هل يُطيح يامال بظل ميسي أم يسقط في لعنة نيمار؟ – الرياضة نت
Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our Feed

هل يُطيح يامال بظل ميسي أم يسقط في لعنة نيمار؟

قلة هم من يستطيعون تحمل ثقل القميص رقم 10 في برشلونة، ذاك الرقم الذي ارتداه عظماء مثل ليونيل ميسي، رونالدينيو، ودييجو مارادونا. لكن لامين يامال، الجناح الإسباني الشاب، يبدو مستعدًا لمواجهة هذا التحدي بجرأة نادرة.

في سن الثامنة عشرة، وقّع يامال على عقد جديد يربطه بالنادي الكتالوني لمدة ست سنوات، ليصبح اللاعب الأعلى أجرًا في فريق المدرب هانز فليك، براتب سنوي يُقدّر بـ30 مليون يورو (نحو 34 مليون دولار).

لكن هذا العقد لم يكن مجرد مكافأة على موسمه الاستثنائي الذي توج فيه بالثلاثية المحلية، بل جاء كرسالة واضحة: يامال هو رهان برشلونة على المستقبل.

ومع هذا الرهان، تلوح التحذيرات في الأفق: لا مجال لتكرار سيناريو نيمار. على يامال أن يبقى مركزًا، محافظًا على تواضعه وجوعه للنجاح، إذا ما أراد دخول قائمة الخالدين في تاريخ اللعبة.

منذ ظهوره الأول مع الفريق الأول، جذب لامين يامال أنظار العالم بموهبته الخارقة، بفضل سرعته المذهلة، ومراوغاته السلسة، وحسه التهديفي العالي. لم يتألق فقط مع برشلونة، بل أصبح عنصرًا محوريًا في منتخب إسبانيا أيضًا.

وقبل أن يُكمل عامه الثامن عشر في 13 يوليو 2025، كان قد ساهم بالفعل في 74 هدفًا مع النادي والمنتخب، وتُوّج بأربعة ألقاب كبرى، بينها بطولة أوروبا. أرقام استثنائية تجعل منه مرشحًا بارزًا ليصبح أصغر لاعب يحرز الكرة الذهبية في التاريخ.

ومع إعارة أنسو فاتي إلى موناكو، خُلي القميص رقم 10، ليختاره يامال دون تردد. قال بثقة لقناة النادي: “لا أشعر بأي ضغط. أنا في أفضل نادٍ في العالم. ميسي شق طريقه، وسأشق طريقي الخاص”.

قد تبدو هذه الكلمات جريئة، لكنها تعبّر عن شخصية لاعب لا يخشى التحديات، خلافًا لأنسو فاتي الذي عانى من تبعات القميص الأيقوني. يامال، على العكس، يبدو مصممًا على كتابة فصل جديد في تاريخ برشلونة، لا بوصفه “الوريث”، بل باعتباره “القائد الجديد”.

مقارنة مع ميسي وتحديات الشهرة

المقارنة بين يامال وميسي أمر لا مفر منه. كلاهما جناح أيمن يعتمد على القدم اليسرى، ويمتلك قدرة استثنائية على تغيير مجرى المباريات. لكن يامال يتفوق على ميسي في نفس العمر من حيث الأرقام.

في سن الثامنة عشرة، لم يكن ميسي قد سجل سوى هدف احترافي واحد ولم يشارك بعد مع منتخب الأرجنتين. في المقابل، سجل يامال 25 هدفًا وصنع 34 تمريرة حاسمة مع برشلونة، ولعب 21 مباراة دولية مع إسبانيا. هذه الإحصائيات تعكس تطوره المذهل، لكنها تزيد من الضغوط المحيطة به.

على عكس ميسي، الذي كان هادئًا ومنطويًا في بداياته، يتمتع يامال بشخصية صاخبة ومرحة. يُعتبر من أكثر اللاعبين حيوية في غرفة ملابس برشلونة، ويستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتفاعل مع الجماهير والرد على منتقديه.

هذه الثقة تجعله محبوبًا، لكنها قد تكون سلاحًا ذا حدين. الشهرة المبكرة، إذا لم تُدار بحكمة، قد تؤدي إلى تشتيت تركيزه، وهنا يأتي شبح نيمار كتحذير واضح.

فخ نيمار: دروس من الماضي

نيمار، النجم البرازيلي الذي تألق مع برشلونة بين 2013 و2017، يُعتبر مثالًا لما قد يحدث عندما تطغى الشهرة على الانضباط.

خلال فترته مع برشلونة، كان نيمار جزءًا من ثلاثي MSN الأسطوري إلى جانب ميسي ولويس سواريز، وساهم في تحقيق الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.

لكنه اكتسب سمعة كشخص يحب الحفلات، مما أثر على صورته بعد انتقاله إلى باريس سان جيرمان مقابل 222 مليون يورو.

في باريس، تصدر نيمار عناوين الصحف أكثر بسبب حياته خارج الملعب من إنجازاته الكروية، وتعرض لانتقادات بسبب قلة التزامه.

زيارة يامال الأخيرة لنيمار في البرازيل، حيث تبادلا القمصان ولعبا كرة القدم معًا، أثارت قلقًا داخل برشلونة، حيث ذكرت صحيفة “ديلي ميل” أن هناك مخاوف من أن يكون نيمار “تأثيرًا سيئًا” على النجم الشاب.

هذه المخاوف تزايدت بعد حفل عيد ميلاد يامال الثامن عشر الفاخر، الذي أقيم في قصر ريفي ببلدة أوليفيلا بحضور 200 ضيف، بما في ذلك نجوم مثل ليفاندوفسكي وجافي.

الحفل، الذي تضمن كعكة مزينة بمسدسات الشوكولاتة وأوراق نقدية، أثار جدلاً كبيرًا بسبب مشاركة أقزام في عروض ترفيهية، وهو ما اعتبرته جمعية ADEE في إسبانيا “غير مقبول”، مطالبةً بتحقيق رسمي.

جدل حفل عيد الميلاد

حفل عيد ميلاد يامال لم يكن مجرد احتفال، بل تحول إلى نقطة نقاش عامة، حيث أشار الصحفي الإسباني بيبي إسترادا إلى أن برشلونة “قلق للغاية” من سلوك يامال خارج الملعب.

الحفل، الذي تضمن كوكتيلات فاخرة وطابع “المافيا الإيطالية”، عكس أسلوب حياة يامال الباذخ، كما أن ظهوره مع عارضة الأزياء فاتي فاسكيز أضاف إلى الجدل، مما زاد من التساؤلات حول قدرته على الحفاظ على تركيزه.

ردًا على الانتقادات، أصر يامال على أن حياته الشخصية لا تؤثر على أدائه. “أعمل مع برشلونة، ولكن خارج الملعب أستمتع بحياتي”، قال في تصريحات للصحفيين.

لكن هذا التصريح يذكرنا بموقف نيمار، الذي دافع عن أسلوب حياته بنفس الطريقة، وإذا أراد يامال تجنب مصير نيمار، فعليه أن يجد توازنًا بين الحياة الشخصية والالتزام المهني.

أداء استثنائي

على الملعب، يامال يتألق بطريقة تجعل المقارنة مع ميسي أمرًا لا مفر منه، لكنه يمتلك أسلوبًا فريدًا.

زميله رافينيا وصفه في مقابلة مع “إل بايس” بأنه “أقرب إلى نيمار” بسبب مراوغاته السريعة وقدرته على مفاجأة المدافعين.

وفي مباراة ضد إنتر في دوري أبطال أوروبا، أذهل يامال الجميع بهدف فردي رائع، وسدد مرتين على إطار المرمى، ونفذ ست مراوغات ناجحة، مما دفع سيموني إنزاجي ليصفه بأنه “موهبة تظهر كل 50 عامًا”.

ريو فرديناند، في تحليل لقناة TNT Sports، ذهب إلى أبعد من ذلك، معتبرًا يامال “في مستوى آخر” مقارنة بلاعبي الدوريات الخمس الكبرى.

هذا الإطراء يعكس تأثير يامال الهائل، حيث أصبح مصدر إلهام رئيسي لبرشلونة في موسم شهد تتويجهم بالدوري الإسباني وكأس الملك، ووصولهم إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

دعم عائلي وطموح متواضع

لحسن الحظ، يتمتع يامال بشبكة دعم قوية تساعده على البقاء على الأرض، والداه، كما أشار الصحفي جيليم بالاج، يلعبان دورًا حاسمًا في الحفاظ على توازنه. “إنهما لا يخافان من قول الحقيقة”، مما يساعد يامال على البقاء متواضعًا رغم الشهرة.

هذا التواضع يظهر في تصريحاته، حيث قال: “طموحي بسيط: مواصلة الفوز والتطور كل يوم. ما زلت شابًا، وأمامي الكثير”. هذه الرؤية البسيطة، إلى جانب موهبته الاستثنائية، تجعل منه لاعبًا مميزًا.

موهبة لا تعرف الخوف

مع توليه القميص رقم 10، يواجه يامال توقعات هائلة. برشلونة يعتمد عليه كقائد لجيل جديد من اللاعبين، إلى جانب نجوم مثل بيدري وجافي. لكنه يحتاج إلى الحذر من المزالق التي أثرت على نيمار. الشهرة المبكرة، الإغراءات خارج الملعب، والضغط الإعلامي قد تكون عقبات إذا لم يتعامل معها بحكمة.

ومع ذلك، يامال يمتلك كل المقومات لتجاوز هذه التحديات. موهبته الاستثنائية، إلى جانب دعم عائلته وإرشاد فليك، تجعله مرشحًا لتحقيق إنجازات تفوق حتى إرث ميسي.

كما أن تصريحه الأخير يعكس هذا الطموح: “سأبذل قصارى جهدي لإسعاد الجماهير. هذا هو نادي حياتي، وهو الأفضل في العالم”. إذا حافظ على هذا التركيز، فقد يصبح يامال ليس فقط خليفة ميسي، بل أسطورة جديدة في كامب نو.

لامين يامال يقف على أعتاب تاريخ عظيم. بتوليه القميص رقم 10، يحمل الشاب الإسباني آمال برشلونة وجماهيرها.

موهبته اللافتة، ثقته العالية، وروحه المرحة تجعله نجمًا فريدًا، لكنه يحتاج إلى الحذر من إغراءات الشهرة التي أضرت بمسيرة نيمار.

ومع دعم عائلته وتركيزه على التطور المستمر، يبدو يامال جاهزًا لكتابة قصة نجاح جديدة في برشلونة. الفصل الأول من هذه القصة قد بدأ، والعالم يترقب بشغف ما سيحمله المستقبل لهذا النجم الصاعد.

التصنيفات: الدوري الاسباني,عاجل