تحدث هانز فليك، المدير الفني لبرشلونة، اليوم الثلاثاء في المؤتمر الصحفي الخاص بمباراة فريقه أمام باريس سان جيرمان، المقررة غدا في دوري أبطال أوروبا، عن عدة قضايا تخص المواجهة المرتقبة ولاعبيه الأساسيين.
ووفقا لصحيفة “آس” الإسبانية، استهل فليك حديثه حول توقيت المباراة قائلا: “لا يمكنك أن تعرف أبدا إن كانت تأتي في أفضل لحظة. هذه بطولة مختلفة، سنواجه أفضل فريق في الموسم الماضي. أحب أسلوب لعبهم وأحب لاعبيهم ومدربهم”.
وعن تأثير الغيابات على الفريقين، أوضح المدرب الألماني: “الجدول جزء من هذا العمل، وعلينا التعامل مع الإصابات. جميع المدربين يريدون لاعبيهم جاهزين، لكن هذه طبيعة اللعبة. ما نرجوه أن نشاهد مباراة كبيرة”.
أما بشأن التغييرات المستمرة في خط الدفاع، فقد علق فليك: “نحن بحاجة لاختيار اللاعبين المناسبين في المراكز المثالية. لدي الكثير من الجودة في فريقي وعلينا إدارتها. الأمر لا يتعلق بعدم إيجاد ثنائي ثابت في قلب الدفاع، بل بخصائص المنافسين”.
وأكد فليك أهمية التعامل الذهني في مثل هذه المباريات قائلا: “علينا العمل على خطتنا. لن تكون مباراة سهلة، لأن باريس أيضاً يريد الاستحواذ ويجيد الضغط. من الثانية الأولى حتى الدقيقة الأخيرة، يجب أن نلعب بأعلى مستوى. هذا هي دوري الأبطال”.
وعن لامين يامال، شدد فليك: “لا أحب المبالغة. لا أحب مدح لامين كثيرا. إنه بعمر 18 عاما فقط. عليه أن يركز على العمل بجد. يملك الموهبة ويقدم مستويات عالية، لكن إذا أراد الوصول إلى المستوى التالي، عليه أن يواصل العمل. كرة القدم ليست هجوما فقط، بل دفاعا أيضا”، ما يعتبر تلميحًا من المدرب لعدم قدرة الجناح الشاب على العودة لمساندة زملائه المدافعين.
ثغرة أراوخو
وحول تصريحات لويس إنريكي عن استغلال نقطة ضعف رونالد أراوخو في مواجهة سابقة، قال فليك: “ذلك حدث قبل عامين، وهو أمر من الماضي. أثق تماما في نقاط قوة رونالد، وأنا سعيد جدا بأدائه”.
وعند سؤاله عن الفوارق بين فيران توريس وروبرت ليفاندوفسكي، أجاب: “سنحتاج إلى إمكانيات الاثنين خلال 90 دقيقة، وسنرى من سيبدأ”.
كما أكد جاهزية الحارس تشيزني: “بالطبع أراه مستعدا. لقد فزنا بثلاثة ألقاب الموسم الماضي بوجوده في المرمى، وقلت ذلك من قبل”.
وعن حظوظ برشلونة في المباراة، شدد: “نحن برشلونة، بالطبع نحن من المرشحين، لكن المهمة صعبة والطريق طويل”.
القائد بيدري؟
وأشاد المدرب الألماني بتطور بيدري ودوره القيادي قائلا: “لقد تحسن كثيرا. يمكن للجميع رؤية ما يقدمه في الملعب، لكن من المهم أيضا أن يكون لدينا قائد داخل المستطيل الأخضر. في مركزه يمكن أن يكون قائدا، وقد تحسن في هذا الجانب. هو أحد القادة في الفريق، دائما يبدي رأيه ولا يوافق على كل شيء، وهذا مهم بالنسبة لي”.
ولا تقتصر مباراة برشلونة وباريس على التنافس بين ناديين كبيرين، بل تمثل صراعًا تكتيكيًا بين مدرستين حديثتين في عالم التدريب، يقودهما هانز فليك من جهة، ولويس إنريكي من جهة أخرى.
منذ توليه قيادة برشلونة، بدأ هانز فليك في إعادة تشكيل هوية الفريق، مستفيدًا من إرث الكرة الألمانية التي تعتمد على الضغط العالي، والتحولات السريعة، والانضباط التكتيكي.
فليك لا يكتفي بالاستحواذ، بل يسعى لتحويل كل لحظة في المباراة إلى فرصة هجومية، معتمدًا على ديناميكية لاعبيه الشباب مثل بيدري، وأولمو، ولامين يامال، إلى جانب خبرة ليفاندوفسكي في الثلث الأخير.
في المقابل، يواصل لويس إنريكي بناء مشروعه في باريس سان جيرمان، مستفيدًا من رحيل كيليان مبابي الذي أتاح له حرية أكبر في تشكيل منظومة جماعية متكاملة.
إنريكي أعاد تعريف أدوار اللاعبين، فحوّل فيتينيا إلى محور ارتكاز ديناميكي، وتخلى تدريجيًا عن أوجارتي كخيار دفاعي تقليدي.
كما جرب ديمبلي كمهاجم وهمي، وأعاد بناء الخط الخلفي بمدافعين قادرين على اللعب تحت الضغط مثل باتشو وبيرالدو.
الخطوة الأحدث كانت بالتعاقد مع المدافع الشاب زابارني لتعزيز المنافسة مع ماركينيوس، إضافة إلى التغيير في مركز الحراسة.
فبينما لعب دوناروما دورًا بارزًا بتصدياته الحاسمة في دوري الأبطال، جاء الحارس شوفالييه ليمنح الفريق ميزة أكبر في اللعب بالقدمين وسلوك أكثر جرأة داخل الملعب.
ولادة جديدة
رحيل كيليان مبابي لم يكن خسارة فنية فقط، بل كان نقطة تحول في فلسفة النادي.
فمع مغادرة النجم الفرنسي، تحرر إنريكي من ضغوط بناء الفريق حول لاعب واحد، وبدأ في تشكيل منظومة جماعية تعتمد على التوازن والمرونة.
الفريق بات أكثر تناغمًا، وأكثر قدرة على تنفيذ الضغط العكسي، والتحولات السريعة، والبناء المنظم من الخلف.
في خط الوسط، أصبح فيتينيا هو القلب النابض، بينما يتناوب فابيان وديمبلي على أدوار الربط والاختراق.
أما في الخط الأمامي، فقد أضاف الفريق الموهوب دوي، ثم تعاقد مع خفيتشا كفاراتسخيليا في الشتاء، ليمنح الهجوم تنوعًا غير مسبوق.
حكيمي ونونو مينديس يهاجمان العمق باستمرار، بينما يتراجع لاعبو الوسط لتأمين التوازن، في منظومة تبدو كموجة متدفقة لا تفقد شكلها حتى تتحطم في منطقة الخصم.