يعتبر النيجيري فيكتور أوسيمين، مهاجم نابولي، أحد أكثر اللاعبين الذين أثاروا جدلا كبيرا خلال الموسمين الماضيين، بسبب الحديث الدائم حول ناديه الجديد.
أوسيمين (26 عاما) انفجر بقوة مع نابولي في موسم 2022-2023، وقاد الفريق نحو تحقيق لقب الدوري الإيطالي، لأول مرة منذ 33 عاما.
ومنذ ذلك الحين، أصبح اسمه مرتبطا بالعديد من الأندية الأوروبية، تزامنا مع دخوله في أزمات ضد إدارة ناديه، رغبة منه في الرحيل دون تحديد هوية فريقه الجديد.
وكان الهلال أحد أبرز الأندية المهتمة بضم أوسيمين في العديد من المناسبات، لكن اللاعب فضّل الرحيل معارا إلى جالطة سراي، مطلع الموسم الماضي، لتعود حالة الجدل مرة أخرى بعد نهاية عقده مع النادي التركي.
بداية القصة
بدأ ارتباط أوسيمين بالهلال قبل عام واحد تقريبا، وتحديدا بعدما دخل المهاجم في أزمة مع نابولي من أجل الرحيل عن الفريق، وخوض تحدٍ جديد.
وحاول الهلال وقتها التعاقد مع اللاعب، وقدم له عدة عروض مغرية، بالإضافة للتواصل مع النادي الإيطالي، ولكن أوسيمين رفض اللعب في الدوري السعودي، متمسكا بالاستمرار في الملاعب الأوروبية.
ورفض أوسيمين جميع المغريات، وقرر الانتقال لجالطة سراي على سبيل الإعارة، ليواصل تقديم عروضه المذهلة، وقاد فريقه لتحقيق الثنائية المحلية (الدوري والكأس).
وتوج أوسيمين هدافا للدوري التركي بتسجيل 26 هدفا، فضلا عن وصافة ترتيب هدافي الكأس المحلية، عندما أحرز 5 أهداف، ليعود مرة أخرى لخطف أنظار العالم، بعد فترة مذهلة قدم خلالها الكثير مع نابولي.
حلم جديد
بعد المستوى المذهل الذي قدمه في الموسم الماضي مع جالطة سراي، أصبح هدفا للعديد من الأندية الأوروبية، بالإضافة لرغبة النادي التركي في شراء عقده بصورة نهائية.
والمفاجأة الأبرز، هي دخول الهلال مرة أخرى في خط المفاوضات للتعاقد مع أوسيمين، حيث كانت الإدارة الزرقاء تثق في قدرتها على حسم الصفقة هذه المرة، عن طريق إغراء اللاعب بخوض كأس العالم للأندية 2025.
وبالفعل، بدأت إدارة الهلال مفاوضاتها مع أوسيمين قبل خوض المونديال، حيث أجمعت العديد من المصادر وقتها أن النجم النيجيري أعطى الضوء الأخضر للنادي السعودي.
وبدأت جماهير الهلال في تصميم العديد من الصور لأوسيمين بقميص النادي عبر منصات التواصل الاجتماعي، ووضع العديد من الاحتمالات للأسلوب الذي سيلعب به المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي في وجود المهاجم الجديد.
صدمة مفاجئة
في الوقت الذي كان يستعد فيه الهلال وجماهيره لإعلان التعاقد مع أوسيمين، قرر اللاعب التراجع بشكل مفاجئ، مشيرا إلى رغبته في تأجيل المفاوضات إلى ما بعد كأس العالم للأندية 2025.
وكان قرار أوسيمين بمثابة الصاعقة التي نزلت على محبي الفريق الهلالي، لاسيما وأن النادي بذل مجهودا كبيرا في إقناعه، برفع راتبه السنوي إلى 30 مليون يورو.
طلب أوسيمين بتأجيل حسم المفاوضات يعود لرغبته في كسب المزيد من الوقت، خصوصًا أن جالطة سراي كان يتمسك باستمراره مع الفريق، وسط محاولات من عدة أندية أوروبية، بقيادة مانشستر يونايتد، وفقا لتقارير عدة.
وارتفعت قوة الصدمة لأقصى مراحلها، عندما أعلن الهلال إصابة المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش قبل خوض مباراة ريال مدريد في الجولة الأولى من كأس العالم، حيث أصبح “الزعيم” لا يمتلك سوى البرازيلي ماركوس ليوناردو فقط بمركز رأس الحربة.
واستمر غياب ميتروفيتش حتى نهاية مشوار الهلال في البطولة، ما مثّل أزمة هجومية للفريق لدرجة أن إدارة النادي أبرمت صفقة عاجلة بضم المغربي عبد الرزاق حمد الله معارًا من الشباب.
هذه الأزمة دفعت النادي الأزرق للعودة إلى المفاوضات مع أوسيمين مرة أخرى، رغبة في التخلص من ميتروفيتش، المهاجم الرئيسي الذي يعاني من إصابات مستمرة.
وحي الخيال
ومع عودة المفاوضات ظل أوسيمين يماطل كعادته حتى رفع الزعيم راتبه السنوي إلى 40 مليون يورو، حسب آخر التقارير الصحفية.
والمثير في الأمر، أن أوسيمين أغلق باب المفاوضات في وجه الهلال، وقرر الانضمام لجالطة سراي بشكل نهائي، بعد الاتفاق على كافة البنود الشخصية، بعقد يمتد حتى عام 2028.
ويتبقى فقط اتفاق جالطة سراي مع نابولي حول قيمة الانتقال، حيث قدم النادي التركي عرضا مقدر بنحو 55 مليون يورو، وينتظر موافقة بطل الدوري الإيطالي.
وبالتالي، تحول حلم الهلال في ضم أوسيمين إلى قصة من وحي الخيال، بعد الصور العديدة التي تم تصميمها للنجم النيجيري بقميص النادي، وتخيل طريقة اللعب في وجوده.
كذلك، ستستمر أزمة الهلال في البحث عن مهاجم جديد في السوق الصيفي خلال الفترة المقبلة، بعد صدمة أوسيمين.
وانضم أوسيمين لسلسلة النجوم الكبار الذين رفضوا تمثيل الهلال، أمثال الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي برونو فيرنانديز والفرنسي كيليان مبابي وغيرهم من الأسماء اللامعة.