رغم أن الصورة الرياضية اليوم باتت لا تقل أهمية عن الكلمة المكتوبة، ولا يمكن لأي وسيلة إعلام رياضية أن تكتمل دونها، إلا أن المصور الرياضي لا يزال مهمشًا في كثير من الصحف والمجلات والمواقع الرياضية، سواء في اليمن أو في الوطن العربي عمومًا.
فأين هو موقعه من الاهتمام والدعم؟ ولماذا يُنظر إليه كأداة تكميلية لا كصانع محتوى؟
عين لا تنام… ولكن لا تُكافأ
المصور الرياضي لا يجلس على مكاتب مكيفة، بل يتنقل بين ملاعب متربة وصالات مزدحمة، حاملاً معداته الثقيلة، في سباق دائم مع الوقت والضوء والزوايا. هو أول من يصل وآخر من يغادر، يركض كما يركض اللاعب، ويترقب اللحظة الحاسمة بعدسته كما يترقبها المدرب بعينه.
ورغم هذا، ما زال يُعامل من قبل كثير من إدارات الصحف والمواقع الإلكترونية كمجرد “مزوّد صور”، لا كشريك أساسي في التغطية. تُنشر صوره أحيانًا دون ذكر اسمه، ولا يحصل على المقابل المالي المناسب، بل وربما يُستغنى عنه في كثير من الأحيان لصالح صور مأخوذة من الإنترنت أو وكالات خارجية.
الصحافة الورقية والرقمية… حضور الصورة وغياب المصور
بعض الصحف الرياضية اليمنية والعربية لا تخصص مساحة لصور محترفة، أو تنشر صورًا دون أدنى جودة فنية أو توثيقية، بينما تتجاهل دور المصور في صناعة المادة الصحفية. أما المواقع الإلكترونية، فرغم أنها تعتمد بشكل شبه كلي على الصورة لجذب الزوار، إلا أن العلاقة بينها وبين المصورين لا تزال ضعيفة، ويغلب عليها الطابع التجاري لا المهني.
الحلقة المفقودة: المؤسسات والتشريعات
غياب نقابات أو روابط قوية للمصورين الرياضيين، خاصة في بلدان مثل اليمن، ساهم في استمرار التهميش. فلا توجد تشريعات تحمي حقوق المصور، أو تلزم الوسائل الإعلامية بتوقير جهده أو حفظ اسمه وحقوقه. كما أن ضعف التدريب وغياب برامج التأهيل جعل بعض المؤسسات الإعلامية تتجاهل أهمية الصورة الاحترافية، فاستسهلت التوجه إلى صور الإنترنت.
دعوة للإنصاف: شراكة لا تبعية
المطلوب اليوم ليس فقط الاعتراف بحقوق المصور الرياضي، بل الإيمان بأنه شريك أساسي في بناء القصة الرياضية. يجب أن تكون هناك رؤية إعلامية حديثة تضع الصورة في مكانها الطبيعي، وتعيد الاعتبار لمن يلتقطها.
كما أن إنشاء روابط واتحادات مهنية للمصورين الرياضيين، مثل التي يتم العمل على تأسيسها حاليًا في اليمن، قد يكون الخطوة الأولى نحو تغيير الواقع.
وفي زمن الصورة، لم يعد من المنطقي أن يظل صاحب الصورة في الظل.