس الإسباني الشاب خوان جارسيا قادمًا من إسبانيول، بعد تفعيل بند الشرط الجزائي في عقده والبالغ نحو 25 مليون يورو، في صفقة تمتد حتى صيف 2030.
ويُعد جارسيا من أبرز صفقات النادي الكتالوني هذا الصيف، ليس فقط لحساسية مركز حراسة المرمى، بل أيضًا لكونه مشروعًا رياضيًا متكاملًا يجمع بين الطموح الفني ورؤية النادي المستقبلية، بقيادة المدير الرياضي ديكو والمدرب الألماني هانز فليك.
تألق يفرض نفسه
لم يأتِ ضم جارسيا من باب المجازفة أو المراهنة على مستقبل بعيد، بل استند إلى موسم فردي لافت قدّمه الحارس الشاب مع إسبانيول، رغم تواضع نتائج الفريق.
جارسيا تصدّر قائمة أكثر الحراس تصديًا في الدوري الإسباني لموسم 2024-2025 بـ146 تصديًا، وشارك في جميع دقائق الموسم، ما يعكس جاهزيته البدنية والذهنية العالية، وقدرته على تحمّل الضغط.
ويمتلك الحارس الشاب قدرات استثنائية في ردّ الفعل والتمركز، كما يُجيد الخروج للكرات العرضية، ويتمتع بجرأة واضحة في المواجهات الفردية. والأهم من ذلك، أنه يُجيد اللعب بالقدمين، وهي صفة أساسية في منظومة برشلونة التي تعتمد على البناء من الخلف.
حارس “تكتيكي” في عقل فليك
منذ لحظة التوقيع، بدا واضحًا أن فليك لا يرى في جارسيا مجرد حارس احتياطي، بل ركيزة تكتيكية تواكب فلسفة اللعب بالضغط العالي والانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم.
فليك، المعروف بدقته وصرامته في الاختيارات، يرى أن جارسيا يتمتع بميزات تكتيكية تؤهله لأن يكون جزءًا أساسيًا من بناء اللعب، خصوصًا في ظل التذبذب النسبي في مستوى مارك أندريه تير شتيجن نتيجة الإصابات وفترات الغياب المتكررة.
ويصف البعض جارسيا بـ”الحارس المفكّر”، إذ لا يكتفي بالتصدي، بل يقرأ تحركات الخصم ويوزّع الكرة بسرعة عالية تخدم التحولات الهجومية، ما يُسرّع وتيرة اللعب ويضيف بُعدًا إضافيًا لمنظومة الفريق.
صراع على القفاز الأول
وصول جارسيا فرض معادلة معقدة داخل برشلونة، فالنادي بات يضم الآن ثلاثة حراس دوليين على أعلى مستوى: تير شتيجن، تشيزني، وجارسيا.
ورغم التوقعات برحيل أحد الحارسين الكبار، إلا أن تشيزني قرر تمديد عقده وقبول دور الحارس الثاني، في حين أكد شتيجن استمراره ورغبته في القتال على مركزه الأساسي.
هذا الوضع يخلق صراعًا محمومًا داخل الفريق، خاصة أن شتيجن قائد رابع في التشكيلة، ولا ينوي التنازل عن موقعه بسهولة. في المقابل، يحظى جارسيا بدعم واضح من المدرب والإدارة، ما يمنحه دفعة قوية لاقتحام التشكيل الأساسي.
إدارة تُراقب.. وفليك مطالب بالحسم
من وجهة نظر إدارية، فإن وجود ثلاثي بهذا المستوى يُعتبر ثروة فنية تمنح فليك مرونة كبرى، لكن الواقع يفرض ضرورة حسم مبكر لمسألة “الحارس الأول”، تجنبًا لأي توتر داخل غرفة الملابس.
الموسم المقبل سيكون مزدحمًا بالتحديات، محليًا وأوروبيًا، ما يجعل ملف حراسة المرمى من أولويات الجهاز الفني، خصوصًا أن أي تردد أو غموض قد يُولّد احتقانًا في مركز لا يقبل القسمة على ثلاثة.
